رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

فى القمة العربية التى عقدت فى مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، وجدنا أن هناك توحيدا للصف العربى. وهذا هو المنطق الذى كانت تدعو إليه مصر فيما يتعلق بضرورة تتكاتف فيها الأمة العربية لتشكل قوة كبيرة فى المنطقة.

وهذا ما أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى كثيرًا من قبل وفى كلمته المهمة التى ألقاها خلال هذه القمة. ومن هذا المنطلق نجد أن هذه الإرادة العربية القوية باتت مهمة جدًا فى ظل عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران منذ مارس الماضى. كما أنه من الملاحظ جدًا عودة سوريا إلى مقعدها العربى، وهذا يبشر بالخير.. ومعنى هذا أن الارادة العربية القوية هى المفتاح الوحيد لحل كل المشاكل العربية، فى ظل ما تعانيه العراق ولبنان وسوريا واليمن وليبيا وأخيرًا السودان. كل هذه المشاكل التى تعانى منها هذه الدول العربية لا حل لها على الإطلاق سوى تجميع الإرادة العربية التى تعد هى الحل الوحيد لمواجهة هذه المشاكل المتراكمة فى كل الدول العربية من حولنا التى سقطت فى بحور الفوضى والاضطراب لمدد زمنية طويلة.

إن الرؤية المصرية التى أعلنها كثيرا الرئيس عبد الفتاح السيسى وهى ضرورة التمسك بوحدة الدولة الوطنية والتفاوض من أجل حل كل هذه المشاكل داخل كل دولة، تؤكد نجاح السياسات التى أعلنتها مصر كثيرًا. وهى الآن باتت محل تطبيق فعلى من خلال ما رأيناه فى القمة العربية.

وكلمة الرئيس السيسى التى جاءت فى حينها وتوقيتها لضرورة أن يتوحد الصف العربى ويكون قادرا على مواجهة كل هذه المشاكل. ومن هذا المنطلق لابد أن تتمسك كل الدول العربية بهذه الإرادة فى التوحد والاتفاق فى المواقف من أجل توفير الحياة الكريمة لشعوب هذه الدول. ويكفى الخراب الذى حل فى اليمن وسوريا وليبيا ولبنان. كما أن اعادة اعمار كل هذه الدول تحتاج إلى المليارات من الدولارات، وبالتالى لابد من اتخاذ موقف عربى واحد معلن أمام العالم كله، وبعد ذلك سنجد أن هناك حلولا عملية فى هذا الشأن.

والحقيقة أن الدور المصرى والسعودى فى هذا الأمر يلعبان بكل قوة من أجل توحيد الصف العربى، ومن أجل القضاء تماما على كل المشاكل التى واجهت عددا من الدول العربية والتى لم تنج منها بلاد كثيرة. وبالتالى فإننا نرى ضرورة أن يتمسك العرب جميعا بإرادة سياسية جديدة مختلفة عما سبق. وهذا هو السبيل الوحيد لمواجهة أفكار كل المتآمرين من أجل اسقاط الأمة العربية. إن القمة العربية فى جدة كانت بكل المقاييس ناجحة من أجل ضرورة توحيد الصف العربى واتخاذ موقف موحد أمام كل القضايا التى تشغل البلدان العربية. وهذا الموقف يعتمد بالدرجة الأولى على أمر واحد وهو اتباع الحلول السياسية داخل كل دولة تعانى من الأزمات. إضافة إلى ضرورة التمسك بوحدة أراضى كل دولة وطنية.

ولذلك وجدنا أن الفرصة باتت سانحة جدا للقضاء على عدد من المشاكل، وأعتقد أنه خلال المرحلة القادمة سنجد تحولا مهما فى سبيل تحقيق هذا الهدف المنشود الذى أجمعت عليه القمة العربية. وفى هذا الصدد أيضا نجد التمسك العربى أمام الغطرسة الإسرائيلية فى ضرورة اتباع حل الدولتين الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، والإسرائيلية. وأعتقد أن المرحلة القادمة ستشهد تحولات كثيرة فى هذا الشأن. اضافة إلى أن الدول الكبرى ستنظر للعرب بطريقة مختلفة عما سبق، فبدلا مما كانت كل دولة مشغولة بمشاكلها الداخلية باتت النظرة مختلفة تماما. وقد وجدنا فى كلمة أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية رؤية تتمثل فى وحدة الأمة العربية.

ولا أكون مبالغا فى القول إذا قلت إن قمة جدة ناجحة، لأنها تعد بمثابة توحيد للرؤية العربية. وأرى أن المرحلة القادمة ستشهد المزيد من التعاون بين كافة الدول العربية ليكون صوت العرب واحدًا أمام أى غطرسة أو أى تدخلات أجنبية فى شأن الدول العربية.

شكرا للسعودية التى كانت حريصة على إنجاح القمة وعلى حسن استقبالها الوفود العربية خاصة الرئيس بشار الأسد الذى حضر إلى القمة بعد غياب 12 عامًا.