رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقى

انتشى معرض القاهرة الدولى للكتاب بفنون الرواية، وتسابق الناشرون فى إصدار الروايات، حتى تزاحم الشباب والكبار على حفلات التوقيع، بعد أن هجر كثير من الشعراء قصائدهم وأبياتهم وهرعوا إلى شاطئ الرواية.

هذا كله أمر طيب لا ريب، لكن هل كل ما ينشر من روايات يمتع الوجدان ويثير العقل، على أساس أن العمل الروائى الناجح هو الذى تتوافر فيه هاتان الصفتان على الأقل؟

فى تقديرى أن ثمة سبع خطوات أساسية لكتابة رواية جميلة وشائقة وقادرة على إشباع القارئ النبيه، والخطوات السبع هى:

1- سَلْ نفسك: لماذا تريد أن تكتب رواية؟ هل تبحث عن الشهرة والمجد؟ هل تحلم بجائزة مالية معتبرة خاصة وأن مؤسسات عربية متعددة رصدت جوائز سخية للرواية؟ أم أنك تريد طرح بعض الأفكار التى تؤمن بها على الآخرين؟ علمًا بأن المجد والشهرة والجوائز كلها أمور مشروعة ومن حقك أن تسعى إلى الظفر بها.

2- ضرورة انشغالك الدائم بفكرة الرواية، فتشرع فى تصميم تصور عام للشخصيات والصراعات والأحداث والوقائع، ولتحتشد بأكبر قدر من المعارف العامة لتعينك على السرد الرشيق، وعندما تجد أن ضغط (الحكاية) على أعصابك أكثر مما تحتمل، أقْدِم على الكتابة فورًا.

3- اعلم أنك لن تستطيع كتابة رواية لافتة ومهمة دون أن تتقن اللغة التى تستخدمها، فتعرف كيف تعبر بها بيسر وسهولة عما يجرى من وقائع وأحداث، ولا تنس أن اللغة الفاتنة هى السر المستتر وراء سحر أى عمل أدبى.

4- كيف تسيطر على جريان الزمن فى الرواية؟ وهى معضلة أرّقت ماركيز كثيرًا كما قال غير مرة ومعه حق، فاعمل على ضبط الزمن، وانتبه للتواريخ واصنع سبيكة مقنعة من تداخل الماضى والحاضر، وربما المستقبل.

5- لا تنشغل كثيرًا باسم الرواية فى البداية، وليكن اختيارك للاسم مجرد اقتراح أولى تسترشد به، وتيقن أن الحرص على الكتابة اليومية فى الرواية أمر بالغ الأهمية، وأنه سيفجر داخلك الاسم القوى المناسب مع مرور الوقت.

6- تأكد أن مقدمة روايتك -ولتكن السطور الأولى- قادرة على إثارة القارئ ودفعه لمواصلة الاطلاع، لذا يفضل كثيرًا أن تعرضها على أصدقائك الموثوق بهم فور الانتهاء من كتابتها لتختبر مدى قدرة تلك المقدمة على استثارة شهية القارئ لمواصلة الاطلاع.

7- اهجر الرواية بعد الانتهاء منها لمدة شهر كامل، لا تحاول خلاله أن تعيد القراءة أو تنقح شيئًا مما كتبت، وبعد انقضاء هذا الشهر عُدْ إلى روايتك، وطالعها بهدوء، وستجد نفسك تحذف وتضيف، وتعدّل، وهى مسألة لا تقلق بالمرة، وبعد أن تشعر بأنك استوفيت ادفع بالرواية إلى الناشر وأنت مطمئن البال.

صحيح... نسيت أن أخبرك: عندما تطالع روايتك بعد صدورها افرح بها، وإذا اكتشفت أنك تعض بنان الندم، لأنك لم تكتب «كيت» ولم تحذف «كيت»، فلا تحزن، واعلم أنك بذلك قد التحقت بكتيبة الروائيين المتميزين.