رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

مصر التاريخ والحضارة.. والسعودية مهد الرسالة وأرض الحرمين.. مصر أم الدنيا.. والسعودية قبلة العالم.. مصر الأصالة.. والسعودية العراقة.. مصر الأرض الطيبة.. والمملكة أرض الجود والكرم.

هذه هى مصر.. وهذه هى المملكة.. والعلاقة التاريخية التى تربط البلدين هى علاقة تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ.. علاقة أمة واحدة وشعب واحد..

فى علاقات الدول هناك محوران أساسيان؛ الأول هو المستوى الرسمى والثانى هو المستوى الشعبي.. ونادرا ما تتطابق العلاقات بين الدول على المحورين معا.. والعلاقات المصرية السعودية تأتى ضمن هذه الحالة النادرة، فهى علاقات وطيدة على المستويين الرسمى والشعبى معا.

 فمثلا إذا تحدثنا عن ملوك السعودية وإذا بدأنا بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، نجد أن الرجل عاشق لمصر.. ومحب لشعبها وأهلها.. وهو يقول ذلك دائما عندما يتطرق  إلى أيامه التى قضاها بالقاهرة وذكرياته الجميلة فيها.

فى زيارته الأخيرة لمصر والتى حظيت باهتمام واسع على المستويين الرسمى والشعبى، كان المرحوم المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء فى ذلك الوقت مرافقا لجلالة الملك فى تلك الزيارة..

 ولأننى قضيت 17 عاما محررا لشئون مجلس الوزراء بجريدة الوفد.. فلم تمر على الزيارة مرور الكرام، وبحثت عن سبق صحفى أتعرف فيه على كواليس الزيارة وتفاصيل ما دار بين جلالة الملك والمهندس شريف إسماعيل، وماذا قال جلالة الملك عن مصر.

وكان من أبرز ما لفت انتباهى فى السبق الصحفى الذى حصلت عليه هو ما قاله الملك سلمان عن مصر.

فى حفل عشاء ضم جلالة الملك والمهندس شريف إسماعيل -رحمة الله عليه- وعدد قليل من الجانبين المصرى والسعودى، تحدث جلالة الملك عن ذكرياته فى القاهرة والأيام الجميلة التى قضاها فيها.. تحدث  الملك عن فترة من شبابه قضاها  فى مصر حتى أن المهندس شريف إسماعيل قال إن الملك كان يتحدث عن تلك الأيام وكأنها بالأمس القريب، وكان يتحدث عن الشعب المصرى بكل حب واعتزاز.

إنها ذكريات محفورة فى ذاكرة جلالة الملك.. ذكريات وهو فى مصر التى عشقها وأحب أهلها.

هذا على المستوى الرسمى، وإذا انتقلنا للمستوى الشعبى فإننا أمام حالة نادرة.. فمثلا لا يمكن لأى مصرى أن يشعر يوما ما وهو على أرض المملكة أنه فى بلد غير بلده.. ولا تنطبق  عبارة وافد على المصرى الذى يعيش فى السعودية..

كل الجنسيات وافدون على أرض المملكة إلا الجنسية المصرية.. فهم يعيشون فى بلدهم الثانى وسط أشقاء لهم تجمعهم وحدة الدم والمصير.. والسعودى يعيش بين أشقائه فى مصر فى وطنه الثانى بكل فخر ومحبة وترحاب.. عندما تسأله أين تذهب فى الصيف يقول لك فى شقتى بالقاهرة.

هذه العلاقة الفريدة لا تجدها بين شعبين على الكرة الأرضية إلا بين المصريين والسعوديين.

هذه هى مصر وهذه هى المملكة وأبدا لن يفرح أولئك الذين أشعلوا النار فى الأيام الأخيرة وأرادوا لنا ما أرادوا.. ولكن سرعان ما ظهرت الحقائق وسقطت المؤامرات..

أبدا لن يشمت بنا الأعداء.. وأبدا لن تنل منا الأيدى الخبيثة.. وسنظل أمة واحدة وشعبا واحدا  أبد الدهر.