رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هَذَا رَأْيِى

حريق مستشفى النور المحمدى بالمطرية الذى راح ضحيته ثلاثة صيادلة منهم شقيقان فى عمر الزهور أدمى قلوبنا.. رحم الله الضحايا وربط على قلوب أهاليهم وذويهم وزملائهم وألهمهم الصبر والسلوان ودعاؤنا بالشفاء العاجل للمصابين الذين فاق عددهم الثلاثين مصابا.. حريق مستشفى النور بالمطرية وما نتج عنه من خسائر فى الأرواح ودمار فى معدات وأجهزة وتجهيزات مستشفى خيرى فى منطقة شعبية يجعلنا نراجع أنفسنا فى عديد من الأمور تفاديا لوقوع كارثة أخرى بسبب إهمال هنا أو تقصير هناك.

صحيح أن أصابع الاتهام تشير إلى أن الماس الكهربائى هو سبب هذا الحريق.. أيًا كان السبب فمن حقنا أن نسأل عن نظام مكافحة الحريق فى مستشفى النور وكافة مستشفيات ومنشآت مصر ومدى الالتزام بوجود نظام لمكافحة الحريق داخل هذه المنشآت واتباع التعليمات اللازمة لمنع وقوع هكذا كوارث.. فأين صافرات الإنذار عند تصاعد الأدخنة؟.. أين وسائل الاطفاء ومتى تتم مراجعة هذه الوسائل ومدى كفاءتها؟.. هل كانت الاشتراطات الواجبة للوقاية من الحريق متوفرة فى مستشفى النور وكذلك هل هى مطبقة فى كافة المنشأة الحكومية التى يتردد عليها مئات الآلاف من المواطنين؟.. ماذا عن تدابير النجاة ووسائل التهوية وتصريف الدخان، والمصادر المائية المطلوبة لعمليات مكافحة الحريق؟. ماذا عن تدابير الاخلاء والتدخل والسيطرة ومسالك الهروب

وأجهزة الإطفاء اليدوية؟ماذا عن سخانات عمل الشاى والقهوة والتى أصبحت ظاهرة فى مكاتب الموظفين والعاملين بهذه المنشآت؟.. حتى البوفيهات الموجودة فى هذه المنشآت ما مدى انطباق شروط الأمن والسلامة عليها؟.

وسط هذه الأزمة علينا أن نرفع قبعات الشكر والعرفان للأبطال وكعهدنا بهم كانوا كما عودونا فى كافة الملمات التى مرت بنا أنهم حائط الصد والسند لأبناء هذا الوطن..أصحاب البلاطى البيضاء الذين أبوا أن يتركوا مرضاهم وينجوا بأنفسهم من لهيب النيران وسحابات الدخان واصروا على استكمال رسالتهم لإنقاذ حياة أم شاء لها القدر أن تلد فى هذه اللحظات.. تحية للطبيب الذى رفض أن يترك الاُم وجنينها لمصير مجهول واقسم بالله أنه لن يخرج حتى إتمام رسالته وقد أتمها بفضل من الله وحفظه.. تحية لطبيب آخر رفض أن يترك طفلة أُجريت لها عملية جراحية واصر الطبيب على إكمال رسالته حتى فاقت الطفلة من غيبوبتها.. تحية لكل أصحاب البلاطى البيضاء الذين يؤدون رسالتهم السامية دون كلل أو ملل رغم ظروفهم وبيئة العمل التى يعلمها القاصى والدانى.. تحية لكل من ساهم فى إنقاذ حياة مريض تواجد فى مستشفى النور بالمطرية وقت الحادث..تحية للدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة واللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة ورجال الإسعاف والدفاع المدنى على جهودهم فى السيطرة على الحريق وإخلاء المرضى والمصابين والعمل على راحتهم ونقلهم إلى مستشفيات أخرى لاستكمال علاجهم.

بقى لنا رجاء لدى المسئولين وأهل الخير وهو إعادة مستشفى النور المحمدى الخيرية إلى سيرتها الأولى، وأن يستمر المستشفى الخيرى فى أداء رسالته خدمة لأهالى المنطقة والمترددين عليه من أهالينا الكادحين الذين تمنعهم ظروفهم من التوجه إلى المستشفيات الخاصة والاستثمارية؛ وتكون هذه المستشفيات الخيرية وجهتهم حين يشتد عليهم الألم وتلاحقهم الأمراض.

[email protected]