رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

ربما لم يُكتب بعد التاريخ الحقيقي لقرار غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003، الذي يعد أكثر القرارات وحشية وهمجية في التاريخ المعاصر، خصوصًا أن تخطيط الإدارة الأمريكية بُني على افتراضات، تبيَّن لاحقًا أنها خاطئة تمامًا.
في هذه الأيام نعيش أجواء ذكرى مرور عقدين من الزمن على سقوط العاصمة العراقية بغداد، في التاسع من أبريل سنة 2003، في أعقاب الغزو الأمريكي لبلاد الرافدين في 20 مارس من نفس العام.
عشرون عامًا على أسوأ كارثة إنسانية تسببت فيها الولايات المتحدة عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، في انتهاك واضحٍ وفاضحٍ لكافة القيم الأخلاقية، والمواثيق الدولية، وانتهاج «حماقة متعجرفة»، دمرت بلدًا عريقًا، وسرقة آثاره، ونهب ثرواته.. وقبل كل شيء قتل وتشريد الملايين.
إن غزو العراق، وما أعقبه من سقوط سريع للعاصمة بغداد، لم يكن أمرًا عاديًا أو عابرًا في العلاقات الدولية، أو في تاريخ الدول وتطورها السياسي، حيث تم احتلال بلد مستقل ذي سيادة، ضاربًا في جذور التاريخ والعراقة، من قِبل بلدٍ هجينٍ تحكمه عقلية العصابات!
سقوط بغداد كان إيذانًا ببدء تدمير جميع مقومات الدولة العراقية، عسكرية أو مدنية، حيث قُتل مئات الآلاف من أبناء العراق، بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ، وتم تفتيت المجتمع، وتقسيم الشعب دينيًّا ومذهبيًّا وإثنيًّا، ومحو مقومات الدولة الحديثة.. كل ذلك بذرائع وحجج مغلوطة ومزيَّفة من جانب «التحالف الدولي»، أو ما يسمى بـ«الدول العُظمى»، التي تسير في ركاب «الشيطان الأكبر»!
نتصور أن آثار احتلال العراق وسقوط بغداد لم تنتهِ حتى الآن، رغم مرور 20 عامًا، حيث لم يترك الأمريكان العراق، إلا أنقاضًا، بعد زرع الموت والخوف والرعب في كل البيوت والمناطق، ونشر مواد سامة وإشعاعات فتكت بصحة العراقيين، الذين أصبحوا يُصَنَّفون على أساس المذهب والقومية والدين، وهي ملوِّثات فكرية تُمثل تأصيلًا للتفرقة والبغضاء، وتجعل من الشعب الواحد، شعوبًا متناثرة ومتناقضة ومتناحرة.
يقينًا، لم ينسَ العرب والعراقيون يوم التاسع من أبريل 2003، عندما تغيرت المشاهد على الأرض خلال دقائق، بصورة ليس لها تفسير حقيقي ومنطقي حتى الآن، فلم تمر دقائق على تصريحات محمد سعيد الصحاف وزير الإعلام العراقي، عن دحر «العلوج الأمريكان»، حتى انتقلت المشاهد إلى تجول الأمريكيين بوقاحة، في شوارع عاصمة الرشيد.
أخيرًا.. منذ التاسع من أبريل 2003 وحتى الآن، بات العراق بلدًا متشظيًّا وغير مستقر سياسيًّا.. بلدًا أضعفه الصراع الطائفي وانتشار الفساد الممنهج، لتظل المعاناة مستمرة، والاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية متفاقمة، في بلدٍ هو الأغنى بالثروات الطبيعية والبشرية، لكنه فقط ينقصه التمسك بالأمل والوحدة، والسعي لبناء مستقبل أفضل.
فصل الخطاب:
يقول «جورج أورويل»: «لغة السياسة تم تصميمها لتجعل الكذب يبدو صِدقًا والقتل محترمًا»!

[email protected]