حكاوى
لا أحد ينكر على الإطلاق أن الدولة المصرية حريصة كل الحرص على توفير الحياة الكريمة لكل مواطن على أرض الوطن الغالى، وأن التعليمات التى تتلقاها الحكومة من القيادة السياسية تتركز فى المقام الأول أو بالدرجة الأولى على توفير هذه الحياة اللائقة بكل المصريين بدون استثناء. ولذلك نجد أمام الحكومة العديد من البرامج التى تقدمها فى إطار الحماية المجتمعية لكافة المواطنين على أرض هذا الوطن العظيم. ومؤخرا كانت قرارات الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيادة المرتبات والمعاشات لكل المصريين بلا استثناء، سواء العاملون فى الجهاز الإدارى للدولة أو فى القطاع الخاص. ونعلم أيضا أن هناك بعض المصالح الخاصة خفضت قيمة هذه العلاوة لظروف تتعلق بسياستها وإدارتها لهذه المصالح. لكن على كل حال فإن الدولة المصرية لديها الحرص الكامل على توفير الرعاية لكافة مواطنيها بلا استثناء.
وهناك قضايا ملحة أمام الحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، فى وضع برنامج لعدة قضايا بالغة الأهمية للاهتمام بالمواطن، ويمكن إجمالها فى عدة نقاط، أبرزها مزيد من اتخاذ إجراءات أخرى للحماية الاجتماعية وتعزيز النمو بمشروعات ذات جدوى اقتصادية كبيرة، واتخاذ خطوات مهمة للسيطرة على عجز الموازنة والدين العام وإصلاح منظومة المعاشات.
البرنامج الحكومى أجمل كل القضايا التى تحتاجها مصر خلال المرحلة القادمة، ولو نجحت الحكومة فى هذا الأمر، فسنكون فعلًا قد بدأنا مرحلة جديدة فى تاريخ المصريين، وأهم قضية فى هذا الشأن هى توفير الحماية الاجتماعية للناس، والثورة 30 يونيه، قد اندلعت بهدف القضاء على الحالة الاجتماعية السيئة التى يعانى منها المواطنون.
ولذلك فإننى أرى أن أهم قضية لو نجحت الحكومة فى تحقيقها فستكون قد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، وهى توفير الحياة الكريمة للمواطن المصرى الذى صبر كثيرًا على الفقر والحياة البائسة، وتم الحمد لله القضاء على السكن فى العشش، وانحناء ظهر المواطن فى توفير لقمة العيش والمصاريف الباهظة للحصول على الخدمات من خلال الفواتير المرتفعة، والمعاش الضئيل الذى لا يكفى لمدة أسبوع.
القضاء على الفقر فى البلاد ورفع المعاناة الشديدة عن كاهل المواطن مسألة بالغة الأهمية، وأعتقد أن الحكومة لو نجحت فى هذا الأمر فسيقف لها الشعب ونوابه تبجيلًا واحتراماً، والمواطن سيضرب لها «تعظيم سلام» بكل جوارحه. نعلم أن حسن النية متوفر لدى الحكومة فى ذلك، ومنحها الفرصة ضرورة للقيام بهذه المهمة الخطيرة، والشعب لا يريد من الحكومة ولا من الدولة سوى توفير الحياة الكريمة والكرامة الإنسانية..
المواطن يرى هناك كروشًا منتفخة، مصت دماءه على مدار عقود طويلة قبل 30 يونيو، وحالته تسوء وضاعت الطبقة الوسطى، ولا بد للحكومة أن تتخذ فعلًا الخطوات اللازمة للقضاء على الفقر. وصحيح أن الأمر قد يستغرق سنوات، لكن هذا لا يمنع أبدًا الحكومة من اتخاذ التدابير اللازمة حتى يشعر المواطن بأن هناك تحسنًا ملحوظًا فى ظروف معيشته القاسية التى لا يرضى بها أى أحد.
نأمل أن تكون هذه الحكومة جادة فى كل أفعالها وتصرفاتها من أجل أن يشعر المواطن المطحون بأن قوت يومه متوفر، والخدمة المقدمة له يحصل عليها دون عناء أو مشقة، ولذلك فإنه يجب على الحكومة، أن توضح الخطوط العريضة للقضاء على الفقر، وتحقيق العدالة الاجتماعية فى توزيع الدخول، والمواطن لا يريد شيئًا من الحكومة سوى ذلك.
وهذه هى مسئولية الحكومة بالدرجة الأولى ولدى الأمل فى أن يأتى هذا اليوم فى حياة المصريين، الذين هم كنز لا يتوفر فى كل بلدان العالم.