رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد خضير الشريك المؤسس والمدير لمكتب خضير للاستشارات القانونية:

مؤشر قياس العائد على الاستثمار يعزز تنافسية استقطاب الأموال الأجنبية

محمد خضير
محمد خضير

السعى إلى القيمة العالية رحلة، والاستمتاع بها لا يكون إلا بمطاردة الأحلام... ستكتشف فى كل مرحلة عالمًا جديدًا بنفسك، وقيمة مضافة لم تعلم بوجودها من قبل... اعمل، فكر، ثابر وتقدم، ولا تدع لأحد التشويش على عالمك، فحلمك لا يستحق منك التوقف.... خض معركتك ولا تنتظر الصدفة لتصنع لك أقدارك وإنما اصنعها أنت، فنجاح الصدفة لا يستمر... وكذلك محدثى يسعى دائمًا ليقدم أفضل نسخة من نفسه، فالخيارات الصحيحة هى من تصنع الناجحين.

اجعل لنفسك عمراً لا ينتهى، وأثرًا يحمل ثمار ما زرعت، لا ترضى أبداً بالقليل من الطموح، بل نل ما تريد بقوة وإصرار... وهو ما رسم عليه خطواته مشواره منذ الصبا.

محمد خضير الشريك المؤسس والمدير لمكتب خضير للمحاماة والاستشارات القانونية، ورئيس هيئة الاستثمار الأسبق... منهجه أصنع بريقًا لا تقوى على محوه الأيام، حكمته ليس الذكاء ولا البراعة، وإنما التعلم، سعادته فى البحث عن مناطق الأشواك، وليس الراحة، لا ينسى الجميل لكل من أسهم فى صناعته سواء أسرته أوزوجته.

سور خرسانى، برسم هندسى، محاطًا بالأشجار المثمرة، 200 متر تتزين بأحواض الورد، والياسمين، الأرض عشبية، النباتات مزدهرة، مبنى اتسمت ديكوراته بالبساطة... عند المدخل الرئيسى يبدو وكأنه تحفة معمارية، الهدوء، والراحة ترسمان لوحة أكثر إبداعًا... الصورة تغنى عن ألف كلمة، فرحلته رئيسًا لهيئة الاستثمار تحكيها مجموعة كبيرة من الصور.... 3 لوحات على الجدران تحمل تراثًا تاريخيًا يحكى تفاصيل الماضى، أنتيكات ومجسمات نحاسية، تستكمل جمال الديكور.

بالطابق الثانى وعلى بعد أمتار تبدو حجرة مكتبه، أكثر جمالًا، لما تحتويه من مؤلفات تاريخية، ولوحات لزعماء وطنيين عظماء كان لكل منهم أثر فى شخصيته، وهنا تكمن سر طاقته، سطح مكتبه أكثر تنظيمًا، أجندة كلها أفكار مبتكرة وإبداعية تتعلق بالعمل، وأخرى يسطر فى سطور صفحاتها تفاصيل مسيرته بحلوها ومرها... بدأ افتتاحيتها بقوله «الثبات على المبدأ ثمنه باهظ، لكنه الاختيار الحقيقى للقيم».

هادئ ومثقف، يجمع بين القانون والبيزنس، يستمع، ولا يتحدث إلا قليلًا، يحلل المشهد بدقة وعناية، لا يتردد فى تصحيح الأخطاء، رؤية مختلفة يتبناها عند تفسير المشهد، يعزز بتحليله السهل مسار الإصلاح الاقتصادى الذى تبنته الحكومة منذ عام 2014، والاحترافية الكبيرة التى تكشفت مع بدء الإصلاح الحقيقى النقدى والمالى مع تعويم 2016، وهو ما جعله أكثر تحمسًا للإصلاح عبر منصبه كرئيس لهيئة الاستثمار، سعى أن يسهم فى تحقيق طفرات كبيرة فى الاقتصاد، بدأت بالمشروعات الكبرى فى البنية التحتية، وتخطيط استراتيجى أكثر احترافية شمل كل القطاعات، ومنها ملف الطروحات الحكومة الذى تم التجهيز له على قدم وساق، لاكتمال الإصلاح المالى والنقدى، وتهيئة بيئة الاستثمار، بما يحقق اتجاه الدولة فى تعظيم الإنتاج واحلال محل الواردات، عبر مناخ استثمارى جاذب للأموال، يعمل على تقليص الفجوة بين الواردات والصادرات. 

واضح وصريح فيما يقول، لا يغفل الأزمات بسبب المتغيرات الخارجية من الحرب الروسية الأوكرانية، التى كان لها الدور الأكبر، فى كشفت المشكلات والأزمات التى تعانيها الاقتصاديات، فقوة أى اقتصاد بحسب رؤيته تقوم على امتصاص الأزمات، خاصة أن التخطيط الناجح يقوم على الجاهزية لتلقى الصدمات، والأزمات، والتصدى لها بكل قوة وحسم.

< إذن.. هل تعاملت الحكومة باحترافية مع الأزمات التى واجهها الاقتصاد الوطنى؟

- ابتسامة عريضة ترتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلًا إن «الحكومة بالفعل حققت نجاحًا كبيرًا فى أزمة كورونا، ونجاحها فى التعامل مع هذا الملف أنعكس بصورة إيجابية على المشهد، بتحقيق نمو إيجابى، مقابل نمو سلبي لاقتصاديات كبرى، إلا أنه نتيجة تراكم المشكلات مع الحرب الروسية الأوكرانية تكشف صعوبة التصدى لهذه الأزمات التى تراكمت، وعلى الحكومة هنا استيعاب الدرس، حتى تكون قادرة على التعامل مع أى أزمات قد تتكرر بالمستقبل».

إذا أردت الوصول إلى التميز، يمكنك الوصول له، لكن من تلك اللحظة، توقف عن تقديم أى عمل أقل من المتميز، بهذا تكون رؤيته لمستقبل الاقتصاد أكثر تفاؤلًا، فالاقتصاد الوطنى قادر على التعافى من أى كبوات تواجهه، لكن هذا يتطلب الفاعلية التى تحقق مستهدفات تدعم الاقتصاد والنمو، من خلال رؤية تعتمد على التفكير الإبداعى، ورؤية أكثر مرونة، تكون قادرة تحقيق الأفضل، عبر الالتزام بسيادة القانون، والإنتاج، وهو ما يتناسب مع المرحلة ومستجداتها، والعمل على الحفاظ على ما تم تنفيذه منذ 8 سنوات، مثلما حدث فى العديد من الملفات المهمة، ممثلًا فى الغاز الطاقة.

التفاصيل فى قاموسه تكون أهميتها عندما يتطلب الأمر معلومات إضافية، ونفس الأمر عندما يتحدث عن معدلات التضخم، حيث إن مواجهته تكون بتعظيم الإنتاج، وإحلال محل الواردات، وكذلك الحفاظ على المكتسبات التى تحققت منذ 8 سنوات، وكذلك التصدى للفساد.

يجب أن تستفيد، وتتعلم من الأخطاء، ونفس المشهد عندما يتحدث عن السياسية النقدية تجده واضحًا، يتحدث بفلسفة المواطن العادى خاصة فى علاج ارتفاعات معدلات التضخم، والسيطرة على قفزاته، وأيضاً ضرورة القدرة على توفير ودائع جاذبة من البنوك، قادرة على تعويض هذه الارتفاعات، مع توفير قروض ميسرة للمستحقين.

بذل المجهود والتضحية والعمل فى صمت من السمات المستمدة من والده حينما يتحدث عن الاقتراض الخارجى، حيث يكون هذا الاقتراض فى وجهة نظره مقلقًا حينما يكون دون عائد، أو يوجه لسد العجز، لكن يجب أن تكون المشروعات المنفذة تسير وفقا لفترة الاقتراض، حيث إنه غير مقبول تمويل مشروعات طويلة الأجل بقروض قصيرة، حيث توجه القروض قصيرة الأجل إلى الإنتاج والتصنيع القادر على تحقيق عوائد سريعة لسد خدمة الدين، والالتزامات المستحقة.

< السواد الأعظم يتضرر من السياسة المالية، وما تسببه من عمليات تطفيش للاستثمار، بسبب منظومة الضرائب التى تواجه انتقادات.. فما تعليقكم على ذلك؟

- لحظات صمت وهدوء ارتسمت على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلًا إن «العديد من اقتصاديات الدول الكبرى المتقدمة تعتمد على الضرائب كمصدر فى إيراداتها، خاصة السيادية، لكن يجب على منظومة الضرائب أن تعمل تحقيق الاستقرار الضريبى، لأكبر فترة، حتى يتمكن المستثمر الأجنبى من تطبيق دراسة جدوى المشروع الذى يرغب فى العمل به، للتعرف على فترة استرداد راس مال المشروع، وهذا لا يتحقق سوى بالثبات والاستقرار».

فى جعبة الرجل العديد من الحكايات حول السياسة المالية، وتعظم الإيرادات من خلال الاقتصاد غير الرسمى، والذى تسعى الدولة من خلال الشمول المالى، للوصول إليه، وضمه لمنظومة الاقتصاد الرسمى، بما يحقق للدولة دخلا يسهم فى تعزيز إيراداتها، عبر حزمة محفزات قوية لجذب أصحاب المصانع العاملين بهذه المنظومة.

لا يزال الاستثمار الأجنبى المباشر يمثل صداعًا بالرأس منذ سنوات، خاصة فى ظل تدنى قيم وأرقام التدفقات النقدية السنوية، التى لا تتناسب مع إمكانيات ومكانة الدولة الاستثمارية فى المنطقة... لذلك تجد محدثى له رؤية خاصة فى هذا الصدد، تقوم على سياسة الحذر فى تحديد مستهدفات الاستثمار الأجنبى المباشر، وذلك لارتباطها بالعديد من العوامل والأبعاد الأخرى الخارجية، والأزمات العالمية التى قد تحول دون جذب استثمارات للسوق المحلية، وهى أمور تكون خارج الإرادة، لكن هناك عوامل أخرى يجب العمل عليها لاستقطاب هذه الاستثمارات تتمثل فى تهيئة بيئة ومناخ الاستثمار العام، سواء للقطاع الخاص الأجنبى أو المحلى، وذلك بالعمل على إتاحة الفرصة أمامه للانطلاق حتى يتمكن من أن يقوم بدوره فى الاقتصاد والتنمية، حيث يعتبر القطاع الخاص الأجنبى أن الدولة تزاحمه، من خلال منافسة غير متكافئة، وهو ما يدفع إلى التراجع عن الاستثمار، بالإضافة إلى ضرورة القضاء على البيروقراطية السلبية، التى تعمل على تطفيش المستثمرين.

< إذن.. هل قانون الاستثمار الوطنى يضم حوافز قادرة على استقطاب الأموال الأجنبية والمستثمرين؟

- بهدوء وثقة يجيبنى قائلًا «نعم قانون الاستثمار يضم العديد من المواد والحوافز التى تقدم مميزات وتسهيلات مهمة للمستثمرين والتى تعتبر كنزا لاستقطاب الأموال، خاصة فى المواد 10، 11،12 من القانون، حيث الحوافز العامة، وأيضاً الحوافز الخاصة بالخصم من وعاء الضريبية حتى نسبة 50% للمستثمرين، وكذلك الحوافز الإضافية، وحوافز الرخصة الذهبية التى تم تطبيقها مؤخرًا، رغم أنها من ضمن مواد القانون فى نسخته عام 2017، وهى كلها أدوات قادرة على استقطاب الاستثمارات، لكن غير مفعلة، وكذلك العمل على تعيين نائبا لرئيس مجلس الوزراء يختص بهذا الملف بأعمال سيادة القانون للقضاء على البيروقراطية، وتذليل كافة العقبات، وصلاحية استصدار كافة القرارات، مع أيضاً العمل على الترويج للفرص الاستثمارية، وكذلك اطلاق مؤشر يقيس العائد على الاستثمار فى القطاعات المختلفة، وهو المشروع الذى سبق وقدمه رئيس هيئة الاستثمار الأسبق محسن عادل، حيث يقوم المؤشر على تحليل تفصيلى للعائد والتكلفة، ويسهم فى تحديد تحديات التكلفة، وكيفية معالجتها، مما يساعد على استقطاب الاستثمارات».

مشوار طويل من العلم والتعلم، خبرات وتجارب، أسهمت فى صناعة شخصيته، ثقة ودقة حينما يتحدث عن ملف الطروحات الحكومية.. يثير مجموعة علامات الاستفهام.... لماذا تخطط الحكومة لطرح 32 شركة بالبورصة؟ ولماذا لم تتحرك الدولة فى عملية طرح عدد من الشركات بصورة منتظمة سنويًا منذ الإعلان عن برنامج الطرح عام 2016؟... تساءل أيضاً حول الشركات المزمع طرحها، وإذا ما كانت من الشركات القوية العملاقة، الناجحة، ذات المركز المالى القوى... أم من الشركات غير المؤهلة؟... وهل السوق لديه قدرة على تغطية هذا العدد فى عام واحد؟ وهل لو نجحت هذه الطروحات سيتم طرح شركات أخرى، وهل ستكون تخصيص لمستثمر استراتيجى... وهل الأفضل يتم طرح 3 شركات تحقق نجاحًا، ثم يتم بعد ذلك التوسع فى طرح شركات أخرى، وكلها علامات استفهام تتطلب اجابات؟

بمنطق أخرج عن المألوف وفكر بإبداع لكى تكون متفردًا ومتميزًا كانت مسيرة الرجل وتبين ذلك خلال فترة عمله بهيئة الاستثمار، فقد كان يعمل من أجل أن يقدم قيمة مضافة تحقق للاستثمار والاقتصاد قوته ونموه المستدام، وهو سر قوته، ويتكشف ذلك أيضاً من خلال استراتيجية طموحة لمكتبه، نجح خلالها أن يحقق حجم كبير للصفقات، والمنازعات، وعقود التمويل التى قدم المكتب خدماته لها منذ تأسيسه من 3 سنوات يتجاوز 2 مليار دولار.

تعبك وجهدك وصبرك، هى ضريبة نجاحك، وهو ما يسعى إليه دائمًا، تجده يعمل دائمًا على تحقيق مستهدفات دائمة للمكتب تتمثل 3 بنود من خلال تعزيز التحالفات بدول الخليج العربى بهدف استقطاب الاستثمارات للسوق المحلية، وتقديم الخبرة القانونية، بالإضافة إلى تأسيس إدارات جديدة فى قطاعات التكنولوجية المالية، والنزاعات الرياضية، وتعظيم القدرة فى مجال التحكيم الدولى، خاصة أن المكتب يمتلك خبرات كبيرة، تعزز نجاحاته.

مهما كان مشوارك قاسيًا، سوف تتجاوزه، فالمهم ألا تقف متفرجًا، فعزيمته وإصراره وإرادته كانت سر تفرده، لذلك تجده يحث أولاده على التقوى والعمل الجاد.. محب للاطلاع والقراءة والتعلم، عاشقًا للرياضة، والألوان التى تتميز بالصفاء، لكن يظل شغله الشاغل تعزيز ريادة مكتبه فى مجال الاستشارات القانونية.. فهل يستطيع تحقيق ذلك؟