رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

تتواصل الجهود المصرية من أجل وقف آلة الحرب فى السودان وإنقاذ الأشقاء من الدخول فى دائرة صراع لا تنتهى.. الخارجية المصرية لا تألو جهدا من أجل الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه.

البداية كانت موقفًا مصريًا واضحًا منذ اليوم الأول وهو عدم التدخل فى الشأن الداخلى واحترام سيادة وسلامة أراضى السودان وارتكاز الجهود الدبلوماسية على مساعدة الأشقاء فى الخروج من المحنة وتوفير البيئة الملائمة للحوار.

طلبات مصر بضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار حفاظًا على دماء أبناء الشعب السودانى وكذلك التزام جميع الأطراف بتثبيت الهدنة وبدء حوار جاد لحل الخلافات.

كانت الخارجية المصرية حريصة على التعامل مع الأزمة باعتبارها شأنا داخليا وطالبت جميع الأطراف الدولية والإقليمية باحترام سيادة السودان وعدم التدخل فى الأزمة بشكل يؤدى إلى تأجيج الصراع.

لم تكتف مصر بالتحركات الدبلوماسية.. ولكنها تدخلت بشكل مباشر من خلال اتصال وزير الخارجية سامح شكرى بأطراف الأزمة البرهانى وحميدتى من أجل التهدئة والدعوة للحوار. تحركت مصر مع الأشقاء فى السعودية من أجل عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية.. وبالفعل انعقد الاجتماع على مستوى المندوبين الدائمين.. وطالب البيان الصادر عن الاجتماع بالوقف الفورى لكافة الاشتباكات المسلحة والعودة السريعة للمسار السلمى.

وجاء إعلان مصر تأييدها ودعمها لمباحثات جدة ليؤكد على الثوابت المصرية المتمثلة فى ضرورة الحوار من أجل الخروج من الأزمة.. المباحثات الجارية فى جدة والتى جمعت طرفى الصراع فى لقاءات منفردة فى المملكة العربية السعودية على الأقل تساهم فى تثبيت الهدنة وفتح ممرات إنسانية لعمليات الإغاثة وتلك خطوة على طريق الحل ربما يعقبها الخطوة الأهم وهو نزع فتيل الأزمة وتسوية الخلافات.

وعلى الجانب الآخر واصلت مصر جهودها فى نقل العالقين بالسودان سواء من المصريين أو الجنسيات الأخرى وهو ما قابله قادة الدول بالشكر والعرفان.

وإذا كان هذا هو الموقف الرسمى فإن الموقف الشعبى كان جليا تحركة روح العاطفة والأخوة.. فالشعب المصرى يعتصر ألما لما يلاقيه الشعب السودانى من معاناة نتيجة الاقتتال الدائر.. المصريون على الحدود فتحوا أبوابهم لأشقائهم السودانيين واستقبلت مصر عشرات الآلاف من الفارين.. وقال الرئيس إن الأشقاء ضيوف وليسوا لاجئين.. وهذه هى مصر دائما.

فى النهاية فإن مصر تؤكد مرارا وتكرارا أنها لا تألوا جهدا فى الوقوف إلى جوار السودان فى هذه المحنة الصعبة.. فمصر والسودان شعب واحد.. وقديما قال الزعيم مصطفى النحاس تقطع يدى ولا تفصل السودان عن مصر.. وهى مقولة تعبر بصدق عن وحدة وادى النيل.. فهى عقيدة وطنية لا تتزعزع عند المصريين.