تغيرات المناخ تعيد وادي الرمة إلى الحياة (فيديو)
يعد وادي الرمة من أهم الظواهر الجيومورفولوجية، وتهتم الجيومورفولوجية بدراسة التضاريس وطريقة تكونها، ويعد الرمة "من أكبر وأطول أودية الجزيرة العربية".
ويتأثر وادي الرمة بتغير المناخ العالمي؛ ما أدى إلى هطول أمطار غزيرة ومتواصلة في وقت قصير وخلال موسم، كما شهد ظواهر جديدة لم تكن مألوفة، أبرزها الجريان المتتالي للمياه.
كشف خالد الزعاق، خبير الأرصاد الجوية السعودي، أن التغيرات لم تكن مكتوبة في السجلات المناخية المدونة أو المحفوظة خلال العشرين سنة الماضية، والجريان المتتالي للمياه بالأودية لا يحدث إلا على فترات متباعدة مثل وادي الرمة، جرى هذه السنة الربيع على نجد وتهامة، والمعروف أنه إذا ربعت تهامة أجدبت نجد والعكس صحيح.
وقال إن بعض العلماء ربطوا التغيرات بنظام الدورات المناخية الكبرى ومدتها 75 سنة، والبعض الآخر أرجع التغيرات بسبب خلل المنظومة المناخية وخلل التوازن البيئي والحياة الفطرية بسبب البشر.
تأثير تغيرات المناخ على وادي الرمة
وتعددت أقوال العلماء تجاه هذه التغيرات أهمها إن هذه التغيرات أمور طبيعية، وهي تتبع نظام الدورات المناخية العظمى ومدتها 75 سنة فكلما انتهت دورة مناخية عظمى منصرمة، وبدأت دورة مناخية عظمى جديدة، فإن السماء تتمخض لولادة تلك الفترة وهذا التمخض هو التغير.
وقال البعض الآخر إن البشر هم أساس البلاء بما أحدثوه من ثورة صناعية، وما نتج عنها من أدخنة عملت على خلخلة عناصر المنظومة المناخية.
وتابع الزعاق أن هذا الوادي هو أشبه بالنهر الجاري خلال العصور المطيرة ومع هذه التغيرات المناخية بدأ يجري على فترات متقاربة.
ويعتبر وادي الرمة أكبر وأطول أودية الجزيرة العربية، ويقوم بتصريف سيول هضبة نجد المتبلورة الواقعة فوق الدرع العربي عبر شبكة كثيفة ومعقدة من الروافد والشعاب.
ويقع معظم حوض وادي الرمة في منطقة القصيم، بينما تقع أطرافه جنوب منطقة حائل، وشرق منطقة المدينة المنورة، وشمال غربي منطقة الرياض، كما أن حوض وادي الرمة يمتد غربًا من حرات بركانية سوداء ترتفع عن سطح البحر بأكثر من 1300م، وبذلك يبلغ طول الوادي 600كم تقريبًا.
ويتأثر الوادي بتغير المناخ العالمي، فقد يقود تغير المناخ العالمي إلى هطول أمطار غزيرة ومتواصلة ومتكررة في وقت قصير وخلال موسم واحد في أرض العرب، منها أن وادي الرمة قد يفاجئ الجميع على حين غرة ويجرى خلال الموسم الواحد أكثر من مرة بكامل طاقته أو يزيد، مما يجعل الجريان السطحي للوادي يفيض عن مجراه ويملأ كل قيعانه وفياضه الشرقية.