الحرب تحول بيوت السودان لمقابر
السودانيون يدفنون الطبيبتين المصريتين الشقيقتين «غالى» بحديقة منزلهما بالخرطوم بالتنسيق مع الكنيسة
تحولت أول أمس بيوت السودان لمقابر لدفن ضحايا الحرب وودع السودانيون بحزن شديد الطبيبتين المصريتين الشقيقتين ماجدولين وماجدة يوسف غالى. طبيبتي التخدير والأسنان عقب مصرعيهما بسقوط دانة على منزلهما بحى العمارات بالعاصمة السودانية الخرطوم. وقال أصدقاء وزملاء الطبيبتين المصريتين الذين تولوا عملية الدفن إن الاتصالات انقطعت معهما فى ظل احتدام المعارك.
وأوضحوا أنه عقب فشل كافة الجهود للتوصل للطبيبة المصرية، وشقيقتها وقرر عدد من معارفها المغامرة والوصول لمنزلها لاستطلاع الأمر، كانت الصدمة كبيرة على الجميع، حيث عثروا على الطبيبة وشقيقتها تحت أنقاض العقار الذى تهدم جراء تعرضه للقصف بصاروخ.
وتقرر السماح بدفن الجثمان زادت المأساة بعد فشل المعارف والأصدقاء من الأطباء فى دفن جثتى الطبيبتين بمقابر خارجية لعدم وجود ممرات آمنة ولانتشار القناصة فى الشوارع المجاورة، مما اضطرهم لحفر قبرين لهما فى حديقة المنزل ودفنهما فيه.
وعملت غالى فى السودان منذ سنوات مع زوجها الطبيب جورج بطرس وشقيقتها ماجدة طبيبة الأسنان، وحظيت بحب وتقدير أهالى منطقة العمارات بالخرطوم لخدماتها الكبيرة وحسن معاملتها للمرضى وجهودها الكبيرة خلال أزمة كورونا.
وتداول رواد مواقع التواصل فى السودان فيديوهات لعملية الدفن وسط عاصفة من الغضب ومطالبات بوقف الحرب، يأتى ذلك فيما تواصلت المعارك الطاحنة فى الخرطوم رغم إعلان الجيش السودانى وقوات الدعم السريع عن التزامهما باتفاق جدة لحماية المدنيين وإعلان الخرطوم استعداد مطارها ومطار وميناء بورتسودان ووادى سيدنا لاستقبال المساعدات الإنسانية.
ورفض السودان جلسة لمجلس حقوق الإنسان حول الأوضاع على أراضيه، وقالت الخارجية السودانية فى بيان لها إن تطوير حالة حقوق الإنسان بالسودان لن تتم بأوامر خارجية.
وشددت على رفضها عقد جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان بشأن السودان، بينما هناك جلسة مقررة مسبقاً بشأن السودان فى دورة مجلس حقوق الإنسان العادية التى سوف تنطلق فى التاسع عشر من يونيو المقبل.