عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

يرحم الله الصديق العزيز الغالى الكاتب الصحفى الكبير  الدكتور محمود بكرى، الذى رحل عن عالمنا إلى عالم الخلود والحياة الحقيقية.. الألم يعتصرنى والحزن يتملكنى لأن طيبا من الطيبين رحل عن عالمنا إلى العالم الآخر.. إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنى على فراقك لمحزون يا محمود.. لقد كان محمود بكرى نموذجا يحتذى به ليس فقط على المستوى المهنى وإنما على المستوى الأخلاقى، وكل الذين عاشروا هذا الرجل لم يروا منه إلا كل خير... فلسانه لا يعرف إلا اللطف والخلق الرفيع.. هذه سمة قليلة من سمات الراحل الكريم محمود بكرى..

لقد عرفت محمود بكرى منذ أكثر من 35 عاما عندما التقينا سويا لأول مرة فى نقابة الصحفيين القديمة، وهو شاب جاء من جنوب الصعيد إلى القاهرة مثل غالبيتنا الذين عندما أتينا  من الأقاليم لنحفر بأيدينا مستقبلنا داخل القاهرة.. يرحم الله الأخ الغالى محمود بكرى الذى تلازمنا سويا فى عدد من الرحلات داخل الأقطار العربية والأجنبية.. لقد كان نموذجا يحتذى به فى الخلق الرفيع والأداء المهنى الرائع.. 

إن الألم يعتصرنى وأنا اكتب عن هذا الصديق الراحل الذى ربطتنى به علاقة صداقة قوية تمر الأيام ونلتقى بين الحين والآخر، ونتحدث هاتفيا قبل أن يتعرض لمرضه الأخير الذى تصدى له بكل أريحية ورضا.. فالرضا دليل قوى على الإيمان القوى، فالمرء عندما يصاب بمرض أو مصيبة أو فادحة أو أى سوء مهما  كان من هذه الأمور ويواجهها برضا، فالله سبحانه وتعالى يرضى عنه  ويجازيه خيرا على صبره ويدخله فى جنات نعيم..

ولدى قناعة أن محمود بكرى من هؤلاء الطيبين الذين رحلوا عن دنيانا إلى العالم الآخر.. عالم الحياة الآخرة... دار المستقر الذى ينتظره الجميع. ألم يقل الله تعالى فى كتابه العزيز "وإن الدار الآخرة لهى الحيوان" بمعنى المستقر النهائى لكل البشر.

رحمك الله يا محمود يا أغلى الناس إلى القلب.. فلم أعهد منك إلا لسانا رطبا بالحب والإخلاص والوفاء وما شابه ذلك، فى زمن ندرت فيه هذه الصفات الرائعة.. مهما تحدثت عن محمود بكرى لن أوفيه حقه ولن أستطيع أن أصف كل مكارم الاخلاق التى كان يتمتع بها.. يرحمك الله ويدخلك فسيح الجنات يا أغلى الناس إلى قلبى.

لقد فجعت فجيعة كبرى عندما علمت بنبأ وفاته وانتقاله إلى العالم الآخر.. ولدى يقين أن هذا الرجل الطيب المحترم الوطنى الأصيل لا مكان له إلا فى جنات النعيم. فلم أعهد منه أبدا  أى شر أو سوء. لم يكن أبدا يتلفظ إلا بالكلمات الطيبة والخيرة. هذه السيرة العطرة هى ما تبقى من هذا الرجل العظيم الطيب الذى ودعنا إلى العالم الاخر.

ومهما تحدثت عن مكارم الأخلاق التى كان يتصف بها محمود بكرى فلن أوفيه حقه أبدا.. والتجارب التى بينى وبينه كانت كثيرة وكثيرة سواء داخل البلاد أو خارجها. يرحمك الله يا أحد الطيبين الوطنيين  من أبناء وطنى ويدخلك الله فسيح الجنات وانا لله وانا اليه راجعون.

وأتقدم بخالص العزاء إلى أسرة الفقيد وعائلته فى القاهرة والمعنا فى قنا والأسرة الصحفية وزملاء الفقيد وأصدقائه وتلاميذه .. كما أتقدم بخالص العزاء  إلى الأخ والصديق  الكاتب الصحفى الكبير والإعلامى البارز و النائب البرلمانى مصطفى بكرى شقيق الراحل.. خالص العزاء له ولكافة الأسرة فى القاهرة وقنا وتحديدا لكل الأهل فى المعنا بلد الفقيد الراحل الذى أوصى أن يدفن بها.. رحمك الله يا محمود وصبر أهلك وشقيقك مصطفى على هذا الفراق.. ويرحمنا الله جميعا آمين يا رب العالمين.