رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. على الحداد العضو المنتدب لشركة نيوبرنت لتداول الأوراق المالية والسندات

الدولار والشائعات أخطر سلاح يهدد مسيرة الاقتصاد

دكتور على الحداد
دكتور على الحداد العضو المنتدب لشركة نيوبرنت

5 محاور تحدد انطلاقة الشركة

 

لا أحد يعرف مدى الصعاب التى تواجهها، لكن الجميع سوف يتمنى مصافحتك، فالناجحون يصبحون كذلك، لأنهم عودوا أنفسهم على فعل من لا يجرؤ غيرهم على فعله.

نعم تكون أفضل الطرق أصعبها وأشقها، ولكن عليك السير فيها، فالاعتياد على صعوبتها سيجعل غيرها يبدو سهلاً.. وكذلك محدثى عقيدته «كل الناجحين، حتماً مروا على الشوك فى الطريق».

لا أحد يبدأ من القمة، فعليك أن تشق طريقك إليها، اصنع فرصا أكثر من تلك التى ضاعت منك، أو تعثرت فيها، وهذا ما سار عليه الرجل جعل النهاية السعيدة حاضرة فى ذهنه، وحرص على أن يعمل بجد حتى يقترب منها.

الدكتور على الحداد العضو المنتدب لشركة نيوبرنت لتداول الأوراق المالية والوساطة والسمسرة فى السندات.. الاجتهاد والعلم يجعلانه قادرا على عبور المطبات، ليس فى مفرداته مستحيل، حكمته الاستثمار فى النفس، والوقت، مغامر ويواجه مخاوفه بتحدٍ، سعادته تكون بتجربة جديدة يتعلم منها.. لا ينسى الفضل لكل من شارك نجاحاته وأثر فى شخصيته وأولهم والدته وزوجته.

بالطابق الثالث، وعند المدخل الرئيسى يتكشف إبداع التصميم، فن هندسى، صور مبدعة ومبهجة للديكور، الألوان متناسبة مع المكان، اللون البيج يسيطر على الأركان، هدوء، مساحة كبيرة مصممة بديكور من الإضاءة الهادئة، الأثاث ملائم للديكور المستخدم فى الداخل والخارج، مجموعة من اللوحات التراثية، تجمع بين الأشجار، وجداول المياه الصافية، لترسم لوحة فنية مبهجة، 4 لوحات تحكى كل منها ذكريات الأسرة الريفية البسيطة، وأخرى لمجموعة من الخيل، وكأنها فى سباق مع الصعاب للوصول إلى هدفها.. طاقة إيجابية يستمدها من الهدوء وأولاده، وهو سر راحته.

على بعد أمتار تبدو غرفة المكتب أكثر تنظيما، ديكورات خشبية، ومجموعة من المجلدات والكتب، منها ما يتعلق بالاقتصاد ومجال عمله، ومنها المتنوع فى كافة المجالات.. النظام والانضباط من سماته سطح مكتبه، يضم لاب توب وملفات تتعلق بالعمل، أجندة يدون بها أعماله اليومية، يحدد الملاحظات ويعمل على إصلاحها.. قصاصات ورقية يسطر بسطور صفحاتها، رحلته الطويلة من البداية إلى الاستقرار على القمة.. استهلها بقوله «إرادتك تساعدك على بناء أساس قوى للنجاح، والحفاظ عليه يدفعك على أن تستمر بالاستثمار فى نفسك».

مزيج من الهدوء والحماس يتسم بهما، شجاع فى طرح رؤيته، يوجه النقد البناء، ويبدى تحفظات، دقيق فى تحليله، يتطرق للتفاصيل، يعبر عن المشهد بموضوعية، يقول إن «المشهد القائم، سياسى فى المقام الأول، خاصة أن الاقتصاد يرتبط بالسياسة، وهما وجهان لعملة واحدة، ونجحت الدولة خلال السنوات الماضية فى تأمين حدودها، حيث تسعى دائماً إلى العمل على استقرار الوضع الأمنى، ومواجهة المخاطر، والتحديات المحيطة، ويتكشف ذلك فى الأزمة السودانية، وقبلها العديد من الأزمات بالدول المحيطة، يرى أن المشهد المحلى تواجه الحكومة فيه العديد من التحديات، والمحاولة فى مواجهتها بحسم، خاصة فى ظل حرب الشائعات والتشكيك فى الإنجازات التى حققتها الدولة على فترة قصيرة، من بنية تحتية متكاملة، وشبكة عنكبوتية من الطرق، ومدن جديدة، ومشروعات عملاقة، نجحت فى تحقيقها، لكن لم تنعكس ثمار هذه المشروعات، على رجل الشارع، ولم يشعر بها.

< أسأله.. إذن.. هل ترى أن الاقتصاد الوطنى يواجه حرب شائعات من أجل إيقاف انطلاقته؟

< بفكر منظم، ومرتب يجيبنى قائلا إن «الاقتصاد الوطنى، يعانى شائعات، هدفها العمل على ارتباك فى المشهد الاقتصادى، خاصة أنه خلال 3 شهور تعرض الاقتصاد لأكثر من 21 ألف شائعة تقريبا، وهو يعد رقما كبيرا للغاية، لكن استطاعت الحكومة مواجهتها، حيث يعد من أخطر حروب الجيل الخامس».

كن إيجابيا، فرؤيتك الإيجابية لنفسك تدفعك للنجاح، ونفس المشهد لدى الحكومة، كما يقول حيث تعمل على أن تكون بين الاقتصاديات الكبرى، لذلك تواجه مزيدا من الضغوط من المؤسسات المالية الدولية، عبر تصنيفات هدفها الإضرار بالاقتصاد الوطنى، فى ظل موقفها من الأزمات العالمية، ورغم ذلك سوف يحقق الاقتصاد مستهدفاته، نتيجة السعى لتحقيق قفزات فى الصادرات، وتضييق الفجوة بين العملة المحلية وغيرها من عملات أخرى، وكذلك ضرورة التركيز على الإنتاج، والتصنيع، وكذلك العمل على توفير الدولار، ومع الاتجاه إلى تحقيق ذلك سوف يتمكن الاقتصاد من الوصول لمستهدفاته.

تجاربه وخبراته الطويلة تصقل رؤيته، حيث يرى أن معدلات التضخم المرتفعة تعرقل مسيرة الإصلاح الاقتصادى، بسبب المتغيرات الخارجية، والتى كان لها التأثير الأكبر، نتيجة الاعتماد الكلى على الاستيراد، كما أن خفض قيمة العملة المحلية، كان له الانعكاس المزدوج على الاقتصاد، وتحاول الدولة فى هذا الأمر توفير حصيلة كافية للدولار، والسيطرة على التضخم.

مهما كانت الأخطاء التي وقعت فيها، عليك الاستفادة من دروسها، والاستمرار فى خطواتك نحو النجاح، وكذلك على السياسة النقدية التى نجحت فى فترتها الأولى مع بداية نوفمبر 2016، وحتى الحرب الروسية الأوكرانية، فى تحقيق مستهدفاتها، بالوصول إلى أدنى معدلات للتضخم، واستقرار سعر الصرف، إلا أنه مع موجات تخفيض سعر العملة، بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، لم يتمكن البنك المركزى من توفير الدولار، وبالتالى عادت السوق السوداء والدولرة فى السوق.

< هل رفع أسعار الفائدة مناسب للاقتصاد.. أم الأفضل الاتجاه إلى خفض الأسعار؟

بثقة وحماس يرد قائلاً إن «قيام البنوك الأمريكية برفع الفائدة، دفع اقتصاديات الدول إلى رفع أسعار الفائدة، فى محاولة لسحب السيولة من السوق، ومحاولة إعادة الاستثمارات الأجنبية فى أذون الخزانة والسندات، والتى تخارجت جميعها من الأسواق الناشئة، ومنها السوق المحلى».

رغم الجدل المثار بين الخبراء والمراقبين حول فائدة الاقتراض الخارجى من عدمه، وهل عبء على الاقتصاد؟ أم يمكن الاستفادة منه بتنفيذ مشروعات عملاقة؟ والاستفادة من عائدها، وسداد خدمة الدين، إلا أن محدثى له رؤية خاصة فى هذا الشأن تقوم على أن الاقتراض الخارجى مقلق، ولكن الاتجاه إليه، كان ضروريا بسبب الأزمات التى عاناها الاقتصاد، من جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، ورغم ذلك إلا أنه على الدولة العمل على الترشيد وإعادة النظر فى الاقتراض الخارجى، فى ظل ارتفاع نسبته من الناتج المحلى الإجمالى.

الجهد والصبر من السمات التى تمنحه الميزة، فى التفكير الهادئ، تجده حينما يتحدث عن السياسة المالية، يرتسم على ملامحه بعض الرضا نتيجة التحول الرقمى، والتعامل بالفاتورة الإلكترونية، فى المجالات المختلفة، وبالتالى سيعمل على زيادة الإيرادات، بالإضافة إلى أن الدولة تعمل على تصحيح المسار فى المنظومة من خلال قانون الضريبة الموحد، وهو ما سوف يعالج القصور فى ملف الضرائب، ويعمل على تشجيع الاستثمارات، واستقطابها، وكذلك الاتجاه إلى ضم الاقتصاد غير الرسمى للمنظومة الرسمية، مع تقديم محفزات ضريبية، ونشر الوعى والثقافة الضريبية، وتعزيز الثقة بين أصحاب الاقتصاد غير الرسمى، والحكومة، من خلال الإيفاء بالوعود بشأن الإعفاءات الضريبية.

على الحداد العضو المنتدب لشركة نيوبرنت 

< لا تزال أرقام الاستثمار الأجنبى المباشر متدنية للغاية، رغم سعى الدولة فى استهداف معدلات نمو كبيرة، وهذا لا يتحقق إلا مع استثمارات كبيرة.. فما تعليقك على ذلك؟

 

علامات حيرة بدت على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلاً إن «ملف الاستثمارات الأجنبية المباشرة، يتطلب إعادة نظر فى العديد من القوانين والتشريعات، بسبب عدم استقرار سعر الصرف، الذى اضطر معه المستثمرون الأجانب إلى التخارج، نتيجة فقدان نسبة كبيرة من أموالهم، وهذا يحتاج إلى استقرار سعر الصرف، مع ضرورة الاهتمام بتطبيق بنود الاستثمارات الذى يضم العديد من المحفزات التى تشجع على الاستثمار، وتدفق الأموال الأجنبية مع القضاء البيروقراطية، وعودة وزارة الاستثمار، حتى تحقق التوازن بين السياسات المالية، والنقدية، والاستثمارية».

بمنطق «كن بسيطاً لترى بوضوح» يحلل الرجل المشهد فى القطاع الخاص الذى يعتبره يواجه معاناة شديدة فى ظل الارتفاعات القياسية فى أسعار الطاقة، والتى تحمل القطاع عبئا كبيرا، وتزيد من تكلفته، مما يضطر إلى التوقف، أو الاستمرار مع زيادة كبيرة أسعار المنتجات، مما يضر باستقرار السوق، لذلك على الدولة تقديم حزمة محفزات، وتسهيلات، مع تعجلها بالتخارج لمصلحة القطاع الخاص، والاكتفاء بالتدخل لضبط الأسواق وتحقيق التوازن.

«اسعَ لما تحب فالأشياء لا تأتى وحدها» ونفس الحال لبرنامج الطروحات الحكومية، بحسب الرجل، إذا يرى سرعة الطرح للشركات المحددة، فى ظل الطفرات التى يشهدها السوق، خاصة أن السوق يحظى بسيولة كبيرة، على أن يقوم بطرح بعض الشركات المعلن عنها بصورة متتالية، حتى تحقق النجاح المستهدف، ثم تقوم بعد ذلك بطرح الشركات بعدد أكبر، ضمانا لتحقيق النجاح.

يقاتل من أجل عقيدة، وعقيدة الرجل العمل، وبذل الجهد، وهذا يتكشف فى سطور ذكرياته، فقد عمل فى العديد من المؤسسات الكبرى إلى أن كان استقراره فى سوق المال، وحقق من خلاله نجاحات متتالية، إلى أن تولى منصباً قيادياً بالشركة، واستطاع فى الأزمات أن يتعامل باحترافية مع مجلس الإدارة، محافظين بذلك على استقرار وبقاء الشركة، والعاملين فيها، وحمايتهم من التسريح.

الإرادة لدى الرجل بمثابة دافع، تجعله مستمرا فى تحقيق أهدافه وطموحاته مع مجلس الإدارة، وهو سر قوته، لذلك يمتلك العديد من الرؤية لمستهدفات واستراتيجية الشركة مع المجلس، تجده أكثر حماساً لتحقيق هذه المستهدفات والتى تتمثل فى 5 محاور إضافة لنشاط تداول السندات، والاتجاه إلى زيادة رأس مال الشركة، مع دراسة الحصول على رخصة نشاط تداول فى البورصات الخارجية «الجى دى آر»، بهدف غزو الأسواق الخارجية، والعمل على التوسع الجغرافى من خلال إنهاء إجراءات فرع جديد للشركة بمنطقة الدلتا ليصل الإجمالى بالمركز الرئيسى إلى 9 فروع، وكذلك العمل على تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

بفلسفة العلم ملجأ العالم، والاجتهاد سلاح أصحاب العزم، ينصح الرجل أولاده بالحرص عليهما، تبقى سر سعادته فى خدمة الآخرين.. لكن يظل شغله الشاغل تعظيم ريادة الشركة مع مجلس الإدارة فى صناعة سوق المال.. فهل يستطيع ذلك؟