رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حرية الصحافة

الغرب "يُسيس" حقوق الإنسان لحماية الإرهابيين 

شيرين أبو عاقلة
شيرين أبو عاقلة

 أكد إيهاب عمر، محلل سياسي، أن الغرب "يُسيس" حقوق الإنسان لحماية الإرهابيين في دول الصراعات والنزعات العسكرية المسلحة، بالإضافة إلى تعطيل قوانين حماية الصحفيين.

 أضاف إيهاب عمر، أن التشريعات الدولية قادرة على حماية الصحفيين في أماكن النزاعات ومحاسبة من يعتدي عليهم، وهي تشريعات قوية وكافية وكل دول العالم اشتركت في صياغتها.

الغرب "يُسيس" حقوق الإنسان لحماية الإرهابيين: 
 

 يتابع أنه منذ عام 2001 وكل هذه التشريعات معلقة، والمجتمع الدولي منشغل عن حماية الصحفيين بتسييس حقوق الإنسان، وحماية الإرهابيين بحجة حقوق الإنسان، ولكن حياة الصحفيين غير موجودة في حسابات الغرب.

 

 ذكر أن اغتيال شيرين أبوعاقلة ليس الأول ولن يكون الأخير، مادام الغرب يتعمد أن يتجاهل قوانين الأمم المتحدة، ويفعل ما يشاء من القوانين، ويعطل ما يشاء من القوانين، والحل الوحيد ليس سن تشريعات بل إجبار الغرب على احترام التشريعات.

الغرب "يُسيس" حقوق الإنسان لحماية الإرهابيين:  

 أكد أن استشهاد شيرين كان استهدافًا مقصودًا، وعادة يكون بهدف إسكات صوتهم إلى الأبد بعد أن أصبحت خطرًا على الاحتلال الإسرائيلي، ورغم اختلافنا مع بعض آرائها فإن استشهادها جريمة مكتملة الأركان اقترفها الاحتلال الإسرائيلي.

 

اغتيال شيرين أبوعاقلة رسالة لقتل حرية الصحافة في عيدها:

 سقط من يدك الميكرفون الصغير، وتجمدت الكلمات عبر الأثير، فلم تصل رسالتك الأخيرة كاملة عبر صوتك للجمهور، لكنها وصلت للعالم كله عبر جسدك المخضب بالدماء وروحك الصاعدة للسماء، شيرين أبوعاقلة أيتها الشابة والمناضلة العفية، الموت كان يترصدك في فنجان قهوتك، وفي مفتاح شقتك وفي أزهار شرفتك، وفي ورق الجرائد والحروف الأبجدية، ها نحن يا شهيدة الصحافة ندخل مرة أخرى لعصر الجاهلية، ها نحن كما قال الشاعر نذار ندخل في التوحش والتخلف، والبشاعة والوضاعة، ندخل مرة أخرى عصور البربرية، وكتابة الحقيقة ونقل أخبار الغزاة رحلة بين الشظية والشظية، إذْ اغتيال فراشة في حقلها صار لدى الاحتلال هو القضية، دماؤك الطاهرة الزكية، ستكتب الأحرف الحمراء في كل الأماكن التي مررتي بها بمدن فلسطين وفي سراديب المعتقلات والأراضي المقدسية، دماؤك سترسم الحروف على الأحجار الصغيرة بالطرقات، ليلتقطها أطفال فلسطين، ويطلقونها في وجه تتار العصر قذائف قوية، صوتك الأخير سيظل يصرخ عبر الأثير، هنا سقطت من جديد ضحية، لتلحق بألف بل آلاف ضحية، وستظل روحك شبحاً يطاردهم في الأزقة والدروب،  تثير بهم الرعب حتى ينتصر صاحب الحق المغلوب.

 كان آخر إيميل لك لزملائك يا شيرين الاربعاء 11 مايو السادسة صباحًا، إذْ أعتدتي الصحو باكر لترصدي عن قرب تفاصيل وحشيتهم المتجددة، كانت رسالتك، أنا في طريقي إلى جنين، قوات الاحتلال تحاصر منزلًا، وهرولت إلي هناك بكل الإصرار والعفوية والمهنية الصحفية، إذْ كان ينتظرك رصاص الغدر والوحشية، لم تحميك أدبيات المهنة، ومن قال إن لهم أدبيات يحترمونها، فقد كنت ترتدين الصديري الواقي وقد كتب عليه بالخط العريض     "صحافة"، لكنهم لا يقرأون سوى كلمات القتل، ولا يرون سوى لون الدم، فصوب القناص الملعون رصاصه مباشرة إلى رأسك، لتسقطي وفي يدك سلاحك الوحيد "المايك"، فلم تذيعي عنهم خبرًا جديدًا للغشامة والصلافة والنازية، ولكنك وثقت بروحك جريمة أخرى للوحشية.

 سقط بجانب زميلك على السميدي مصابًا برصاصهم في ظهره لينقل إلى المستشفى، يعتقدون أنهم قتلوك واسكتوا للأبد صوتك، وينسون أن صوتك سجل لهم آلاف الاقتحامات والغارات والهجمات وهدم البيوت على رؤوس العزل، وقتلهم الأطفال بكل تلذذ وسادية، ينسون أن التاريخ لا ينسى، حتى وإن تجاهل حكام العالم الغربي تفاصيل الجريمة، وتواطئوا مع البربرية بالصمت المهين.

 شيرين أبوعاقلة 51 سنة من مواليد القدس المحتلة عام 1971، وهي حاصلة على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك بالمملكة الأردنية الهاشمية، بدأت حياتها الصحفية في إذاعة فلسطين وقناة عمان الفضائية، وتعد من  الرعيل الأول من المراسلين الميدانيين لقناة الجزيرة، إذْ التحقت بالقناة عام 1997، أي بعد عام من انطلاقها، وعلى مدى ربع قرن كانت أبوعاقلة في قلب الخطر لتغطية حروب وهجمات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وتروي أن من أكثر اللحظات التي أثرت فيها هي زيارة سجن عسقلان، والاطلاع على أوضاع أسرى فلسطينيين، إذْ قضى بعضهم أكثر من 20 عامًا خلف القضبان، إذْ عبَّرت القناة لكل العالم المآسي والعذاب الذي يلاقونه، كما التقت بذويهم لتكشف الجانب الإنساني الآخر لأسر الأسرى، وكانت تصرح مراراً بأن الاحتلال الإسرائيلي دائمًا ما يتهمها بتصوير مناطق أمنية، وتؤكد أنها كانت دائما تشعر بأنها مستهدفة، وأنها في مواجهة مباشرة مع كل من جيش الاحتلال والمستوطنين المسلحين.

 قد فجر اغتيال شيرين أبوعاقلة غضب الصحفيين العرب وأصدرت النقابات الصحفية بيانات التنديد بهذه الجريمة الشنعاء في حق، وقالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أنها تنعي الشهيدة إلى الأسرة الصحفية والشعب الفلسطيني وكل أحرار العالم.

 حمّلت النقابة في بيانها الاحتلال الإسرائيلي المسئولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة بحق حريّة الصحافة، في الوقت الذي يحتفل به العالم وكل الصحفيين باليوم العالمي لحرية الصحافة والموافق 3 مايو، وهو عمل مقصود ومدبر وعملية اغتيال حقيقة كاملة الأركان، الأمر الذي يستوجب التحرك لحماية الصحفيين من أعمال القتل التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي، كما تأتي تلك الجريمة في الذكرى الأولي لتدمير أكثر من 40 مؤسسة إعلامية واستشهاد الزميل يوسف أبوحسين، وتدمير برج الجلاء، ومقر الجزيرة بغزة، ووكالة الصحافة الأمريكية، مما يؤكد استمرار الاحتلال في جرائمه، داعية الصحفيين في كل العالم إلى التضامن مع الحدث، واستمرارها في الإجراءات القانونية لملاحقة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية، على جرائمهم الوحشية ضد الصحفيين.

فيما أعلن  المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال بانقضاء الربع الأول من عام 2022، يمتهن وبلا رادع سياسة إخراس الصحافة في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عقود، سعيًا منه للاستفراد بالضحية وتغييب الحقيق، ورصد خلال العام الأخير 150 اعتداءً على الصحافيين والطواقم الإعلامية العاملة في الأرض الفلسطينية المحتلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

 أنه منذ عام 2000 قتل 48 صحفيًّا على أيدي قوات الاحتلال، ومنذ عام 2012 تم قتل 22 صحفيًّا وشهد عام 2014 وحده استشهاد 17 منهم في انتهاك صارخ للقانون، ومنذ بداية العام الحالي أصيب أكثر من 66 صحفيًا؛ تنوعت إصاباتهم بالرصاص الحي والمطاط وقنابل الغاز السام في محاولة لاغتيال الحقيقة، وهو ما يتناقض مع مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية ذات الصلة، وجدد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان مطالبه للمنظمات الدولية والحقوقية، وفي مقدمها اليونيسكو والاتحاد الدولي للصحفيين، بضرورة التحرك الفوري والعاجل للضغط على سلطات الإحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاتها لحقوق الصحفيين والإعلاميين في فلسطين ولتأمين الحماية اللازمة للصحفيين ومقار وسائل الإعلام.

جاء ذلك خلال مداخلة مع برنامج "مطروح للنقاش" مع الإعلامية مارينا المصري، على قناة "القاهرة الإخبارية". 

شاهد الفيديو..