رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

قلقٌ متزايدٌ، خلال الآونة الأخيرة، ربما له ما يبرره، حول إمكانية الاستغناء بالتكنولوجيا، عن العنصر البشري، خلال ثلاث سنوات فقط، حيث سيتمكن «الذكاء الاصطناعي» من الاستحواذ على أكثر من 300 مليون وظيفة من البشر!

خلال مارس الماضي نشرت «جولدمان ساكس»، تقريرًا صادمًا، أصاب الكثير من الموظفين حول العالم، بالرعب والخوف من الاستغناء عن خدماتهم، واستبدالهم بـ«الآلات والروبوتات»، لتكون «بديلًا آمنًا».. وأقل كُلفة!

تقريرٌ جاء على خلفية توقعات «المنتدى الاقتصادي العالمي» في أكتوبر 2020، بفقدان حوالي 85 مليون وظيفة، بسبب «الذكاء الاصطناعي»، وتزايد «الأتمتة» في القوى العاملة، بمعدل أسرع مما كان متوقعًا في السابق!

الآن، ونحن نقترب من منتصف العام 2023، ربما تكون تلك التوقعات صحيحة إلى حدٍّ كبير، حيث يهدَّد «الذكاء الاصطناعي» بالفعل، مجموعة كبيرة ومتنوعة من الوظائف والمهن في مختلف الصناعات والقطاعات، تتضمن «التكنولوجيا والتمويل، تصميم الجرافيك، الصحافة والإعلام».. وغيرهم، ولذلك ليس مؤكدًا ما الوظائف التي تتمتع بالأمان من «الذكاء الاصطناعي» مستقبلًا؟!

وهنا تبدو تساؤلات قد تؤرق الكثيرين: هل لهذا القلق ما يبرره حقًّا، وهل ستحل التكنولوجيا مكان البشر و«تسرق» وظائفهم.. وما الذي يجب على الموظفين فعله للحفاظ على وظائفهم، والنجاة من مقصلة «الذكاء الاصطناعي»؟

في البداية يجب الإقرار بأنه ربما كان التطور الأهم والأكبر، خلال العام الماضي، هو ظهور برنامج ذكاء اصطناعي قوي للغاية، لا يتعلم من كميات هائلة من البيانات فحسب، بل إنه قادر على الإبداع والابتكار والكتابة بشكل مقنع!

هذا البرنامج يقوم أيضًا بإجراء محادثات شخصية جذابة مع المستخدمين، تكاد تكون قريبة جدًا من الروح البشرية، إضافة إلى قدرته الهائلة على استنساخ وإنتاج الصور والأصوات الإنسانية، بما فيها أصوات المشاهير.. وغيرها من الإمكانيات اللامتناهية!

ورغم الفوائد الكبيرة لـ«الذكاء الاصطناعي»، بحيث يصبح الإبداع والعمل المعرفي أكثر سهولة، فإن لهذه الأدوات الجديدة جوانب سلبية أيضًا، إذ يمكن أن تؤدي إلى تآكل المهارات البشرية العريقة مثل مهارة الكتابة، كما أنها تثير قضايا مهمة أخرى، مثل حماية حقوق الملكية الفكرية.

لكننا نتصور أن الأمل لم يُفقد بعد، في ظل تقارير معتبرة تتوقع أن تخلق هذه الموجة من تكنولوجيا «الذكاء الاصطناعي» حوالي 97 مليون وظيفة جديدة، أي أكثر مما سلَبَته، ليكون الابتكار والقدرة على التكيُّف من أكثر المهارات قيمة في زمن الثورة الصناعية الرابعة.

أخيرًا.. إن ثورة «الذكاء الاصطناعي» وُلدت لتبقى، وسيتطور هذا الذكاء أكثر فأكثر في المستقبل القريب.. ورغم أن بعض القلق له ما يبرره، فإن البشر يحتاجون بالفعل إلى تطوير مهاراتهم، وتعلم كيفية العمل جنبًا إلى جنب مع التكنولوجيا.

فصل الخطاب:

لا يوجد شيء دائم في هذه الحياة.. ولا حتى مشاكلنا.

[email protected]