رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

فى ذكرى تحرير سيناء، لا يمكن بأى حال من الأحوال أن ينسى التاريخ الدور الكبير والعظيم الذى قام به الراحل الكريم الدكتور وحيد رأفت أستاذ القانون الدولى ونائب رئيس حزب الوفد السابق. هذه الشخصية الوطنية الرائعة لعبت دورًا مهمًا وبارزًا فى قضية التحكيم من أجل استرداد طابا. ولا يمكن أيضا أن ننسى دور الدكتور مفيد شهاب الوزير السابق وأستاذ القانون الدولى أطال الله فى عمره.. وحيد رأفت ومفيد شهاب يستحقان التكريم المناسب.. أقول هذا الكلام فى ذكرى تحرير سيناء.

وأتعجب كثير العجب من الذين ينكرون الدور العظيم والرائع الذى قام به المرحوم الدكتور وحيد رأفت والدكتور مفيد شهاب، فى قضية استرداد طابا، وآلمنى كثيرًا ألا يتم ذكرهما فى هذا الأمر وهما لهما دور كبير فى قضية استرداد هذه البقعة المباركة من أرض مصر.

والمعروف أن مفيد شهاب ووحيد رأفت لعبا هذا الدور الكبير، خاصة ما قام به المرحوم وحيد رأفت، وكيف قاد الفريق المصرى فى هذا الشأن..

لكن صدمت من تجاهل تكريم هذين المصريين الوطنيين لدورهما العظيم فى مفاوضات طابا حتى عادت إلى أحضان الوطن.

والأمانة تقتضى أن نعطى للراحل الكريم وحيد رأفت حقه كاملًا وإبراز دوره العظيم فى هذا الشأن.. فإذا كان الرجل قد رحل إلى رحاب الله، فإن التاريخ سيظل يذكر له مواقفه الوطنية الخالدة ويسجلها له بأحرف من نور.. وهناك قصة لابد للأجيال الجديدة أن تعرفها بشأن دور وحيد رأفت فى مفاوضات طابا وكيف بدأت وكيف انتهت.. الذى أعلمه أن الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك طلب من الدكتور مفيد شهاب أن يكون رسولًا له عند الدكتور وحيد رأفت ويسأله بشأن حل أزمة طابا.. هل تكون مثلًا بالتراضى والتوافق، وعاد مفيد شهاب حاملًا إجابة الدكتور وحيد رأفت إنما تكون بحكم قضائى بات ونهائى، ووافق الرئيس مبارك على اقتراح وحيد رأفت، وطلب منه أن يكون على رأس فريق المفاوضين والمحكمين فى هذه القضية، وقبل أن يوافق الدكتور وحيد رأفت طلب الإذن من الزعيم الراحل فؤاد باشا سراج الدين رئيس الوفد، وعقد الباشا اجتماعًا طارئًا للهيئة العليا للوفد التى وافقت بإجماع الآراء على طلب إسناد مهمة التفاوض والتحكيم للدكتور وحيد رأفت، وبدأ الراحل الكريم يخوض معركة وطنية مع الجانب الإسرائيلى حتى انتهت بعودة طابا إلى مصر فى 19 مارس 1989، بعد معركة دبلوماسية وقانونية شرسة حينها أصدرت هيئة التحكيم حكمها التاريخى فى جلسة علنية فى جنيف بحضور وكيلى الحكومتين المصرية والإسرائيلية وأعضاء هيئة الدفاع لكل من الجانبين بإعلان عودة طابا إلى مصر، وانسحب آخر جندى صهيونى من طابا وتم رفع العلم المصرى عليها.

هذا هو وحيد رأفت ومفيد شهاب اللذين يتعمد كثيرون نسيانهما فى كل ذكرى تمر على تحرير طابا وسيناء والأخطر أنه يتم تجاهل الدور الكبير الذى لعباه بصفتهما رجلين وطنيين من طراز رفيع، فهل يليق ذلك أو يرضى به أحد؟!..

ويظل السؤال الحائر الذى يبحث عن إجابة لماذا ننكر على الرجلين حقهما، فى حين أنهما رفضا عملية التراضى التى اقترحها مبارك، وأصرا على أن تكون بحكم دولى حتى يقطع على إسرائيل أى عذر أو مكر أو تراجع، وأخذ الرئيس مبارك برأيهما الذى كان قادرًا على تحقيقه.

يرحم الله وحيد رأفت الوطنى الأصيل والوفدى الكبير، وأطال الله فى عمر مفيد شهاب القامة القانونية الكبرى، وسحقًا لكل الذين يحاولون أو يسعون لإنكار دورهما الرائع فى عودة طابا وتحريرها من أيدى الصهاينة.

[email protected]