عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 يتيح لى عملى أستاذا للقانون، ومحاميا، وإداريا لبعض المؤسسات، فضلا عن عملى السياسى والبرلمانى، لقاءات متنوعة بصنوف مختلفة من الناس، أرى فيها ما يُعجب وما يُزعج على حد سواء. غير أن أبرز ما يلفت النظر فى الآونة الأخيرة هو تنامى ذلك التيار الواسع من الشباب الحالم بثراء كبير وسريع، دون سعى وتخطيط وتعلم. وكأن هؤلاء يتصورون أن الثروات تهبط على الناس عن طريق المصادفة، وأن البشر صنفان، صنف سعيد الحظ، والآخر تعيس الحظ.

وإذا كان لى أن أشارك بشهادتى، وأنا مَمن كد وتعب وسهر واجتهد مؤمنا بأن التميز يستلزم جهدا بشريا كبيرا واصرارا، ومكابدة، فاسمحوا لى أن أقول لكم إن أنسب بيت شعر درسته صغيرا وترسخ فى ذاتى هو بيت أمير الشعراء أحمد شوقى الذى يقول «وما نيلُ المطالب بالتمنى.... ولكن تؤخذ الدُنيا غلابا». واللطيف أن البيت التالى لهذا البيت يفصل المعنى أكثر حيث يقول «وما استعصى على قومٍ منالٌ....إذا الاقدام كان لهم ركابا». ويعنى ذلك أن الطموح فى حد ذاته ليس طريقا للتحقق، وإنه لابد من بذل الجهد، والتعلم، والتعب لتحقيق ما تصبو له النفس من آمال عظيمة.

إن علاقة السببية التى تعلمناها صغارا تبين لنا أن لكل مُدخلات مُخرجات، وأنه لا توجد نتائج جيدة دون سعى جيد يوازيها، لأن منطق العدل ذاته يفترض تمييز مَن يعمل عمَن لا يعمل. أتذكر بصفاء ذهن زملاء كثيرين فى مواقع مختلفة فى الحياة، لم يبذلوا الجهد اللازم للتفوق، ولم يشمروا سواعدهم للتميز عَمن حولهم، فانجرفوا مع غيرهم لتمر بهم الحياة كما كانت مع مَن سبقوهم.

إننى أسعد بطموحات عظيمة لجيل جديد منفتح على العالم، يتابع ويشاهد ويستبشر بالتطور المذهل فى كافة وسائل الحياة فى الدول المتقدمة، ويسعى لحيازتها، لكننى أنصح كل طامح بأن يقدم ما يلزم للوصول لما يريد، ربما عبر التعلم، أو التدريب، أو التفكير خارج الاطار الاعتيادى. وكلما التقيت بشباب يافعين أرى فى بعضهم سنواتى المبكرة فى مشروع الحياة أشجعهم على المثابرة والكد والعمل لساعات وساعات بحب حقيقى، وأنصحهم بألا يدعوا الوقت يمر دون اكتساب مهارات جديدة مميزة واستيعاب معارف فريدة تساهم فى تطوير قدراتهم لمطاولة الغد والذى تتسارع حدة المنافسة فيه عبر وسائل مستحدثة تتطور كل يوم.

وبالقطع فإن رحلة التعلم لا تقتصر على الشباب وحدهم، فلا عمر محدد للتوقف عن التعلم، وكما قال السابقون حكمتهم الأثيرة بأن العلم ممتد من المهد إلى اللحد، أقول لكم بأن الإنسان الطموح هو مَن يفتح نوافذه كل يوم لشعاع المعرفة ليضئ حياته ويُغير أحواله.

وأرى أن مصر ولادة بالأكفاء والمبدعين فى كل جيل، وأنه مهما تصور البعض أن التعليم فيها متدهور، فإن هناك مَن يصرون على التفوق والتميز، وهؤلاء هُم مَن يأخذون الدنيا غلابا، كما قال «شوقى».

وسلامٌ على الأمة المصرية.