رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقي

تابعت بشغف حلقات مسلسل «تحت الوصاية»، ذلك أنه مسلسل مصنوع بذكاء شديد، الأمر الذى جذب إليه جموع المشاهدين، ولعلى أستطيع تلخيص أسباب نجاح هذا المسلسل فى عشر نقاط رئيسة هي:

1- طزاجة الفكرة الجوهرية، وهى اضطرار امرأة إلى سرقة مركب، تخيل امرأة تسرق مركبًا، بل تقود مجموعة من الرجال البحّارة (البحرية) لاصطياد ما تيسر من خيرات البحر وبيعها لتنفق على ابنيها.

2- رصد صادق للمرارات المختلفة التى تتعرض لها زوجة فقدت زوجها ولديها طفلان، فصار الجد، والد الزوج الراحل، هو الوصيّ على الطفلين فى كل شيء، حيث لا تستطيع الأم اتخاذ أى قرار بالتصرف فى ما ورثه الطفلان من والدهما إلا بموافقة الجد/ الوصيّ.

3- الاطلاع على عالم البحر وأسراره وخباياه، فضلا عن صراعات تجار السمك ومكائد بعضهم من الكبار ضد الصيادين الصغار، وهو عالم يغرى بالمتابعة إذا تم تقديمه بشكل جيد، وهو ما تحقق بامتياز.

4- الكتابة المنضبطة والإيقاع السريع هما السبب الرابع فى نجاح «تحت الوصاية»، فلا ترهل فى المشاهد، ولا برودة فى الأحداث، رغم تعدد الخيوط الدرامية، لكنها متضافرة ببراعة لافتة، إضافة إلى البناء المحكم الذى ينهض على الاستثمار الحصيف لتقنيات الدراما (فلاش باك/ أماكن حقيقية طازجة «دمياط»/ أوقات مختلفة للتصوير) وغيرها. 

5- خلو المسلسل من ألفاظ بذيئة وعبارات سوقية مبتذلة.

6- التصوير المدهش الذى حققه بنجاح مدير التصوير (بيشوى روزفلت)، فقد تنقل برشاقة فى الأماكن الحقيقية من حوارى وأزقة وشقق ضيقة إلى قطارات وميكروباصات ومدارس ومستشفيات وشواطئ ونادى شعبى وغيرها، أما المشاهد داخل المركب بمستوياته وسلالمه وسطحه وعمقه وغرفه الضيقة فجاءت بالغة الروعة والنضارة، رغم الزوايا الضيقة التى انحشر فيها الممثلون.

7- الممثلون، وما أدراك منْ الممثلون؟ إنهم كوكبة معتبرة من خيرة فنانى بلدى، تتقدمهم السيدة منى زكى، هذه التى قُدّت من مشاعر فياضة وملامح أرملة مصرية بسيطة منهكة قادرة على التعبير بذكاء وسخاء عن أية خلجة تراود نفسها. أما هؤلاء العازفون ببراعة على إيقاع فنون التقمص، فهم الأساتذة: دياب ورشدى الشامى وأحمد خالد صالح وخالد كمال ومحمد عبدالعظيم وعلى صبحى وأحمد عبدالحميد ولبنى ونس ومها نصار وماجدة منير وعفاف رشاد وحمدى هيكل وثراء جبيل ونهى عابدين وعلى الطيب والأستاذ الكبير جميل برسوم، والصبى الموهوب عمر شريف والطفلة فرح.

8- طرح قضية بالغة الأهمية للمناقشة، وهى من له الحق فى الوصاية على الأطفال بعد وفاة الزوج؟ الأم أم الجد؟ وأظنها المرة الأولى التى تقتحم فيها الدراما المصرية هذه القضية الشائكة بعمق، والفضل يعود إلى الموهبة الكبيرة لمن كتب العمل وهما شيرين دياب وخالد دياب.

9- الموسيقى التصويرية والديكور والملابس... كلها جاءت ملائمة لتعزز تفوق هذا المسلسل.

10- محمد شاكر خضير مخرج هذا العمل الفاتن وقائده البارع هو السبب العاشر فى النجاح.

«تحت الوصاية»... مسلسل جميل بحق.