رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

بعيدًا عن «قروض الحج» ـ بين «الحلال الرسمي»، و«الحرام الشعبي» ـ التي أثارت سجالاً دينيًّا في المجتمع، ليُجيزها البعض بزعم أنها «تقسيط خدمة»، فيما يصفها آخرون بوسيلة «تحايل على الربا».. تبقى فريضة الحج عبادة متميزة، وشعيرة مقدسة.

وبعيدًا أيضًا عن تفاصيل الأسعار الفلكية لتكلفة أداء فريضة الحج، التي لم تعد «لمن استطاع إليه سبيلًا»، ولجوء كثيرين إلى «فقه الأولويات»، في ظل غلاء شديد وظروف اقتصادية طاحنة، وعدم تحقق «شرط الاستطاعة».. يظل هذا الركن الأعظم حلمًا وغاية تؤجج مشاعر الشوق لدى المصريين البسطاء؛ لهيبًا واندفاعًا.

«لبَّيْكَ اللهم لبَّيْك، لبَّيكَ لا شريكَ لكَ لبَّيك، إن الحمدَ والنعمةَ لكَ والمُلك، لا شريكَ لك».. كلمات رائعة تفيض بالإسلام والاستسلام.. تحمل وهْجَ الحياة ومنهاجها، استجابةً لخالقٍ عظيم، في انقيادٍ وخضوعٍ تامٍّ، لله رب العالمين.

تلك التلبية بمعانيها السامية ودلالاتها المباركة، تلخص فريضة الحج، استجابة لداعيَ الله، وابتغاء مرضاته، وتنزيهًا عن الشرك، ولذلك فإن تكرارها باللسان وانشغال القلب بها يعتبر تأكيدًا وتثبيتًا لمعاني الإيمان والتوحيد.

كما أن المسلم بحجه البيت الحرام، وتعظيم شعائر الله، وعقد العزم على طاعة المولى، واتباع سنة نبيه الكريم، يحقق غايات الدنيا والآخرة، حيث يغفر الله للحجيج، ومبالغةً في إكرامهم يُلقي في روعهم أنه قد غُفر لهم، فيعودون مطمئنين كيوم ولدتهم أمهاتهم.

إن الحج هو ركن الإسلام الأعظم، ومن أفضل الأعمال والقُربات إلى الله.. فالحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة، وهو سببٌ لغفران الذنوب، وأداء هذه الفريضة ينفي الفقر، لأن الحاجَّ وافدٌ على الله، ومن وَفَدَ على الله أكرمه.

لذلك نعتقد أن «فريضة الحج» تُجَسِّد بمجموع شعائرها معنى تعبديًا خالصًا، لأنها معراجٌ للروح وشوقٌ للمعبود وتجرد من حطام الدنيا، وتحرر من قيود التبعية، كما أنها مؤتمر إسلامي عالمي لا نظير له كل عام، بدعوة كريمة من الله، لتكون مصدر عظمة للمسلمين وتقوية شوكتهم وقوتهم وعزتهم، وشعاع الفخر المتبقي لديهم.

إذن، تتجسَّد فلسفة تشريع الحج، في أنه رمز نقي لبقاء الإسلام، والنبض المعبر عن تقارب الأمة وتماسكها ووحدتها ورَصِّ صفوفها، إضافة إلى كونه دليلًا معبرًا عن المساواة ومنشأ قوة الدِّين وحيويته.. فالحج ليس عملًا تعبديًا فقط، بل يُعَدُّ إحدى أهم الشعائر الإلهية التي أنعم الله بها على المسلمين دون غيرهم من الأمم.

أخيرًا.. سيظل «تلبية النداء» قائمًا، إلى أن يرثَ الله الأرض ومَن عليها، مهما تضاعفت أسعار «الحج»، كما لن يُوَلِّي المصريون وجوهم شطر «الأولويات».. وسيظل «الركن الأعظم» الفريضة العظيمة الخالدة، والغاية الكبرى، و«جهادَ الضعفاء»، مهما كانت الصعوبات الاقتصادية والتكلفة المادية.

فصل الخطاب:

يقول مفكرون وساسة غربيون: «ويلٌ للمسلمين إذا لم يعرفوا معنى الحج.. وويلٌ لأعداء الإسلام إذا أدرك المسلمون معنى الحج».

[email protected]