رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

مما لا شك فيه أن جلسات الحوار الوطنى الدائرة حاليا تؤكد أن ما يحدث هو تفعيل حقيقى للديمقراطية، وأن كل الأصوات التى تتحدث داخل هذه الجلسات تعنى بالدرجة الأولى التعبير عن رأيها بكل صراحة ووضوح، وجلسات الحوار الوطنى هى بالتأكيد تفعيل حقيقى للرأى والرأى الآخر. وليس هناك حجر أو منع على أحد ماذا يقول أو ماذا يريد، فالكل الطريق أمامه مفتوح للتعبير عن رأيه بحرية بالغة. وخلال حضورى إحدى جلسات الحوار تأكدت تماما أن هناك تفعيلا حقيقيا للديمقراطية القائمة على الرأى والرأى الآخر للخروج فى نهاية المطاف بمخرجات محددة، تهدف الى نفع المواطن بالدرجة الأولى.

وجلسات الحوار هى رسالة واضحة لكل من يتشدق بأن مصر ينقصها تحقيق الديمقراطية، فهؤلاء مردود عليهم من خلال جلسات هذا الحوار. ومن يريد أن يتأكد بنفسه عليه الحضور ليرى ما يدور داخل هذه الجلسات من آراء مختلفة ومتباينة تضم كل التيارات بلا استثناء إلا جماعة الإخوان الإرهابية الملطخة أيديها بدماء المصريين، فهؤلاء لا مكان لهم بين جنبات الحوار.

وأذكر فى هذا الصدد أن المعارضة التزام ومسئولية، وليست مديحاً ولا تجريحاً، بل هى تؤدى دوراً وطنياً بالغ الأهمية، ولاعب مهم على المسرح السياسى، وتشارك بفاعلية فى التنمية.. والمعروف أن المعارضة الوطنية قائمة على قضية الديمقراطية، وهى من الثوابت المهمة القائمة على الاهتمام بقضايا الحريات وحقوق الإنسان، وتوفير الحياة الكريمة الآمنة للمواطن، وستظل المعارضة لسان حال المواطن المعبرة عن آلامه وآماله وجميع قضاياه، وستكون معبرة عن طموحات المصريين تنفيذاً لمبادئ الحريات.

كما أن المعارضة بمفهومها السياسى لا بد أن تكون موضوعية، بمعنى أن تبتعد، وتنأى عن معارضة الشتائم والتجريح، ولا بد أن تكون معارضة بناءة تقدم الحلول، وأن يضع المرء نفسه مكان المسئول لا أن يعيش المرء فى برج عاجى.. إن أحسنت الحكومة نشجعها ونحمد مسلكها وتصرفها، وإن أساءت أو أخطأت، فالواجب السياسى تجاه الوطن يحتم ضرورة انتقاد القرارات الخطأ، وتقديم الحلول لعلاج هذ الخطأ.

وبالتالى فإن المعارضة الوطنية ليست مديحاً على طول الخط، ولا تجريحاً على ذات الخط، إنما تعنى ضرورة كيف نحمى الوطن من الأخطار والمؤامرات، ونصون ترابه والانتصار للمواطن فى كل شىء فهو الأساس فى الأمر كله.

والمعارضة الوطنية البناءة، هى جوهر الحياة السياسية، أملاً فى بناءالدولة الوطنية القوية وهى المعبرة عن فكر ورأى الدولة ولسانها الإعلامى والناطقة بأفكار الوطن ومبادئه، ومصر ستظل مدرسة الوطنية المصرية أبد الدهر، تعطى درساً فى الديمقراطية ونبراساً سياسياً يهتدى ويحتذى به.

وجلسات الحوار الوطنى خير شاهد ودليل على ما أقول.