رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

فنان من طراز فريد, متعدد المواهب, مطرب ورسام, بطل قومى له ملف مشرف فى المخابرات, لقب بالثعلب، اشتهر بدوره الوطنى مع المخابرات المصرية، فعندما أرادت المخابرات الإسرائيلية تجنيده وافق وتدرب على التجسس، لكنه تمكن من خداعهم، وعندما عاد إلى مصر قام بإبلاغ الرئيس جمال الناصر، ونجح فى  كشف الخطط التجسسية ضد مصر.
«أنا لو عندى صوتك ده كنت قلبت الدنيا»، هكذا وصف موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب صوت الفنان سمير الإسكندرانى فى أول لقاء جمع بينهما ووصفه بـ»الصوت المثقف»، ولحن له عملين هما «النيل الفضى»، و«لا تهجرنى» التى غناها معه فى دويتو نادر أدى سمير المقطع الإنجليزى بصوته، بينما أدى عبد الوهاب الكلمات العربية.
ودائما ما يكون للنشأة دور كبير فى تشكيل وعى ومستقبل الإنسان، فالفنان سمير الإسكندرانى، ولد فى حى الغورية بالقاهرة سنة 1938, وكان والده يعمل تاجرًا للأثاث وعرف عنه حبه للفن, ومصادقة مجموعة من كبار الشعراء والملحنين آنذاك مثل زكريا أحمد، وبيرم التونسى، وأحمد رامى، مما شكل وعى الابن الفنى ليصبح عاشقا للفن التشكيلى والغناء، فاتجه لدراسة الفن التشكيلى, درس فى كلية الفنون الجميلة وبدأ تعلم اللغة الإيطالية بها، واستمر فى تعلمها فى مدرسة لتعليم الأجانب والمصريين بعدما أُلغيت اللغة الإيطالية من الكلية،، ثم دعاه المستشار الإيطالى فى مصر لبعثة دراسية إلى إيطاليا، وبالفعل ذهب لاستكمال دراسته بمدينة «بيروجيا» الإيطالية عام 1958 وعمره عشرون عاما وهناك حاول اليهود تجنيده لجمع معلومات عن مصر مقابل راتب كبير لاتقانه عدة لغات وتظاهر بالموافقة وعندما حضر إلى مصر أبلغ المخابرات المصرية والتقى الرئيس جمال عبد الناصر واتفق على أن يلعب دور الجاسوس الاسرائيلى فى مصر.
تمكن خلال فترة عمله كجاسوس مزدوج من كشف عدد من الخطط التجسسية والمخابراتية داخل مصر، منها محاولة اغتيال المشير عبد الحكيم عامر، ودس سم طويل الأمد للرئيس جمال عبد الناصر، وبعد فترة تزيد على العام ونصف العام تمكنت المخابرات المصرية عن طريقه من رصد مكان اتصال الجاسوس الهولندى مويس جود سوارد به، وتم القبض عليه.
قصة حكاها سمير الإسكندرانى باعتزاز وفخر فى أكثر من لقاء تليفزيونى وصحفى، عن محاولات جهاز الموساد الإسرائيلى تجنيده لصالح دولة الاحتلال، وحسب ما سرده قام بـ»الضحك» عليهم وأوهم رجال الموساد أنه من أصل يهودى ومن ثم لايوجد ما يمنع للتعامل معهم.
ويحكى الفنان سمير الإسكندرانى كيف تم تجنيده من قبل إسرائيل ويقول: بدأت عناصر الموساد تعلمنى الحبر السرى والشفرة وبعض وسائل التخابر، وأنا عاجبنى الإثارة اللى فى الموضوع، وخلونى رجعت مصر وحاولت أقابل الرئيس جمال عبد الناصر ورحت قصر عابدين وقصر القبة لكن كانوا بيتعاملوا معى على أساس انى «عيل صغير»، لغاية ما فى يوم جه واحد لوالدى يشترى منه موبيليا وكان لازم يكتب اسم الشخص وشغلته عشان الضرائب وعرف أنه فى المخابرات وبقى فى صلة بيننا فحكى له الموضوع وفعلا أخدنى وخلانى قابلت الرئيس جمال عبد الناصر، وبمجرد رؤيتى شعرت بأنه والدى وحاولت تقبيل يده لكنه رفض، وطلب منى التعامل مع صلاح نصر، وبدأ جهاز المخابرات المصرى يعلمنا حاجات زيادة جعلتنى أنجح فى تفكيك ست شبكات تجسس إسرائيلية ما تسبب فى إقالة رئيس المخابرات الاسرائيلى «هرطابى».
عانى الفنان الراحل سمير الإسكندرانى من الفشل الكلوى؛ مما اضطره لإجراء عملية جراحية توفى بعدها بسبب المضاعفات الصحية عن عمر ناهز82 عاما، ونعاه جهاز المخابرات المصرية بقوله: إنا لله وإنا إليه راجعون.. المخابرات العامة المصرية تنعى بمزيد من الحزن والأسى الفنان سمير الإسكندرانى الذى قدم لوطنه خدمات جليلة جعلت منه نموذجا فريدا فى الجمع بين الفن الهادف الذى عرفه به المصريون وبين البطولة والتضحية من أجل الوطن.
رحم الله  الفنان البطل وحفظ مصر وأهلها

 

[email protected]