رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

 فاجأ الملياردير الأمريكى إيلون ماسك ومجموعة من خبراء الذكاء الاصطناعى العالم بتصريحات طالبوا فيها بالتوقف 6 أشهر عن تطوير أنظمة أقوى عن تطوير أنظمة أقوى من روبوت الدردشة «شات جى بى تى 4»  الذى أطلقته شركة أوين اية آى الفترة الأخيرة.

 حذر ماسك ومجموعة الخبراء من المخاطر المحتملة لمثل هذه التطبيقات على المجتمع.. التصريحات جاءت فى رسالة مفتوحة وهو ما يعنى أن هناك خطرًا قادمًا يجب التصدى له.

  وسواء نجحت مناشدات إيلون ماسك ومجموعته أو لم تنجح فهناك ثوابت أصبحت تحكم العالم الذى نعيش فيه اليوم وأولى هذه الثوابت هو التطور المذهل فى التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى، وأن هذا التطور يمتد ليشمل كافة المجالات وليس مجالا بعينه.. ويتوسع فى كافة القارات بدون ضوابط ولا محددات ولا يتوقف عند منطقة جغرافية محددة.

 الغريب فى رسالة ماسك التى وقع عليها 100٠ شخص أنها تأتى من رجل سبق الجميع فى استخدام الذكاء الاصطناعى وأحدث ثورة فى عالم السيارات عندما استحدث أنظمة القيادة الذاتية.. والأغرب فى هذه الرسالة أنها تحدثت عن تطورات خطيرة محتملة عندما تضمنت سطورها جملة استفهامية كانت كالتالى: هل ينبغى أن نطور عقولا غير بشرية قد تفوقنا وتتفوق علينا وتحل محلنا؟!

ما نسمعه كل يوم عن التطور السريع فى مجال الذكاء الاصطناعى يدفع العالم إلى حياة مختلفة بأنماط جديدة وسيصبح الواقع الذى نعيشه حاليا مجرد ماضٍ تذكره.. سيحدث هذا بعد سنوات قليلة.. فالروبوتات ستحل محل الإنسان فى مهن كثيرة.. والعلاج سيتغير وسيكون بالجينات بدلا من العقاقير  والأدوية.. حتى العلاقات بين البشر ستتغير.. فقد سمعنا مؤخرا عن صداقات جديدة.. الطرف الأول فيها بشر والثانى روبوت.. سيدة تعانى من الوحدة قررت استنساخ صديقة لها على هيئة روبوت يتحدثان معا كل يوم ويتبادلان الآراء والأفكار.

 عندما تحدث العلماء فى الماضى عن اختراع المحمول وتطبيقات السوشيال ميديا كان الأمر يبدو وكأنه حلم بعيد.. ولكنه أصبح واقعا.. واليوم يحدث نفس الشيء ولا نعرف إلى أين يسير بنا هذا الذكاء الاصطناعى المخيف.

إذا كان هذا هو حال العالم اليوم فماذا عن المنطقة التى نعيش فيها.. منطقة الشرق الأوسط التى ما زالت تعيش فى كوكب آخر.. إن التطورات المتلاحقة فى التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى تفرض علينا  وقفة جادة نعيد فيها النظر فى أشياء كثيرة.

 لقد سمعت عبارة فى المنتدى السعودى للإعلامى ما زالت عالقة فى ذهنى لا تغادرى.. وهى إما أن نبادر أو نغادر وكان الحديث عن الثورة التى يشهدها الإعلام حاليا فى ظل الذكاء الاصطناعى والروبوتات وتطبيق شا ت جى بى تى.. ولكن يبدو أن تلك العبارة لن تتوقف على مجال الإعلام فقط.. وإنما ستمتد لتشمل مجالات كثيرة تؤثر فى حياتنا كل يوم.

 التطور المذهل فى الذكاء الاصطناعى يفرض علينا الاستعداد لما هو قادم.. والبداية فى رأيى تكون بإعادة النظر فى مناهج التعليم.. ليس هذا فى دولة بعينها ولكن فى دول المنطقة بأسرها حتى نستطيع التكيف مع التطورات المستقبلية المذهلة.. فالأمر الآن يتلخص فى جملة واحدة إما أن نبادر أو نغادر.