رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

بعيدًا عن كون الاحتفاء به، بمناسبة مرور 60 سنة في بريطانيا، أو 75 عامًا على النظام الأمريكي.. يظل «اليوبيل الماسي» وفقًا لـ«التقويم العربي» مناسبة سيئة الصِّيت والسُّمعة، حيث لا تزال النكبة الفلسطينية مستمرة.

نكبةٌ تتلاحق فصولها على مدار 75 عامًا، لشعبٍ بات ضحيةً لأكبر عملية تطهير عرقي ممنهج في التاريخ الحديث والمعاصر، ولذلك لم ولن تسقط من ذاكرة الأحرار والشعوب، ما حدث في 15 مايو 1948.

في هذا اليوم المشؤوم تم تهجير أكثر من 800 ألف فلسطيني، هم أهالي 1152 مدينة وقرية وضيعة.. طُردوا قسرًا من قراهم، لا يحملون معهم سوى مفاتيح بيوتهم، وآمال العودة إلى ديارهم في يومٍ من الأيام.

منذ إعلان بريطانيا إنهاء انتدابها على فلسطين، في ذلك اليوم الأغبر، بدأ فعليًا ورسميًا غرس جذور الصهاينة، لتبدأ منظومة التِّيه والشَّتات والمأساة التي ما زالت تُفرزها النكبة، لتغيير كل ما يمتّ لتاريخ فلسطين وجغرافيتها بِصِلة.

خلال عقود طويلة، تعددت «المبادرات» و«الحلول» المطروحة التي تنكَّر لها الاحتلال «الإسرائيلي»، خصوصًا القرارات الدولية 181، و194، و242، 338... وغيرها من قرارات أممية، تم اغتيالها بدم صهيوني بارد.

ورغم توقيع العديد من الاتفاقيات، على اختلاف مسمياتها.. من كامب ديفيد، مرورًا بأوسلو ووادي عربة، وليست انتهاءً بجولات الحوار و«المهرجانات» الإقليمية والدولية، برعاية «الحليف الأمريكي غير النزيه»، لم يتحقق أي تقدم يُذكر، في أي عملية تسوية مزعومة، منذ النكبة.

الآن، وبعد كل تلك العقود، نرى أن قاموسنا العربي ـ الذي أُسْقِطَت منه أرض فلسطين ـ لم يعد يحوي في ذاكرته المتآكلة، سوى ثلاثية الاستنكار والإدانة والشجب، الموجودة في فصل «إبراء الذمم»!

ورغم ما تتعرض له فلسطين المحتلة منذ النكبة وحتى الآن، من ممارسات صهيونية فاشية ـ طيلة 75 عامًا ـ لإقامة المستوطنات وقضم الأراضي العربية الفلسطينية شيئًا فشيئًا، إلا أن الاحتلال الفاجر لن يستطيع مخالفة منطق الأشياء وقوانين التاريخ، أو محو إرادة الكفاح الوطني، أو تغيير عقيدة انتماء شعبٍ إلى أرضه، يؤمن بحقوقه، ويتمسك بجميع أشكال النضال والمقاومة ضد جرائم «إسرائيل» البشعة في التطهير العرقي والديمغرافي.

أخيرًا.. بعد كل تلك العقود الطويلة على مسلسل النكبة الكبرى للأمتين العربية والإسلامية في فلسطين ـ الذي أصبح «عرضًا مستمرًا» لا يتوقف ـ وما وصل إليه حال العرب من ضعفٍ وهوانٍ وانقسامٍ وحروبٍ وتحالفاتٍ هشَّة وتطبيع ٍمجاني.. لم يعد هناك أي شيء قابل للنقاش أو المساومة أو المناورة.. أو حتى للبيع!

فصل الخطاب:

يقول محمود درويش: «كلما خُيِّل لنا أن فلسطين انتقلت من مكانتها المقدسة إلى السياق العادي، تُفاجئنا بقدرتها الفذة على إيقاظ معناها الخالد ـ بِبُعْدَيْهِ الزمني والروحي ـ من سباتٍ تاريخيٍّ عابر».

 

[email protected]