رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

أغلب السياسيين لا يعرفون العاطفة.. لأن السياسة نفسها لا تعرف إلا لغة واحدة هى لغة المصالح وقليل من السياسيين الذين يتصرفون بالعاطفة.

عاصرت كثيرا من السياسيين وتعلمت منهم أن السياسة لا تعرف العاطفة وأن السياسة لا تعرف الطلاق البائن ولا الزواج الكاثوليكى.. هكذا كان يقول فؤاد سراج الدين رحمة الله عليه.

اقتربت من الدكتور عاطف عبيد رئيس وزراء مصر الأسبق رحمة الله عليه وأذكر فى أحد الأيام كان يستقبل رئيس وزراء دولة كبرى وجرت مراسم الاستقبال الرسمية داخل مقر مجلس الوزراء.. وبعد انتهاء جولة المباحثات توجهت إلى الدكتور عاطف عبيد وكنت قريبا منه.. وقلت له فيمَ تفكر دولة رئيس الوزراء؟.. قال أفكر فى الضيف الذى كان هنا.. قلت له إننى ألمس فى هذا الرجل الصدق وقوة العاطفة.. قال لى نعم.. قلت له ماذا كان يريد؟.. قال لى لديه مشروع يتحدث عنه بعاطفة قوية.. وقال لى الدكتور عبيد بعدها قلما تجد سياسيا تغلب عليه العاطفة وهذا الرجل من السياسيين الذين يتحدثون بالمشاعر والعاطفة يعبرون بصدق عما يدور بداخلهم.

تذكرت هذه الواقعة وأنا أستمع إلى حديث الوزير محمد الجدعان وزير المالية السعودى والدكتور محمد معيط وزير المالية بختام أعمال الملتقى المالى بالرياض الأسبوع الماضى.

توجه الجدعان إلى الدكتور معيط وأخذه من يديه وأجلسه فى المقعد المجاور له بكل مودة وحب وكان ذلك خلال الجلسة الختامية التى تحدث فيها محافظ البنك المركزى السعودى.

بعد انتهاء الجلسة دار حديث ودى كنت شاهدا عليه بين الوزيرين الجدعان ومعيط مرحباً قال الجدعان لوزير المالية أشكر لك حضورك.. أشكر لمصر وجودها.. مصر دولة عظيمة.. مصر دولة قوية.. مصر عظيمة برجالها وبأبنائها.. مصر تمتلك موارد غير مسبوقة.. مصر ستنهض وستكون قوة اقتصادية كبيرة.. تواجهون بعض الصعوبات لكن ستتغلبون عليها وستنطلقون للأمام.

كان الرجل يتحدث وكنت أنظر إليه وهو يتحدث.. كان يتحدث بعاطفته.. كان الرجل يتحدث من قلبه حديثاً لا تحركه أى مصلحة.. وقلت لنفسى هذا الوزير يحب مصر.. محمد الجدعان وزير المالية السعودى يحب مصر.. هذا ما لمسته ورأيته فى الحوار الذى دار بينه وبين وزير المالية الدكتور معيط.

الجدعان واحد من السياسيين القلائل الذين يتحدثون بالعاطفة ولمست ذلك بنفسى عند حواره الودى مع الدكتور محمد معيط فى ختام الملتقى المالى الذى اختتم أعماله بالرياض الأسبوع الماضى.

نعم كان الحوار بين الجدعان ومعيط فى حب مصر.. وهكذا ستظل مصر حاضرة دائما.. ستظل مصر فى المقدمة..وفى قلب كل عربي.. ستظل مصر فى قلب محمد الجدعان الوزير السعودى الذى تحدث بقلبه وعاطفته.. لم يكن حديث مصلحة.. ولكن كان حديثاً خالصاً من القلب لا تحركه مصالح السياسيين.