رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع خطة التمكين وهى الأهم والتى ظل الإخوان يعملون بها، وظللنا طويلاً ننظر إليهم من خلالها، دون أن نهتم بأن هناك خطة أخرى حاول صاحبها أن يفعلها داخل الجماعة الارهابية، لكنها كانت تلقى معارضة كبيرة جداً، أتحدث تحديداً عن عبدالمنعم أبوالفتوح وخطته التى كان يطلق عليها ولا يزال بالطبع خطة التوطين، لفت انتباهى عزيزى القارئ أن عبدالمنعم أبوالفتوح يقلل كثيراً من أهمية خطة التمكين المنسوبة لخيرت الشاطر، بل يسخر منها ولن أكون مبالغاً إذا قلت إنه يتعامل معها على أنها ليست موجودة، ففى إطار حديثه عن حصار نظام مبارك لجماعة الإخوان قال فى حوار منشور ومعلن عبر شبكة إسلام أون لاين نصاً «لا أحد من الإخوان مثلاً يستطيع أن يحتفظ بورقة فيها فكرة لكى ينضجها غداً، لأن الأمن يأتى ليقبض عليه ويحرز الورقة ويقدمها لنيابة أمن الدولة كدليل إدانة، كما حدث فى عام ١٩٩٢، عندما أخذوا من منزل خيرت الشاطر أوراقاً أطلق عليها وثيقة التمكين، وهى أوراق كانت لأشخاص تفكر ولها طموح وآمال وتخطط كيف تصلح مصر».

فى عُرف عبدالمنعم أبوالفتوح إذن أن خطة التمكين ليست موجودة، وقد يكون هذا من ناحية لأنه لم يكن على وفاق فى أى وقت مع خيرت الشاطر، بل كان يرى أنه نده الذى يزاحمه فى المكانة التى يجب أن يحصل عليها داخل جماعة الإخوان الارهابية التى منحها فكراً، بينما خيرت مالاً فقط، ومن ناحية ثانية لأنه يريد أن يفسح المجال لخطته هو، والتى حتما سينكرها ويقول إنها مجرد طموح وآمال وخطة لإصلاح مصر، لقد أدرك نظام مبارك أن التعامل مع خيرت الشاطر محفوف بالمخاطر، وأن الجماعة يمكن أن تكون خطراً محدقاً بالنظام لو استمر خيرت الشاطر فى السيطرة عليها، ورغم أنه كان مسجوناً فى العام ٢٠٠٩ على ذمة قضية غسيل الأموال الشهيرة التى أعقبت العرض العسكرى لطلاب الأزهر، إلا أنه كان لا يزال يلاعب عبدالمنعم أبوالفتوح الذى كان هو الآخر سجيناً فى قضية التنظيم الدولى، وكان نظام مبارك يلعب بينهما بمنتهى القوة.

كانت القضية التى يحاكم بها وعليها أبوالفتوح تحمل رقم ٤٠٤ لسنة ٢٠٠٩ حصر أمن دولة عليا، ورغم أن محاضر التحريات والتحقيقات التى أجرتها نيابة أمن الدولة العليا كانت تشير إلى إدانته، إلا أن القضية انتهت ولم تتحرك، وكانت هناك فيما يبدو صفقة أراد رجال جمال مبارك أن يعقدوها مع أبوالفتوح، كانت الصفقة تقوم على خروج عبدالمنعم أبوالفتوح من السجن وتمكينه من الصعود إلى منصب المرشد العام داخل الجماعة والسماح له بتأسيس حزب سياسى وعدد من المقاعد فى برلمان ٢٠١٠، على أن ينهى عصر خيرت الشاطر ومجموعته فى مجلس الشعب، وتم تيسير الأمر لعبدالمنعم تماما من أجل الخروج، تكفلت الدولة بعلاجه فى المستشفى الفرنساوى، ووصل علاجه وقتها إلى ٥٨ ألف جنيه، وتم إيداعه فى جناح كامل بالمستشفى الفرنساوى، وكان مسموحاً لابنته بأن تتواجد معه فى الوقت الذى تريده، كما سمح له نفسه بأن يلتقى بمن يشاء من أصدقائه.

لم يكن عبدالمنعم مدركاً للسبب الذى من أجله يتم التعامل معه بهذه الطريقة، كانت الخطة يتم تدارسها بين رجال جمال مبارك، وبمجرد أن تم الإشارة إليها نفى أبوالفتوح على موقعه الخاص أن تكون هناك أى صفقة بينه وبين رجال جمال مبارك، ما لم يصل إلى عبدالمنعم أن جبهة خيرت الشاطر وقتها سارعت إلى المعسكر القديم وعقدت الصفقة الأهم بالنسبة للنظام، وهى صفقة لم تكن تشمل عبدالمنعم أبوالفتوح على الإطلاق، فلم يتحدث معه أحد بل تحدثوا مع رجال الشاطر الذين أبدوا استعداداً للتعاون الكامل مع نظام مبارك ليس فى انتخابات برلمان ٢٠١٠ فقط، ولكن فى مساندة جمال مبارك فى أن يصل إلى الرئاسة، وللحديث بقية..

[email protected]