رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

يعد حزب الوفد من أعرق الأحزاب المصرية على وجه الإطلاق، وهو الحزب السياسى الحقيقى فى تاريخ مصر الحديث، يحمل جزءا كبيرا من تاريخ الحركة الوطنية، حيث لعب الوفديون دورا مهما فى المشهد السياسى المصرى طوال القرن العشرين وعلى مدار المائة عام الأخيرة، تشكل حزب الوفد عام 1918، وذلك بعد اعتراض المندوب السامى على مطالبة الزعيم سعد زغلول باستقلال مصر لأنه لا يحمل تفويضا من الأمة المصرية، فرأى «سعد» أن خير وسيلة لإقامة الدليل هو تشكيل «وفد» للتفاوض مع الإنجليز، وجمع توقيعات المواطنين المصريين على نطاق واسع، وهكذا نشأ حزب الوفد المصرى.

تمكن حزب الوفد من التمدد والتشعب بلجانه فى طول البلاد وعرضها، بحضرها وريفها وتمثلت نقطة قوته الرئيسية فى أن تأسيسه لم يكن بقرار «فوقي» سلطوى، أو نخبوى منعزل عن الشعب، وإنما استجابة لرغبة شعبية ووطنية جارفة، كما أنه كان بمثابة «جبهة وطنية»، ضمت شتى القوى السياسية والاجتماعية التى شاركت فى ثورة 1919، وعكست تشكيل الأمة المصرية بأسرها، فقد ضمت صفوفه المسلمين والأقباط، وكبار الملاك من الباشوات إلى جانب العمال والفلاحين.

حفلت المدة التى تولى فيها الوفد السلطة بالإنجازات، وكان أبرزها: معاهدة 1936 التى حققت استقلالا مبدئيا لمصر، وأخرجت قوات الإنجليز من قناة السويس، وحققت الاستقلال للجيش، وألغت الامتيازات الأجنبية عام 1937، وهو قرار استقلال سيادة مصر، وبسط سيادة الحكومة المصرية على الأجانب فى التشريع، والإدارة، والأمن العام، كما أطلق مصطفى النحاس باشا، وحكومة الوفد شرارة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطانى، بعد إلغائه معاهد 1936 فى 1951، وبدء معارك الفدائيين ضد الاحتلال فى القناة.

فضلا عن ذلك، يحسب لحكومات الوفد تأسيس جامعة الدول العربية، وتوقيع معاهدة للدفاع المشترك بين الدول العربية، وانشاء ديوان المحاسبات «الجهاز المركزى للمحاسبات»، ومحكمة النقض، والبنك المركزى، واتحاد العمال، واصدار عشرات التشريعات المنظمة للحقوق فى مصر، مثل قانون العمال، ومجانية التعليم على مرحلتين، للتعليم الابتدائى فى حكومة النحاس الأخيرة عام 1950 لتمتد إلى التعليم الثانوى والفنى بالاضافة إلى قوانين التأمين الاجبارى على العامل واستقلال القضاء.

وقد كان للأحزاب السياسية دور هام للغاية فى 30 يونيو 2013، حيث ساهمت فى كشف كذب وتضليل جماعة الإخوان الإرهابية وفضحت نواياهم ضد المصريين، كما كانت الأحزاب رأس حربة الثورة فى حث المصريين على ضرورة المشاركة بعد أن نقضت جماعة الإخوان جميع عهودها مع المصريين فهى لا تعرف سوى مصالحها فقط، ولأن حزب الوفد له مكانة خاصة وحضور كبير فى حياة المصريين فقد كانت الضرورة تقتضى ثورة حقيقية على جماعة الإخوان الإرهابية، فكان الوفد من أوائل الأحزاب السياسية التى ساندت ودعمت ثورة 30 يونيو وفضح كذب وادعاء الإخوان وذلك من خلال المؤتمرات والندوات التى عمل الوفد على تنظيمها خلال الفترة التى سبقت 30 يونيو فى جميع المحافظات لحث المواطنين على المشاركة فى الثورة وتحدى جميع مضايقات وتهديدات الجماعة الإرهابية، وكان هذا هو حزب الوفد الذى يظل دائما أول من يلبى نداء الوطنية.

وسيظل حزب الوفد يدعم مسيرة الوطن بما يسهم فى تحقيق البناء السياسى والاقتصادى، خصوصا وأن مصر تواجه العديد من التحديات، والوطنية المصرية هى الملاذ الذى لا بديل عنه، وهو ما يقتضى بناء حزب قوى ينافس فى الساحة السياسية المصرية، له استراتيجية قوية تعتمد بالدرجة الأولى على ثوابت الحزب العريقة التى رسخ لها زعماء الوفد، وتفعيلًا للمادة الخامسة من الدستور التى تقتضى بأن النظام السياسى قائم على التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمى للسلطة والفصل بين السلطات، وستظل قضايا الأمة والانتصار للمواطن فى كل قضاياه هى الأساس الرئيسى الذى يتبناه حزب الوفد، انطلاقًا من دوره فى المعارضة الوطنية القائمة على الالتزام والمسئولية ويستند إلى العمل بالقانون والدستور، بما يحافظ على الدولة الوطنية المصرية، وحقوق المواطن كاملة غير منقوصة، وذلك تنفيذًا لمبادئ الوفد الراسخة والتى استمدها من ثورة 1919 التى مرت عدة أيام على ذاكرها الـ104 كأعظم ثورة فى التاريخ فتحت الباب أمام التحرر الوطنى فى العديد من الدول.