رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البداية

أتساءل كثيراً لماذا تندلع الحروب.. ولماذا لا تتعاون جميع دول العالم وتمد الغنية منها يد العون للفقيرة.. ولماذا لا يعم السلام وتحل المحبة مكان الكره والتناحر.. ولماذا لا نسمع نغمات الموسيقى التى تريح الأعصاب بدلاً من أصوات القنابل وطلقات الرصاص؟.

أسئلة كثيرة من هذا القبيل دائماً ما تحاصرنى خاصة عندما أتابع أى أزمة بين دولتين أو حرب تندلع مثلما يحدث الآن بين روسيا وأوكرانيا.. أو مع كل مجزرة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى بحق الشعب الفلسطينى المظلوم على مرأى ومسمع من الجميع. 

ويأتى التكاتف العالمى كبارقة أمل عندما تحدث كارثة مثل الزلزال المدمر الذى هز تركيا وسوريا وقتل 11 ألفاً وأصاب 45 ألفاً والحصيلة فى تصاعد، ودمر المبانى والمنشآت والمنازل والبنية التحتية وشرد ملايين البشر فى عز الشتاء.. أصبحوا بلا مأوى لا حول لهم ولا قوة يواجهون البرد والفقر والأمراض المعدية وحسرة فقد الأهل والحزن على الأحبة.. رائحة الموت فى كل مكان.. والمقابر الجماعية أصبح لا بديل عنها لدفن الجثامين التى فاجأها الدمار والموت والخراب.. مشاهد مؤلمة كثيرة خلفتها هذه الكارثة، إلا أن المشهد الأصعب الذى يهز كيان أى إنسان ويدمى القلوب هو الطفلة السورية ذات السنوات الخمس المحاصرة تحت الأنقاض التى تبكى بحرارة وتتوسل إلى رجل الإنقاذ لمساعدتها وهى تقول له: (شغلنى عندك خدامة.. بس طلعنى)!!.

هذا التكاتف العالمى الملحوظ من مختلف الدول التى سارعت بإرسال فرق الإنقاذ وسيارات الإسعاف وطواقم الأطباء والمستشفيات الميدانية.. ومعدات رفع الأنقاض فى محاولة لإنقاذ أحياء ظلوا ساعات طويلة تحت الركام فى انتظار الأمل حتى لو كان ضعيفاً.. إلى جانب شحنات الأغذية والأدوية والأغطية والخيم والمولدات الكهربائية للمنكوبين فى البلدين.. مشهد تمنيته كثيراً، لأنه يعنى أن العالم كله يمكن أن يكون أفضل وأرحم وأطيب وأرقى إذا حل التعاون والسلام وغاب التناحر وتراجعت الأطماع والأحقاد والغرور.. ورغم سعادتى بهذا التكاتف إلا أننى أسأل كل قادة العالم فى جميع الدول.. لماذا تنتظرون الكوارث؟.. لماذا لا يظهر المعدن الطيب للإنسان السوى إلا فى مثل هذه الأزمات؟.

 المؤكد أن البعض ممن يمدون يد العون الآن للمنكوبين بمجرد انتهاء هذه الأزمة وتلاشى آثارها سيعودون من جديد للتناحر وافتعال المشكلات والأزمات والحروب وكأن شيئاً لم يكن.. العالم كله يجب أن يقف عند هذا الحدث ويعيد حساباته ويعلم أنها رسالة من الله وتذكرة لكى يفيق الجميع.. سبحانه وتعالى قادر على كل شىء.. ولن ينصلح الحال إلا إذا كان هذا التعاون الذى نراه من كل حدب وصوب لمساعدة المنكوبين صادقاً ومستمراً ولا يرتبط بحدوث زلزال أو أى نوع من أنواع الكوارث.. تعاوناً نابعاً من القلب وأساسه الإنسانية والفطرة الطيبة التى أنعم الله بها على البشر.. اللهم ارحم كل من وافته المنية.. واشفِ كل مصاب وآنس وحدة ووحشة كل من فقد أهله وذويه وهون عليهم جميعاً برد الشتاء.. واحفظ الناجين من الهزات الارتدادية الكثيرة التى تهددهم بمضاعفة الكارثة.. اللهم إن هذا ليس إلا جنداً من جنودك.. بأمرك نزل وبأمرك يزول.. نستغفِرك ربنا ونتوبُ إليك.

 

[email protected]