انتهى شهر الخير والبركات شهر الغفران والعتق من النيران ولم يبق منه إلا ساعات.
انتهى شهر التكافل والمودة ولا يعلم أحد هل سيعيش حتى يبلغ رمضان القادم أم سينتهي الأجل؟ اللهم بلغنا رمضان أعوامًا عديدة.
رمضان لا يعرف ظروفًا اقتصادية ولا يعرف ارتفاعا للدولار ولا يعرف غلاء للأسعار، لأن العطاء بلا حدود في هذا الشهر الكريم والفقراء لهم نصيب من المأكل والملبس والعيش بسبب سخاء العطائين الذين يعلمون أنها فرصة لإطعام الطعام، ولذلك أصر الغالبية العظمى من القادرين على استمرار العطاء حتى في ظل الظروف الصعبة التي هلت علينا بسبب الحروب وأزمة ارتفاع الأسعار، ولم يبالوا من أجل رضاء المولى عز وجل.
ولا يخفى على أحد أن أناسًا كثيرة لم يقوموا بواجبهم تجاه الفقراء بسبب هذه الأزمة اعتقادا منهم أن غدًا سيكون الأصعب ولكنه اعتقاد خاطئ لأن الأزمة الاقتصادية لن تستمر طويلًا لأن بعد العسر يسرًا.
والسؤال ماذا بعد رمضان؟ هل سيستمر القادرون من رجال الأعمال وأصحاب الشركات على العطاء والإحساس بالفقير والمحتاج؟ أم يتوقف لأن رمضان انتهى؟ حقيقة التجارة مع المولى هي الرابحة وإن الرابح الأكبر هو الذي يعطي طوال العام وليس في رمضان فقط.
هذا الكلام ليس جديدًا على أحد ولست واعظًا أو شيخًا أو أزهريًا ولكن الغلابة والفقراء والمحتاجين من حقهم أن يكون لهم نصيب في الحياة تمامًا مثلهم مثل الأغنياء.
كلنا نعلم أن منظمات المجتمع المدني تعمل بلا حدود طوال العام سواء إطعام الطعام أو بتوزيع البطاطين والمواد الطبية أو تجهيز المستشفيات من أجل علاج غير القادرين وخلافه من أعمال الخير ولكنه غير كافٍ بالمقارنة بأعداد المحتاجين خاصة في ظل الظروف التي نمر بها نحن والعالم أجمع.
فلماذا لا نراجع أنفسنا والجميع يستخرج زكاته والفائض من الخيرات لإعطاء المحتاجين ومراعاة ظروفهم وحياتهم المعيشية الصعبة؟ لماذا لا يقوم رجال الأعمال الكبار بالاتفاق فيما بينهم لتقسيم المناطق العشوائية والمناطق المحرومة فيما بينهم لتوزيع المواد الغذائية وخلافه حتى ولو بصفة شهرية حتى يشعر الفقير بالتكافل وبالانتماء وإن الجميع بجانبه، خاصة أن الدولة تشجع على التكافل في ظل هذه الظروف لأنها لن تستطيع تلبية كل الاحتياجات.
عمومًا ما أود قوله إن رب رمضان هو رب شوال وإن إهمال المحتاجين بعد رمضان عواقبه وخيمة على الجميع، وكل عام وحضراتكم بخير.
نقيب الصحفيين بالإسكندرية