عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إن من أهم أسباب الرقى الحضارى ومقومات النهضة الحقيقية هى التمسك بـالأخلاق الفاضلة سواء على المستوى الفردى أو الأسرى أو على مستوى الوطن أو على المستوى الإنسانى بصفة عامة، أن الأخلاق الفاضلة تعتبر ركيزة أساسية لتهذيب السلوك الانسانى وتنظيم العلاقات الانسانية على أسس قويـة مـن السمو الروحى والمعاملة الجميلة وهى عنصر فعـال فـى شـيـوع المحبة والألفة والتماسك والترابط فى المجتمع أفراداً وأسراً وشعباً وهى وسيلة للتعايش السلمى بين الأمم.

- إن انحلال الحضارات يرافقه فساد فى روح الناس وتغيير جذرى يطرأ علـى سـلـوكهم ومشاعرهم وحياتهم ما يترتب عليه تقويض الأخلاق وانحطاط يسـود الآداب والفنون وهو ما قد نراه فى نحو الفنون نحوا يبعد عن بناء القيم والأخلاق الحميدة.

- إذا كانت الحضارة مريضة روحاً فإن المجتمع يـعـانى مـن المرض والعالم الآن يحلم بالكوابيس تحت أنقاض الدنيا المعنوية التى هدمها بنفسه وجعلها خرائـب فـى نفـوس البشر، والعالم يريد أن يسرى عن غمه وهمه بالثروة التى جمعهـا مـن جـراء ذلك ولكن هذه الثروة من البديهى أنها لن تمنح الانسان السعادة المستمرة أبداً ولن تحميه من نوائب الدهر.

- إن مستقبل الإنسان ومن ثم الحضارة العالمية رهن بامتلاكها آفاقاً روحية رحبة تحرر الضمائر من سلطان الحضارة الحديثة والدنيوية الضيقة والكدر والقسوة والكراهية وتلملم مـا تبقى من الوجدان الانسانى للعودة إلى القيم والأخلاق الفاضلة فى العلاقات الانسانية.

- إن انعدام القيم الأخلاقية والتفرقة بين البشر على قواعد غير إنسانية بـدأ يتسلل فـى نواحى الحياة فى تعامل البشر مع بعضهم البعض وكذلك بين الدول بعضها البعض فأباحـت دول بعينها لنفسها الاعتداء على دول أخرى حيث استباحت الأنفس والأموال والثروات من أجل شعوبها فقط ولـم يكبحهـا كـابـح مـن القيم أو الأخلاق أو الضمير الانسانى بـل تجاهلـت كـل ذلـك مـن أجـل مصلحتها دون النظر إلى مصالح الآخرين، ولعل هذا الأمر يهوى بالحضارة الانسانية إلـى أدنـى درجات السلم البشرى.

- إن معانى القيم والأخلاق الحميدة هى رسالة السماء التى حملـهـا الأنبياء والرسل جميعاً إلى البشرية وآخرهم محمد عليه الصلاة والسلام فقد قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، نعم الأخلاق بكل مفرداتها.

- إن الأخلاق والقيم هى كسفينة نوح التى يمكن أن تحمل البشرية إلى حيث النجاة فهى التى تستطيع أن تتخطى الأمواج العاتيـة التـى كالجبـال مـن الظلم والجـور مـن الانسان علـى أخيـه الانسان ومن الدول بعضها على بعض وهنا يمكن أن تستوى سفينة العالم كمـا استوت سفينة نوح على جبل الجودى بسلام وهنا يمكن أن يتحقق العالم السلام.