رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

أواصل الحديث مرة أخرى عن المواطنة وأهميتها وضرورة تكريسها والعمل بها على أرض الواقع. وبدأنا الحديث بالأمس عن المواطنة فى الإسلام.

ومن قيم المواطنة تحمل المسئولية والتحلى بالرقابة الذاتية ويقظة الضمير وحسن أداء الأمانة واتقان العمل. فكل فرد مسئول عن أعماله أمام الله تعالى وأمام القانون والمجتمع ثانيا. وقد أرسى النبى هذا المبدأ فى أحاديث كثيرة ليكون كل فرد رقيبًا على نفسه يحثها على الخير ويكفها عن الشر.

ومن قيم المواطنة العمل التطوعى فنقى الاسلام الفرد وهذبه ونمى فيه روح التضحية والايثار وطهره من الطمع والإفراط فى حب المادة ووعده بنيل العوض من الله فى الدنيا والآخرة. وقد تم ترسيخ هذه القيمة فى المجتمع منذ قدوم الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة، حيث تطوع الجميع فى بناء المسجد النبوى.

ومن قيم المواطنة المحافظة على البيئة فقد حس النبى عليه الصلاة والسلام على نظافة البيئة وحمايتها والمحافظة على الموارد الحيوية ومنع التبذير والإسراف والعناية بالثروة الحيوانية والنباتية. وشرع حقوقا للحيوان عكست سمو الحضارة الإسلامية منذ بذوغ فجرها. وكذلك من قيم المواطنة التحلى بالوسطية والاعتدال ونبذ الغلو والتطرف. وتلك كانت سمة المجتمع النبوى حتى ظهرت فئات خارجة عنه لم ترتو من معينه الزلال فغلت وتطرفت وكفرت واعتدت فواجهها الصحابة الكرام رضى الله عنهم مواجهة علمية توعوية لارجاعها إلى جادة الصواب ومواجهة عسكرية حينما حملت هذه الفئات السلاح، وأصرت على القتال وسفك الدماء.. تلك إشراقات يسيرة من قيم المواطنة فى عهد النبى محمد.. اشراقات متلألئة لا تنقطع أنوارها ولا تغيب شموسها تعكس جمال حضارة انسانية كبرى أراد أن يشوهها المتطرفون، فعجزوا ويستعدى ضدها المتحاملون ففشلوا، ولم تزدد إلا تعلقا فى عين كل منصف. ولقد كرس الإسلام فى منظومته الفكرية والثقافية والعقلية مفهوم تعلق الانسان بوطنه وأرضه واحتسب من قتل دون عرضه ووطنه شهيدا. وللاشارة فان السلم المجتمعى والعلاقة بين الوطن والمواطنة هى من مقاصد الشريعة الاسلامية. والاسلام دين الفطرة جاء ليتمم مكارم الأخلاق ومن ذلك حب الأوطان والدفاع عنها وعن قدسيتها وجغرافيتها وحدودها ومقدساتها وعرضها وسكانها.

إن للوطن فى أعناق ابنائه أمانة يجب أن يدافع عنها بكل ما أوتوا من قوة وبأس، وواجب كل إنسان أن يحافظ على أمنه وسلامته. وقد شرع الجهاد فى سبيل الله دفاعا عن الدين والوطن والأرض والعرض ومن قتل فى سبيل الدفاع عن وطنه كان شهيدا فى سبيل الله. وشهداء الوطن هم شهداء فى الأدبيات الربانية والمحمديات. ومع بداية الغارة الكبرى على ديننا وحضارتنا وأوطاننا راجت ثقافة الاستهانة بالأوطان، وسادت لغة حمد وشكر الاستعمار ومطالبته بالعودة إلى بلادنا لأن الاستقلال كان لعنة وليس نعمة؟ ومثل هذه الأدبيات تصنع فى غرف سوداء تتربص بأمتنا وقلاعها. وقد انتشرت فتاوى لبعض المتطرفين تنكر حب الأوطان وتطالب بتدميرها بدلا من الحفاظ على أمنها، ومن لا خير له فى وطنه لا خير له فى دينه. وإذا كان التطور الحضارى الغربى لم يعرف المواطنة وحقوقها إلا بعد الثورة الفرنسية فى أواخر القرن الثامن عشر الميلادى،فإن الإسلام جعل حب الأوطان من الايمان لأن الاسلام الحضارى يقر الوفاء والاعتراف بالجميل وقد كرس الاسلام فى منظومته الفكرية والثقافية والعقيدية مفهوم تعلق الإنسان بوطنه وأرضه واحتسب من قتل دون ارضه ووطنه شهيدًا وللاشارة فان السلم المجتمعى والعلاقة بين الوطن والمواطن هى من مقاصد الشريعة العليا. والاسلام دين الفطرة جاء ليتمم مكارم الأخلاق ومن ذلك حب الأوطان والدفاع عنها وعن قدسيتها وجغرافيتها وحدودها ومقدساتها وعرضها وسكانها.

وللحديث بقية