إسرائيل وحرب الجبهات المفتوحة.. الأزمات تُلاحق الاحتلال

بين احتجاجات على مشروع تعديل القانون القضائي والصواريخ المنطلقة من غزة نحو المناطق الإسرائيلية وغيرها أزمات متلاحقة يتعين على الحكومة الإسرائيلية مواجهتها مما يجعلها كمن يحارب في عدة جبهات فى وقتٍ واحدٍ. 

التعديلات القضائية وديمقراطية إسرائيل:

على الرغم من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتينياهو تعليق العمل فى مشروع التعديلات القضائية بغرض تخفيف حدة التظاهرات المندلعة فى إسرائيل والتي وصلت إلى حد التظاهر أمام الكنيست و منزل نيتنياهو لمدة ١٨ أسبوعاً  إلا أن حالة الجدل التى يثيرها القانون أدت  حول بند الإستثناء الذى يعد من ركائز قانون التعديلات  إلى إنخفاض نسبة الثقة فى وعود نتانياهو وحكومته وهو البند الذى أقره الكنيست منذ القراءة الأولى فى منتصف  مارس الماضى حيث يرمى إلى تقليص صلاحيات المحكمة العليا كما يمنح تحالف الأغلبية الحق فى تعيين أعضاء هيئة القضائية وليس كما هو المتعارف عليه من تعيين القضاة عبر لجنة مؤلفة من تسعة قضاة يمثلون مختلف المناطق الإسرائيلية فيما يسمح للبرلمان بتحصين أى قانون من قرار  السلطة القضائية بإلغاؤه حيث تتم تلك العملية عبر التصويت بغالبية طفيفة تتطلب تصويت 61 نائبا من أصل 120 مما يسمح بالإفلات من سيطرة المحكمة العليا مما جعل أصابع الإتهام تشير إلى حكومة نتينياهو بإبتكار قوانين خاصة من أجله تمكنه من عدم التعرض للمسائلة حول مايوجه له من تهم بالفساد وخلال تصريحات له عبر إذاعة يانيت العبرية الخميس الماضى هاجم  بينى جانتس زعيم حزب معسكر الدولة رئيس الوزراء الإسرائيلى بينيامين نتينياهو  قائلا  إن "الحكومة مفلسة ونتنياهو أسير من قبل المتطرفين إنه منزعج من وضعه الشخصي وأنا منزعج من وضعنا الوطني وفي إشارة إلى القضايا التي يواجهها أمام المحكمة دعى جانتس نتنياهو إلى التوقيع على صفقة إقرار بالذنب والتقاعد من الحياة السياسية"، مضيفاً أنا لا أفهم الحكومة ولا أعتقد أن هناك أشخاصا يفهمونها.. كان بودي أن أثني على الحكومة وأن أقول إنهم يفعلون شيئا جيدا، لكن للأسف لا يمكنني العثور على أي شيء جيد. 

وعلق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عملية الإصلاح مؤقتا في مارس بعد ضغوط مكثفة، بينما تحاول الأطراف المعارضة للخطة التوصل إلى اتفاق تسوية. 

الحرب في غزة الجبهة التى لا تنتهي فيها:

شهدت غزة فجر أمس الثلاثاء قصف إسرائيلى إستهدف عدة قادة فلسطينين من ضمنها منازل جهاد غنام أمين سر المجلس العسكري، وخليل البهتيني قائد المنطقة الشمالية، وطارق عز الدين أحد قادة العمل العسكري في الضفة الغربية كما سقط ٢٠ شهيداً لترد الفصائل الفلسطينية بما يقارب ١٧٠ صاروخاً تجاه إسرائيل بحسب الجيش الإسرائيلى مع تعليق الدراسة فى قطاع غزة ومحيط غزة والنقب تحسباً لهجمات من الجانبين و تأتى تلك الإشتباكات بعد إعلان الفصائل الفلسطينية و إسرائيل بعد عمليات قتالية رداً على وفاة الأسير خضر عدنان فيما أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلى إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد شدد على الاستعداد لإحتمالية توسيع العملية العسكرية وتوجيه "ضربات شديدة" لغزة كما أعلن لرؤساء المستوطنات الجنوبية، أن تل أبيب لا تستبعد التوسع فى الحملة العسكرية التى تشنها في غزة بحسب وسائل إعلام إسرائيلية كما أعلن الجيش الإسرائيلى شن هجمات على ٥٣ هدفاً فى قطاع غزة فيما شنت الفصائل الفلسطينية هجوماً على عدة بلدات إسرائيلية محاذية لقطاع غزة بدوره دعا مجلس جامعة الدول العربية، المحكمة الجنائية الدولية إلى دراسة كافة الخيارات المتاحة والتى يمكن من خلالها ممارسة ولايتها القضائية في أرض دولة فلسطين المحتلة، وإنجاز التحقيق، وتوفير كل الإمكانيات البشرية والمادية لهذا التحقيق، وإعطائه الأولوية اللازمة كما دعا المجلس في بيانه الختامى للإجتماع الطارئ الذي عقد على مستوى المندوبين الدائمين في مقر الأمانة العامة بالقاهرة، اليوم، تحت رئاسة مصرية ، لبحث ومواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل بحق الشعب الفلسطيني و لتوفير الحماية الدولية له، وهى القضية الأبرز بين كافة القضايا التى تواجهها إسرائيل.