رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الثأر يُفجر شلالات الدم في الصعيد

تقديم الكفن بإحدى
تقديم الكفن بإحدى جلسات الصلح بالصعيد

الثأر في الصعيد، لعنة تُلاحق الكثير من العائلات، لسنوات كثيرة وتنتقل من جيلٍ إلى جيلٍ، لتفتح الطرق الموصدة لشلالات من الدماء الطاهرة التي تُراقُ بفعل شيطان أشعل أجواءٍ كان أصلها الود.. وكيف لا يكون والجميع هناك يعيش في أجواءٍ عائلية مترابطة في الأفراح قبيل الأحزان، ولكن تأتي الأهوال بغتة لتحول بيتوت العائلات إلى رُكامٍ وحطامٍ من أزيز الرصاص.

 

عملية الثأر بين العائلات

ومنذ عقود كثيرة، ورغم الجهود المضنية التي يتبنها الجميع في الصعيد، رغبة في تحجيم عملية الثأر بين العائلات، إلا أن ما نُطالع خلال السنوات المنقضية، يؤكد أن مشكلة الثأر تحتاج إلى رؤى أخرى تطرح، عبر الوسائل الفاعلة التي تؤدي دورها في رفع الوعي لدى المواطنين،.. نحتاج في واقعنا أن نضع نقطة لنضمد الجراح الغائرة.

محافظات الصعيد

الواقع أن رسوخ عادة الثأر في مجتمع محافظات الصعيد منذ مئات السنين، لم يُجنى منه سوى الخسائر في الأرواح والممتلكات، وترويعٍ ممنهج لبني الإنسان، فلا يهدأ صاحب الثأر حتى يأخذ ثأره، ولم يستطع من عليه الثأر النوم، فكلاهما في حلقة جهنمية، حتى تحين اللحظة المحتومة، وأخذ الثأر  لتلافي الوصمة الاجتماعية التي تطالهم ما لم يثأروا لذويهم، وأقربائهم من العائلات الأخرى.

قرية الجزازرة

وعلى هامشٍ الجروح الغائرة، وتسلطٍ لضوءٍ خافتٍ على أزمة وجدية، أهلكت الحرث والنسل، من خصومات ثأريةٍ انفجرت من لاقيمة له وسرعان ما تفاقمت، ليتوارثها الأبناء بقرية الجزازرة في المراغة، بمحافظة سوهاج، عثرت الأجهزة الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج الخميس الماضي على ثلاث جثث مذبوحة وسط الزراعات بالمكان سالف الذكر، وهم لعجوز في العقد التاسع من العمر، وابنيه في العقد الثالث من العمر، بهم جروح ذبحية في الرقبة.

خلافات على قطعة أرض زراعية

وشروعًا في ما يخط واستكمالًا لتلك الجريمة البشعة، تبين أن ما حدث بسبب خلافات قديمة على قطعة أرض زراعية، بين عائلة الأب القتيل مرتضى حجازي، حيث كان قد قتل ثلاثة من عائلة الجُناة منذ 21 عامًا، وقرر على إثر ذلك 4 رجال الانتقال بعد مرور 21 عامًا، قتل الأب ونجليه التهامي ومحمد، بقرية الجزازرة.

 الأجهزة الأمنية

وفي كثير من مشاكل الثأر تنجح الأجهزة الأمنية والمشايخ والعمد، في إنهاء الخصومات الثأرية، ويكون ذلك بتقديم الكفن لإنهاء سلسال الدم، بحضور الآلاف من المواطنين وينتهي الأمر بتقبل المجنى عليه الاعتذار، ويعلو الهتاف عقب التصالح الله أكبر ويتم ذبح الولائم، وعلى سبيل تلسليط الضوء شهد اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط، في 2019  جلسة صلح عرفية بين عائلتي الهمامية والضباعة بقرية البربا التابعة لمركز صدفا، وقد أنهيت الخصومة الثأرية التي نشبت بين العائلتين منذ أكثر من 15 عامًا، وراح ضحيتها أكثر من 18 شخصًا وإصابة 5 أشخاص من العائلتين.

 متى تتوقف شلالات الدماء في صعيد مصر؟

والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة الآن.. متى تتوقف شلالات الدماء في صعيد مصر على خلفية الثأر، متى يعيش بني الإنسان في ألفة بعيدًا عن لعنة الدماء التي تتفجر بين الفينة والأخرى، وأضحت مثل صنابير المياه العمومية، والتي تعُد وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء، ووخزٍ لكل ضميرٍ حي، يُسبح بحمد الحق في الحياة، والتي هي أساس الكون، حتى يذهب الجميع بأمرٍ إلهيٍ للحياة الأبدية.