رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

عندما التحقت بجريدة الوفد فى فبراير 87 وأنا على أعتاب الجامعة وتحديدًا فى الأسابيع الأولى منها كانت فرحتى بهذه النقلة الكبيرة فى حياتى لا توصف.. وأذكر اننى اختليت بالقلم والورقة لأكتب مذكرات اليوم الأول.. ولا أنسى أول جملة كتبتها فى ذلك الحين حيث قلت: لا أكاد أصدق نفسى.. فأنا فى صحيفة يكتب فيها أحمد أبوالفتح ويرأس تحريرها مصطفى شردى.. نعم هذه كانت أول عبارة أكتبها.. أى أن أكثر ما أسعدنى وقتها هو أننى سأنتمى لصحيفة يكتب فيها اثنان من أعظم الكتاب فى تاريخ مصر.. أبو الفتح وشردى.

مرت الأيام وازداد عشقى للكتابة والكتاب على الرغم من أننى وجدت نفسى فى الخبر حيث تتلمذت على يد أسطى الصحافة المصرية سعيد عبدالخالق رحمة الله عليه وعملت محررا لشئون مجلس الوزراء بجريدة الوفد على مدار 17 عامًا.. كان الخبر فيها هو شغلى الشاغل.

تجددت الذكريات بلقاء كاتب كبير يذكرنى دائما بالراحلين العظام أمثال أحمد أبوالفتح وخالد محمد خالد ومصطفى شردى وجمال بدوى.. هو سمير عطا الله.. فى المنتدى السعودى للإعلام وبينما أنا أتجول وجدتنى أمام الكاتب الكبير سمير عطا الله.. كان يهم بالنزول على السلم وبينما كنت صاعدا فهممت إليه بسرعة.. وجدتنى أمام رجل بلغ من العمر أرذله.. لكن الذاكرة حاضرة بقوة.. صافحنى بيده المرتعشة وسرت معه إلى حيث يسير.. تبادلنا أطراف الحديث وعندما هممت بالانصراف طلب منى أن أرافقه إلى إحدى جلسات المؤتمر حيث كان متحدثا.. قلت له أنا عاشق لكتاباتك فأنت تذكرنى بالجيل العظيم.. مصطفى شردى وجمال بدوى.. فقال لى أنت تتحدث عن عظماء حقا.. قلت له لقد رحل الكثيرون ولم يتبق سوى ثلاثة فقط أعتبرهم امتدادا لجيل العمالقة.. انتبه والتفت وبادرنى قائلا: من هم؟ قلت له أنت وغسان شربل وسليمان جودة.. قال لى نعم.. لم يعلق على غسان شربل.. لكنه قال لى سليمان كاتب كبير موهوب وكان رئيس تحريركم فى فترة سابقة.. قلت له نعم.

رحب به كل من التقاه فى المنتدى.. حتى إنه كتب أن كرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام فى مصر قال له إن ابنتى تقرأ لك.. وماجد القصبى وزير التجارة السعودى الذى كان مكلفا بحقيبة الإعلام قال له إن والدى كان يقرأ لك.. إنه تواصل الأجيال وهذا يعتز به الكاتب دائمًا.. عندما تسأله عن النصيحة يقول لك اقرأ.. فإذا أردت أن تكون كاتبًا جيدًا فعليك أن تكون قارئًا جيدًا..اقرأ كل يوم.. نفس النصيحة التى طالما كان ينصحنى بها صديقى الغالى الكاتب الكبير سليمان جودة.

فالخلاصة التى تخرج بها من كبار الكتاب.. اقرأ كل يوم.. اقرأ كما تأكل.. اقرأ كما تتنفس..

كتب سمير عطا الله مقالا منذ أيام كان من بين عباراته بكاء العمر وزوال السنين.. تذكرت تلك العبارة وقلت كأنه يكتب عن نفسه لكن فى الشطر الثانى من الجملة.. زوال السنين.. نعم غربت الشمس وراحت السنون.. لكن سمير عطا الله لم يبكِ بكاء العمر.. يتألق يوما بعد يوم بكلماته الراقصة على صفحات وبوابة الشرق الأوسط.. فالكتابة تمنح الكاتب قبلة الحياة.. وهى تجعلك تعيش فى الصبا متألقا.. فالجسد النحيل وعلامات الكبر وزوال السنين لم ينالوا من سمير عطا الله لأن فى الكتابة الحياة.