حكاية وطن
معرض القاهرة الدولى للكتاب، هو الحدث الأهم والأكبر ثقافيًا الذى يشهده مركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة فى دورته الـ53، والذى فتح أبوابه لاستقبال الجمهورية من 26 يناير حتى 7 فبراير المقبل، ويحمل هذا العام شعار «هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل».
يعود تاريخ إقامة أول معرض للكتاب فى القاهرة إلى عام 1969، فى هذه السنة كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفى، فقرر وزير الثقافة فى ذلك الوقت (ثروت عكاشة) أن يحتفل بها ثقافيًا، وأسند إلى الكتابة والباحثة (سهير القلماوى) مهمة إقامة أول معرض للكتاب، ليشارك فيه ناشرون من مختلف الدول العربية والأجنبية، ولتكون هذه الشرارة انطلاق أكبر وأهم معارض الكتاب فى الشرق الأوسط، والثانى بعد معرض فرانكفورت عالميًا، حيث يحقق عدد زوار معرض القاهرة سنويًا أكثر من مليونى زائر.
توافق إقامة المعرض هذا العام إجازة نصف العام الدراسية للطلاب بعد انتهاء الفصل الدراسى الأول لإتاحة الفرصة لهم على زيارة المعرض، والاطلاع على الكتب الجديدة، لتكون هناك فرصة أمام المتهمين بالقراءة للحصول على النسخ التى يحتاجون إليها وتتماشى مع هوايتهم فى القراءة، وتناسب أيضاً ظروفهم المادية فى ظل الظروف الحالية، فأهمية القراءة تمنح المرء القدرة على التنقل بين الماضى والحاضر وتجعله يتطلع نحو المستقبل، كما تمكنه من العيش فى مختلف العصور، وعندما يكون أفراد المجتمع قراء سيكونون فعالين ويسعون للارتقاء بمجتمعهم ويتطلعون إلى التحضر، وكشفت دراسة قام بها باحثون أمريكيون عن أن القراءة تزيد من التواصل بين خلايا الدماغ، وتقلل مستويات التوتر، وتتفوق على وسائل أخرى للقضاء على الإجهاد مثل الاستماع إلى الموسيقى أو الذهاب فى نزهة سيرًا على الأقدام، كما تعتبر القراءة أحد أهم الأسباب التى تقوى الذاكرة، وتمنح العقل فوائد متعددة فى التذكر والاسترجاء والتركيز والحفظ، وتعد أيضاً من أفضل طرق الإثراء اللغوى، وتساعد على تنمية القدرة على التحليل والنقد وتنمية الخيال والإبداع.
تتفاوت أسعار الكتب فى جناح الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد إطلاق مبادرة الكتب المختصة، حيث وصل سعر بعض الكتب لأقل من خمسة جنيهات، وأقصى كتاب سجل 20 جنيهًا، ومنها كتب فى الأدب، اللغة، الحرف اليدوية، الرواية، السينما، الدراما.
الحضور الجماهيرى الكبير هذا العام من كافة النخب والمستويات الأدبية والعلمية والطلاب وجميع المتهمين بالقراءة، والضيوف من الخارج يعكس وعى الجمهور بالدور المهم الذى تلعبه الثقافة فى بناء الشخصية.
ويعتبر معرض القاهرة الدولى للكتاب من أهم المعارض التى تجمع الكثير من القراء ليس على مستوى مصر بل على مستوى الشرق الأوسط، ويشارك فيه العديد من الناشرين من مختلف دول العالم العربى والأجنبى من مختلف الجنسيات ويشتمل المعرض، فضلاً عن الكتب التى يتم نشرها بمختلف أشكلها، على بعض النشاطات المسرحية ومعارض الفن التشكيلى وعروض السينما، والندوات الثقافية التى يشارك فيها جميع رواد المعرض، ويحقق المعرض أهدافًا أخرى مثل تبادل الثقافات بين الرواد من مختلف الدول، ويؤدى لقاء الأدباء إلى كسر الحواجز التى نشأت بين الدول المختلفة، ودراسة كافة الوسائل الحديثة لتعميق التبادل الفكرى بين مختلف ثقافات العالم، مما يتيح الفرصة للثراء الفكرى والثقافى.