رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

خاضت مصر حربين من أشد الحروب بعد ثورة 30 يونيو وتحديدًا بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مسئولية البلاد رئيسًا لمصر، الحربان قادهما الجيش والشرطة والشعب المصرى وخلفهم القيادة السياسية توجه وتخطط وتدعم وتواسى وتشجع، إصرار القيادة السياسية لخوض الحربين فى وقت واحد كان «ضربة معلم» وهما حربا التنمية والبناء ومواجهة الإرهاب.

لم يكن خافيًا، بل كان واضحًا للجميع، بعد إزاحة جماعة الإخوان عن السلطة بعد ثبوت فشلهم فى إدارة البلاد، واكتشاف الشعب لمخططهم بأنهم لا يريدون من الحكم إلا «إمارة» فى شمال سيناء يمارسون من خلالها طقوسهم التى هى أبعد عن احتياجات دولة فى حجم مصر، وعندما نجحت ثورة المصريين تحولوا إلى الإرهاب.

الحرب على الإرهاب كانت قرارًا ملزمًا بحكم الدستور طبقًا للمادة 227 التى فرضت على الدولة مواجهة الإرهاب، بكافة صوره وأشكاله وتعقب مصادر تمويله، وفق برنامج زمنى محدد، باعتباره تهديدًا للوطن والمواطنين، مع ضمان الحقوق والحريات العامة، لم تكن الحرب بسيطة فى سيناء، كان مخطط الجماعات الإرهابية إدخال إسرائيل فيها نتيجة تحرشهم بها على الحدود، وكان يجب أن يتدخل المجتمع الدولى فيها لأنها ليست حربا ضد مصر فقط ولكنها حربًا ضد البشرية وضد حقوق الإنسان، وضد وجود الدولة.

الإرهاب كان يسعى لعزل سيناء عن الدولة، وبما أنه ليس له وطن فإنه كان يمثل تهديدًا للعالم، وأمام كرامة الوطن وكرامة المواطنين اتخذت القيادة السياسية قرار مواجهة الإرهاب، خاضت المواجهة القوات المسلحة والشرطة المصرية نيابة عن العالم، لم يكن إرهاب الجماعة ومن يندرجون تحتها هم الذين تجمعوا فى سيناء، ولكن كان هناك داعمون لهم من أجهزة استخبارات عالمية وبعض الدول، وتصدت القوات المسلحة للإرهاب الجبان ومعها الشرطة، واستكمل الرئيس السيسى القرار بالعملية سيناء التى بدأت عام 2018 والتى خاضت المواجهة لتطهير أرض الفيروز من كل الخونة الذين كانوا يمتلكون أحدث الأسلحة.

لم يثن مصر حجم الخسائر المادية التى كانت بالمليارات، ولا الدماء البريئة التى سالت على الرمال الطاهرة، كانت فرحة المصريين تسبق دموعهم على الشهداء حتى انتزاع هؤلاء الجبناء بفضل بسالة الجندى المصرى الذى أدمن النصر مهما كلفته الحرب.

فى ظل الحرب على الإرهاب كانت حرب أخرى تدور على أرض مصر هى حرب البناء وهى مهمة اليد العرقانة العفية التى أقامت المشروعات العملاقة عندما تحولت مصر إلى يد تبنى وتشيد ويد تحمل السلاح، فانتصرنا فى الحربين قضينا على الإرهاب فى سيناء، وحافظنا على البقعة الغالية التى دفعنا ثمنها على مر السنين من دماء أبنائنا منذ حروب 56، 67، و73، هذه الأرض الغالية حررناها بالحرب والسلام، وحررناها من أبشع وأقذر وأخطر عدو جبان غير ظاهر وهو الإرهاب، وها هى آلاف المشروعات التى تزهو بها مصر فى كل شبر على أرضها، وها هى سيناء دارت فيها عجلة التعمير والتنمية بعد تحريرها من الإرهاب.

الحربان، التنمية ومواجهة الإرهاب، كان للشعب المصرى دور بارز فيهما وهو متمسك بسلاح الوعى، ومقدم لأبنائه لخوض الحرب، حرب «الجيل الرابع» التى لجأ إليها الخونة أخطر من القنابل، لأنها تعبث فى العقول لمحاولة تشتيتها وتهيئتها لمواجهة الدولة، لكن وحدة المصريين واصطفافهم خلف القيادة السياسية أفسدت مخطط الحرب الإعلامية، كما أفسد أبطال القوات المسلحة والشرطة خطط الإرهابيين رغم الأسلحة المتطورة والأموال التى كانت تتدفق عليهم من الخارج.

عاشت وحدة المصريين، وعاش أبطال القوات المسلحة، وعاشت القيادة السياسية التى تشد من أزر المصريين فى ظل الظروف الصعبة التى يعيشها العالم والتى أدت إلى ارتفاع الأسعار وهى معركة ثالثة يخوضها الشعب المصرى وسوف ينتصر فيها كما انتصر فى معركتى البناء ومواجهة الإرهاب.