رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

وجه الرئيس السيسى دعوة للمصريين خلال الندوة التثقيفية التى أقامتها القوات المسلحة يوم الخميس الماضى للاحتفال بيوم الشهيد، وتكريم أسر الشهداء ومصابى الحروب، دعوة تتكون من ثلاث كلمات يساوى وزنها ذهبًا، وعلى كل مصرى أن يجعلها حلقة فى أذنه كما يقول المثل الشعبى للتدليل على أهمية الكلام أو الوصية أو الدعوة.

الدعوة التى أطلقها الرئيس خلال خطابه بعد قيامه بتكريم أسر الشهداء والمصابين هى: «خلى السلاح صاحى»، قالها الرئيس فى معرض حديثه عن تكاليف الحرب على الإرهاب التى خاضتها مصر بعد ثورة 25 يناير والتى تم تصحيحها بثورة 30 يونيو لإنقاذها من حكم المرشد الفاشل.

وتكالب الإشرار عليها، مرة لإسقاطها ومرة لتحويلها إلى إمارة تحكم من قبل التنظيم الإرهابى، ومرة ببيعها، ومرة لإدخالها ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد عندما دخلت أجهزة استخبارات عالمية لتوجيه الجماعة الإرهابية.

السلاح الذى تحدث عنه الرئيس هو سلاح الوعى الذى يجب أن يتمسك به الشعب طول الوقت حتى لا يتكرر ما تكرر فى السابق منذ 12 عامًا، وسلاح القوة والردع الذى تملكه القوات المسلحة للدفاع عن مقدرات الوطن، والتصدى لأى محاولات لتكديره وتحويل شعبه كما حدث فى دول مجاورة لنا.

الحرب على الإرهاب كما قال الرئيس كبدت البلد تكاليف مالية حوالى 90 مليار جنيه فى 90 شهرًا بواقع مليار جنيه كل شهر بخلاف تضحيات أبناء القوات المسلحة والشرطة بأنفسهم أثناء مواجهة الهجمات الإرهابية، غير التضحيات الأخرى التى لم يتم الكشف عنها حتى الآن، والتى قال الرئيس فى خطابه عنها إنه لو عرض فيديو واحد مما كان يحدث لأثر فى نفوس المصريين من وقع شدته وقسوته فى كشف ما حدث.

سلاح الوعى هو أقوى الأسلحة فى مواجهة الحروب الجديدة والتى لا تستخدم فيها الأسلحة القتالية الفتاكة، ولكن تستخدم فيها أسلحة أكثر فتكًا للتأثير على الروح المعنوية وروح الانتماء عند المواطنين عن طريق إطلاق الشائعات المغرضة لإحداث البلبلة والوقيعة بين الشعب والدولة بقصد خروج المظاهرات فى الشوارع للاحتجاج على النظام بسبب أخبار مكذوبة تبثها أجهزة مأجورة من الخارج وقنوات ضلالية هدفها فك اللحمة الوطنية والعبث فى وحدة المصريين وتحريض المسلمين على المسيحيين والعكس بعد أن أعيا تحولهم إلى نسيج واحد هؤلاء الخونة وأهل الشر الذين يشقيهم وحدة المصريين وتوجههم نحو الجمهورية الجديدة للعيش تحت راية واحدة وفى ظل قيادة سياسية واحدة، وتجمعهم روح الوطنية كشعب وجيش وشرطة.. أهل الشر لا يريدون ذلك، ويحاولون بكل السبل دخول الشعب فى مواجهة، ونشوب حروب أهلية لتحقيق أهدافهم التى فشلوا فيها عن طريق الإرهاب.

هيهات أن يحقق المرجفون والخونة أهدافهم لأن سلاح الوعى يرفعه المصريون فى وجه أكاذيبهم، لأن المصريين أمام قيادة سياسية لا تخفى عنهم شيئًا، وتصارحهم بالواقع، وبما يخطط للوطن، وما تحقق من إنجازات والمطلوب عمله من أجل استمرار جهود الدولة فى البناء لاستعادة قوة مصر ووجهها الحضارى، وتبوئها مكانها اللائق.

لقد اختارت مصر منذ تولى الرئيس السيسى المسئولية القيام بعملية البناء إلى جانب مواجهة الإرهاب رغم خطر أهل الشر الذى يحتاج إلى تفرغ وتوجيه الاقتصاد بالكامل لمواجهته، ولكن خيار يد تبنى ويد تحارب الإرهاب، كان الخيار الأهم لأن مصر حققت الاثنين معًا وحققت نجاحًا مزدوجًا أقامت مشروعات قومية عملاقة فى كافة المجالات ما كان لها أن تظهر إلى النور إلا فى غضون عشرات السنين، وفى نفس الوقت جففت منابع الإرهاب الذى كان يرتع فى سيناء ويحلم بأن يفصلها عن مصر.

وأمام مصر تحديات كثيرة لإتمام البناء واستعادة مكانتها العالمية كما يواجهها العالم مثلنا، ويتضمن سلاح الوعى الذى يتمسك به المصريون جانبًا من الصبر على هذه المحنة التى يعالجها الرئيس السيسى بحكمة ورفق بالمصريين الذين يتحملون هذه الأعباء التى تمثلت فى ارتفاع الأسعار.

إن مصر التى واجهت الإرهاب نيابة عن العالم، واستندت إلى أقوى خطة علمية لمواجهة خطر كورونا، وتتصدى للأزمة الاقتصادية بشبكة حماية اجتماعية تظلل على كل المصريين لقادرة على مواجهة المستقبل، وقادرة على تحقيق حلمها فى الجمهورية الجديدة وطن مستقر وشعب آمن بعد أن دفعت ثمنًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، ولكنه قليل لأن العائد هو بقاء الوطن، وهذا الوطن يحتاج فى كل وقت إلى الضغط على ذر سلاح الوعى ليكون صاحيًا، وتحويله إلى جهاز مناعة قوى يصطاد كل الأشرار الذين يتربصون بالوطن.