رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

مع بداية القرن الجديد بدأ الحديث عن الصحافة الرقمية والإعلام الجديد الذى بدأت جذوره أو ملامحه تتشكل..وظهر وقتها ما يعرف بصحافة المواطن والمدونات وغيرها.. كان إيمانى بالصحافة المطبوعة إيمانا لا يلين ولا يتزعزع وكنت أقاوم أى حديث عن التغيير، وردت مقولة أستاذى وأستاذ الصحافة فى الوطن العربى المرحوم مصطفى شردي.. حبيبة القلب عطرها حبر وورق.. كنت فى خندق المدافعين عن الصحافة المطبوعة وقلت من المستحيل أن تنتهى أو تتزحزح قيد أنملة.

مع التطور السريع قمت بزيارة إلى المؤسسات الصحفية البريطانية، وكان ذلك نهاية عام ٢٠١٢ وتحديدا فى منتصف نوفمبر.. وكنا وقتها نستعد لإصدار صحيفة «الحياة اليوم».. صحيفة يومية سياسية شاملة لتنضم إلى شبكة تليفزيون الحياة لتكتمل المنظومة بشبكة تليفزيونية وصحيفة مطبوعة وموقع إلكتروني.

قمت بزيارة بى بى سى والجارديان والديلى ميل وديلى تليجراف والإندبندنت، للتعرف على مستقبل الصحافة والإعلام، وإلى أين نحن ذاهبون فى ظل هذا التطور السريع حتى أبدأ تجربة «الحياة اليوم» من حيث انتهى الآخرون.. وهناك قال لى مدير تحرير الجارديان وقتها، لا أنصحك بإصدار صحيفة مطبوعة، لأن الصحافة المطبوعة ستنتهى بعد عشر سنوات.

وبالفعل تغير كل شيء قبل مرور السنوات التى حددها الرجل..كادت أن تتوقف المطابع، وتراجعت أرقام الطباعة والتوزيع فى كل صحف العالم..واختفى باعة الصحف من الوجود.. ليس هذا فحسب بل وصل الأمر إلى اختفاء صحف عريقة وطغيان الصحافة الإلكترونية بقوة.

بعد سقوط القناعات القديمة وإيمانى بالصحافة الإلكترونية ودخولى رحلة التحول.. ظهرت اليوم نظريات جديدة وإعلام جديد بدأ يتشكل بقوة.. بعد عشر سنوات من رحلتى إلى المؤسسات الصحفية البريطانية، ظهر إعلام المنصات وصحافة الروبوت.. بعد مرور عشر سنوات فوجئت بحدث آخر يدق ناقوس الخطر ويتحدث عن إعلام جديد.. وهو المنتدى السعودى للإعلام الذى انعقد هذا الأسبوع بالعاصمة السعودية الرياض بمشاركة 1500 صحفى من مختلف أنحاء العالم.

تحدث رموز الصحافة والإعلام عن التطورات المستقبلية، وكان أكثر ما لفت انتباهى ما قاله الكاتب الكبير سمير عطا الله، من وجود الكثير من المعطيات لأساليب وأدوات الإعلام الجديد، وأعرب عن أمله فى أن يتحول العالم العربى إلى مشارك فى العصر الرقمي.. ووصف غسان شربل، رئيس تحرير الشرق الأوسط التكنولوجيا، بأنها نعمة لا نقمة وطالب الصحفيين بالاستفادة منها للوصول إلى قمم النجاح.. ورصد الدكتور فهد آل عقران، رئيس تحرير وكالة الأنباء السعودية، ما أحدثته وسائل التواصل فى الإعلام، وقال، إنها أسقطت الحواجز وأنهت احتكار 4 وكالات عالمية للأخبار، وقال إن مستقبل الوكالات فى العالم العربى مزدهر بشرط إجراء شراكات ومواكبة التغيرات التى تحدث.

ولخص محمد بن فهد الحارثى، الرئيس التنفيذى لهيئة الإذاعة والتليفزيون السعودية، المشهد قائلا: عالم اليوم إما أن نبادر أو نغادر.

نعم إما أن نتطور ونواكب التقدم المذهل والإعلام الجديد الذى بدأ يتشكل.. وإما أن نغادر.