رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إن ما أحدثه الموبايل بالناس هو ضرب من الجنون.. فكل الناس من مختلف الفئات من العمر أصبح لها هوس بالموبايل.. طيلة اليوم نظرهم موجه إلى شاشة الموبايل.. وإذا دخل إلى النوم نجده ينظر إلى الموبايل وهو فى السرير وعليه فإنه لا ينام أو يشرد منه النوم ويقضى الوقت محملقاً إلى الشاشة.. وينام متأخراً جداً وحتى عندما يستيقظ يمد يده على الموبايل أنه بمثابة الأفيونة التى لا بد من تناولها أو تجرعها عبر ساعات يومه!! يقول المهندس الأمريكى «مارتن كوبر» والذى اخترع هذا الجهاز أو هذا الإدمان الذى لا علاج منه. لقد تم اختراع الهاتف المحمول قبل خمسين عاماً، إن تلك الأجهزة التى ساهم فى ابتكارها وإيجادها وتركها تنمو وتتوغل فى حياة الإنسان أصبحت تمثل مشكلة عويصة.. فالناس كل الناس أصبحوا يمضون أغلب الوقت مع هذه الأجهزة.. وأضاف «مارتن كوبر» والبالغ من 94 عاماً تقريباً.. أنه يشعر بالصدمة عندما رأى شخصاً يعبر الشارع وينظر إلى هاتفه (الموبايل) مشيراً إلى أن الناس فقدت عقولها. معنى ذلك أن هذا الموبايل يقصر العمر.. أو يدمر العمر الإنسانى بشكل أو بآخر.. سواء أدركوا أو لم يدركوا.. إن الابتعاد عن الموبايل يطيل العمر!! وأردف مازحاً: سيفهمون الأمر بعد أن تدهس السيارات بعض الناس، الكارثة أن كل ذلك التدمير قائم فى الوقت الحالى.. فكم من الحوادث ترتكب أو تنتج بسبب ذلك الوباء السرطانى الذى تغلغل فى الحياة الإنسانية المعاصرة.

ويستخدم كوبر نفسه أحدث طرز من هواتف «آيفون» التى تنتجها شركة «آبل» كما يرتدى ساعة «آبل ووتش» والسماعات الخاصة بها.
لكنه اعترف بأن وجود الملايين من تطبيقات الهواتف المحمولة قد يزيد الأمر على حده. وقال كوبر: لن أفهم أبداً كيفية استخدام الهاتف الخلوى بالطريقة التى يستخدمها أحفادى وأحفاد أحفادى.
علينا أن نتذكر هذا التاريخ سواء بالسلب أو الإيجاب 3/4/1973.. كان المهندس الكبير (كوبر) يعمل فى شركة (موتورولا).. استثمرت تلك الشركة الملايين من الدولارات للوصول إلى التقنية الخاصة بجهاز المحمول، وذلك قبل أى شركة أخرى يمكن أن تنافسها.. لذلك الأمر جمع (كوبر) فريقاً من الخبراء.. وعملوا لمدة ثلاثة شهور حتى تمكنوا من التوصل إلى تلك التقنية التى تعرف الآن بجهاز التليفون المحمول أو النقال.. أو الخلوى إلى النور وكان وزنه آنذاك كيلوجراماً.. ويحكى (كوبر) عن اختراعه الجديد.. يقول.. لقد أجريت أول مكالمة لمنافسه (جويل أنجيل).. مدير شركة (بيل سيستم) قلت، جويل.. هذا مارتن كوبر.. أتحدث إليك من هاتف محمول باليد.. هاتف شخصى.. كان هناك صمت على الطرف الآخر.. أعتقد أنه كان صرير أسنانه.. كان سعر أول نسخة من هواتف موتورولا المحمولة خمسة آلاف دولار. مليارات الدولارات كسبتها الشركة، وانتشر وتوغل الموبايل.. آثاره السلبية كبيرة.. ليس هذا هو المهم.. المهم فى الدرجة الأولى المكسب، جمع المليارات، أما مضاره على الإنسان.. فتلك قضية أخرى، ربما نجد لها الحل ونكسب المزيد من المليارات، ذلك هو التفكير البرجماتى.

 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال
أكاديمية الفنون