رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

كلمه المواطنة ليست بدعة جديدة ولا كلمة دخيلة على المجتمع الإسلامى بل هى قديمة وأصيلة فى الاسلام.. أقام النبى محمد -صلى الله عليه وسلم- أنبل المجتمعات وأرسى فيها أرفع القيم الإيجابية، ومنها قيم المواطنة الصالحة التى تجعل كل فرد عضوًا صالحًا فى مجتمعه ولاء وانتماء وعملا وسلوكا. فمن قيم المواطنة فى العهد النبوى حب الوطن وعدم خيانته والدفاع عنه فى أوقات السلم والحرب وحمايته من الأخطار وصد الشائعات عنه وحفظ أمنه واستقراره والتصدى لمن يزرع الفتنة والفرقة فيه والعناية بمصالحه العليا، وقد أرسى النبى عليه الصلاة والسلام هذه المبادئ حتى جعل المدينة النبوية واحة أمن وأمان، وتصدى بحزم لكل محاولات مغرضة لزعزعة استقرار المدينة داخليا وخارجيا.

ومن قيم المواطنة كذلك بناء العلاقة الإيجابية بين الحاكم والمحكوم والتى تقوم على أساس الحقوق والواجبات المنوطة بكل طرف. فمن حقوق الحاكم الولاء والوفاء والاحترام والتوقير والالتفاف حوله ومناصرته، ومن حقوق الرعية جلب المنافع لهم ودفع المضرة عنهم وتحقيق ما فيه سعادتهم. ومن قيم المواطنة كذلك احترام النظام والقانون، وقد رسخ الاسلام هذا الجانب من خلال طاعة الحاكم والعمل بما يصدره من أنظمة وقوانين صيانة للمجتمع من الخلل والفوضى والإضطراب، وأعلى النبى عليه الصلاة والسلام روح القانون والعدالة فى المجتمع،فلا ظلم ولا فوضى ولا محاباة. ومن قيم المواطنة فى العهد النبوى التعايش السلمى حيث جعل الاسلام المحافظة على الأنفس والأعراض والأموال من الضروريات الخمس، وحرم الاعتداء عليها. ووضع النبى -عليه الصلاة والسلام- المواثيق التى تحقق السلام فى المجتمع وترسى دعائم العلاقات السلمية بين المسلمين وغيرهم. ومن قيم المواطنة كذلك تحقيق المحبة والتآلف والتكاتف بين أفراد المجتمع وشرع الإسلام أمورًا عدة من أجل ذلك، كالقاء السلام ورده والتزاور والتهادى واجتناب أسباب التفرق والإختلاف وما يثير البغضاء والتشاحن ومدح الله تعالى الأنصار بهذه الخصلة الطيبة وهى المحبة حين قال تعالى، يحبون من هاجر اليهم، وجمع النبى صلى الله عليه وسلم المهاجرين والأنصار على رباط المحبة.

ومن مبادئ المواطنة كذلك التكافل الإجتماعى بحيث يقوم المجتمع بدوره تجاه أى فرد أو عضو فيه من جهة العناية به ومد يد العون له ماديا ومعنويا. وقد رسخ النبى -عليه الصلاة والسلام- قيم الإحسان والبر وتفريج الكرب والتعاطف، كما شرع الزكاة والصدقة والوقف وعمل الخير، وخص الفئات الضعيفة بمزيد من العناية كالفقراء والأيتام والأرامل وكبار السن حتى غدا المجتمع متضامنا كالجسد الواحد.

ومن قيم المواطنة بناء العلاقات الإنسانية الراقية، فشرعت الحقوق العامة والخاصة بحقوق الأرحام والجيران والضيوف والأصدقاء وغيرهم.. ومن قيم المواطنة الاهتمام بالأسرة كونها ركيزة المجتمع وحاضنة الافراد، فوطد الإسلام العلاقة بين الزوجين وأقامها على أساس المودة والرحمة والمحبة وبين حقوق الزوجين والأبناء. وكان النبى -عليه الصلاة والسلام- قدوة فى ذلك بالعناية بأسرته وخدمته لهم، فكانت أسرته أسرة نموذجية يقتدى بها الجميع.

من قيم المواطنة كذلك فى العهد النبوى بناء الفرد علميا، ويعتبر اليوم محو الأمية العلمية مفتاحا للمواطنة الصالحة. ويعد التعليم الجيد إحدى اهم الوسائل التى تمكن الفرد من مساعدة مجتمعه والإسهام فى بناء اقتصاده، وقد أعلى الإسلام قيمة العلم وأولاه النبى عناية كبيرة حتى حقق التعليم فى المجتمع النبوى انتشارا مذهلا، وأصبح العلم والمعرفة سمة بارزة من سماته. ومن قيم المواطنة الصالحة التخلق بالأخلاق الحميدة، وكان -عليه الصلاة والسلام- خير قدوة فى ذلك وصفه الله سبحانه بقوله، وإنك لعلى خلق عظيم، ورسخ النبى دعائم الأخلاق فى المجتمع وأولاها عناية كبيرة حتى أصبح كل فرد فى المجتمع مثالا يقتدى به فى نبل أخلاقه.