رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقى

أتابع بانتظام مسلسلات رمضان منذ أكثر من 55 عامًا، فقد كنت طفلاً شغوفاً بالدراما، وأذكر تسمرى فى نهاية ستينيات القرن الماضى أمام شاشة التليفزيون فى شقة عمى يوسف، شقيق والدى رحمهما الله، مبهورًا بأداء عبدالله غيث فى مسلسل (هارب من الأيام).

فى ذلك الزمن البعيد كان المسلسل مكوناً من سبع حلقات فقط، ثم ارتفع مع منتصف السبعينيات تقريبًا إلى 13 حلقة، ليثب مرة أخرى إلى 15 حلقة، حتى استقر منذ مطلع التسعينيات عند 30 حلقة، وغامر أسامة أنور عكاشة وأتحفنا بمسلسل مكون من عدة أجزاء ليصل عدد حلقات (ليالى الحلمية) إلى 150 حلقة!

المهم... أن الرواية كانت زادًا رئيسياً لكتاب الدراما فى ذلك الوقت، فشاهدنا (هارب من الأيام) وهى رواية لثروت أباظة، واستلهم السيناريست محسن زايد ثلاثية نجيب محفوظ موفورة الشهرة ليكتب مسلسلاً جميلاً عن (بين القصرين)، و(قصر الشوق) لكنه لم يستطع استكمال (السكرية) لأسباب لا أعرفها. وكان محمود مرسى هو من تولى تمثيل شخصية سى السيد، كما تم تحويل (الحرافيش) و(أفراح القبة) لصاحب نوبل 88 إلى مسلسلين متميزين.

أذكر أيضًا فى نهاية السبعينيات أن محمود ياسين لعب بطولة مسلسلين عن روايتين للكاتب الروسى العبقرى دوستويفسكى هما (الأبله) و(القرين)، وقد حقق المسلسلان نجاحات مبهرة عند عرضهما.

أما الروائى الكبير بهاء طاهر، فقد حظيت روايته البديعة (خالتى صفية والدير) بالتحول إلى مسلسل فاتن ما زال يخطف ألباب الجمهور حتى الآن، كذلك استقبل الناس بحفاوة مستحقة مسلسل (ذات) المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للروائى القدير الأستاذ صنع الله إبراهيم رعى الله أيامه ولياليه.

صحيح أن هناك مبدعين تخصصوا فى كتابة الدراما الجادة الممتعة أمثال أسامة أنور عكاشة وصالح مرسى ولينين الرملى وغيرهم، لكن هؤلاء كانوا يتمتعون بفكر عميق وموهبة فياضة لا يتمتع بها الآن سوى قلة قليلة من كتّاب الدراما، الأمر الذى يدفعنا إلى القول بضرورة العودة إلى الروايات المهمة لتحويلها إلى مسلسلات قادرة على الإمتاع والتأثير.

لا يغيب عن بالك بطبيعة الحال أن الأمر مرهون أيضًا بوجود سيناريست موهوب يمتلك قدرة خاصة على التقاط أبرز ما تحتويه الرواية الجيدة من عناصر جاذبة تشد المشاهد شدًا نحو أحداثها ووقائعها.

أما الروايات القابلة للتحويل الدرامى، مسلسلات أو أفلام، فأكاد أزعم أن ربع القرن الأخير شهد صدور عشرات الروايات الجميلة التى أبدعها كوكبة معتبرة من كبار الروائيين المصريين ومن الشباب أيضًا، لذا أتمنى أن ينتبه صناع الدراما لدينا وشركات الإنتاج إلى هذا الفيض الروائى البديع.

وأما نجوم رمضان 2023، فهم كثر، لكنى أشيد دومًا بممثلين متفردين أذكر منهم الأساتذة الأفاضل حسين فهمى وخالد الصاوى وخالد النبوى وياسر جلال وسامح الصريطى وجمال عبدالناصر ونيللى كريم وسوسن بدر وهالة صدقى وحنان مطاوع ولبنى ونس ومحمد ممدوح ومراد مكرم، وهؤلاء هم الذين تابعت أعمالهم حتى الآن.

وكل رمضان وحضرتك طيب وسعيد.