رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

منذ سنوات، نعيش واقعًا افتراضيًا جديدًا، فَرَضَهُ تفشِّي «الوباء الإلكتروني» لوسائل التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا»، التي فشلت مرارًا في اختبارات المصداقية والوضوح والشفافية، خصوصًا مع تزايد انتشار قِيَمٍ سلبية وسلوكياتٍ عشوائية.

لذلك فإن فكرة التعامل اليومي مع مِنَصَّات ومواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا «فيسبوك»، أصبحت تشبه تمامًا تناول «وجبات سريعة»، أو «علاقات عابرة» تقوم على التفاعل اللَّحظي.. وبالتالي لا تَصْمُدُ كثيرًا!

نتصور أن كل مَن يحاول التفكير بطريقة كلاسيكية، لتفسير أو توقع سلوكيات مستخدمي «السوشيال ميديا»، قد يقع في خطأ ساذج، ويرتكب حماقة كبرى، باستخدامه أدوات ومفاهيم منتهية الصلاحية مع التطور المذهل للعصر الرقمي.

عصرٌ مُخيفٌ جعل «كلّ شخصٍ يحملُ ظِلًا» ـ بحسب عالم النفس «كارل يونج».. ذلك الظِلٌ بمثابة «صندوق أسود»، ليصبح لكل إنسان صورة عن نفسه أجمل مما هي بالواقع، أو على الأقل أفضل مما يراها الناس!

في كل يوم، نتلقى طلبات صداقة على «فيسبوك»، لإضافة أشخاص «مجهولين»، يستخدمون غالبًا صورًا وأسماء غير حقيقية.. لا يُصَرِّحون عن أنفسهم، بل يتمسكون بغموض شخصياتهم.. تمامًا كما هي صفحاتهم!

اللافت أن «حسابات» الكثير من راغبي الصداقة والإضافة «ذكورًا وإناثًا»، عبارة عن صفحات قاحلة «خرسانية» لا توجد بها سوى رسالة «قام بقفل ملفه الشخصي، يمكنك إضافته ضمن الأصدقاء لمعرفة التفاصيل التي يشاركها»!

هذا التطبيق «السخيف» لـ«قفل ملف التعريف»، يعتقد مستخدموه أنه يضمن توفير أقصى قدرٍ من الخصوصية لحساباتهم، كما يأتي بعد سنوات من إطلاق خاصية «حماية الصورة الشخصية».. لكن التساؤل: إذا كان إظهار هويتكم «عَوْرة»، وحَجْبُ شخصياتكم الحقيقية «ضرورة»، فلماذا تطلبون صداقة غيركم؟!

المثير أن هناك بعض الأشخاص مصابون بحمى طلبات الصداقة، أو إنشاء حسابات جديدة، خصوصًا هؤلاء الذين يمتلكون أكثر من «حساب».. الأول «عام»، يُستخدم مع الأهل والأقارب، والآخر مع «الخواص»، للتعامل بحذر مع «السوشيال ميديا».. لظروف عائلية، أو لاعتبارات أخرى!

لكن شعار المرحلة «قام بقفل ملفه الشخصي»، جعل البعض ـ بحسب أحد الأصدقاء ـ يقبل الصداقة بشكل مؤقت، لمعرفة صاحب الحساب، خصوصًا في ظل وجود العديد من الأصدقاء المشتركين، وبالتالي يقرر الاستمرار أو الحذف والحظر!

أخيرًا.. عامل الوقت كفيل بكشف حقيقة مَن يمتلكون وجهًا آخر، أو قِناعًا يختبؤون خلفه، لإخفاء خدوش تشوِّه حقيقتهم، ولذلك فإن هناك خيطًا رفيعًا يفصل بين الاهتمام والإهمال، أو الشَّغف والفضول، لا يعرفه هؤلاء المنشغلون «بِكَ»، خصوصًا إذا كنتَ حريصًا على الكتمان أو غامضًا بالنسبة لهم، لتبقى «أنتَ» وظيفتهم الأساسية في الحياة!

فصل الخطاب:

يقول الأديب والكاتب الروسي «أنطون تشيخوف»: «يَشعُر الأشخاص الذين جمعتهم مأساة مشتركة بنوع من الارتياح عندما يجتمعون معًا».

 

 

[email protected]