عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يقول الداعية الشيخ «محمد يوسف الكاندهلوى» صاحب كتاب «حياة الصحابة» المشهور بزهده وورعه رحمه الله إن الناس والأشياء عند الله مثل كفتى الميزان، فإذا ارتفعت قيمة الإنسان عند الله «بالإيمان والأعمال الصالحة» قلت قيمة الأشياء.. وإذا قلت قيمة الإنسان عند الله بسبب الذنوب والمعاصى، ارتفعت قيمة الأشياء وزادت الأسعار وعم الغلاء.

فى القرن الماضى حدث فى الهند غلاء شديد فى الأسعار واشتد الفقر بعد أن كان الناس قبل ذلك فى عز وغنى.. ذهب الناس إلى الداعية «الكاندهلوى» واشتكوا ارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش وقالوا له: هل نحتج ونغضب؟.. فأجابهم بأن الناس والأشياء عند الله مثل كفتى الميزان.. فعليكم بجهد الإيمان والأعمال الصالحة حتى ترتفع قيمتكم عند الله وتقل الأسعار.. ولا تخوفوا الناس من الفقر فهذا «شغل» الشيطان فلا تكونوا من جنوده وأنتم لا تشعرون.. فوالله لو أن هناك فى قاع البحر صخرة صماء ملساء فيها رزق لعبد لانفلقت حتى تؤدى إليه رزقه.. فالغلاء لا يمنع عنك رزقًا ساقه الله إليك.. «الذى فتح لك فاك لن ينساك»..

 قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ...} 96 الأعراف..

ورغم ما نقوله عن الحكومة وما نراه من تقصير فى جوانب عديدة.. وكذلك بعض الإيجابيات التى لا نغفلها على أرض الواقع، إلا أننا نحتاج إلى مزيد من الإيمان والتقوى الذى تسعد به المجتمعات وتعم عليها النعم والرخاء.. علينا أن نعمل ونتمسك بالأمل فى تحسن الأحوال خاصة أن الرزق عند الله مضمون..

وإلى جانب الحديث عن الإيمان والتوبة والاستغفار الذي يفتح أبواب الفرج نلمح على أرض الواقع تطوراً على المستوى الاقتصادى ربما يساهم فى تحسن الأوضاع نسبيا، وهو إدراج روسيا للجنيه المصرى ضمن العملات التى يتم التعامل بها، وهو من شأنه أن يسهل عمليات التبادل التجارى ويفتح أسواقاً جديدة بين البلدين تشمل منتجات متعددة.. ويؤدى تدريجياً إلى الحد من أزمة الدولار التى يشهدها السوق المصرى بعد أن أصبح ارتفاع سعره عائقاً أمام المستورد المصرى بصفة عامة.. خاصة أن مصر من أكبر الدول المستوردة للقمح الروسى، وبهذه الطريقة سيتم الاستيراد بالعملة المحلية وليس بالدولار.. وباستخدام الروبل والجنيه فى المعاملات التجارية بين مصر وروسيا بدلا عن الدولار يمكن أن يزداد حجم التبادل التجارى الذى يقدر بين البلدين بنحو 4.7 مليار دولار.. وتشمل واردات مصر من روسيا أيضاً مستلزمات الصناعة والطباعة وعربات ومعدات السكك الحديدية والنحاس والورق.. بينما تصدر مصر إلى روسيا الفواكه والخضر والملح والصابون والأسمنت ومنتجات الألبان.. كما أن هذه الخطوة إيجابية للسياحة المصرية وستسهل عملية قدوم السياح الروس إلى مصر..

رغم كل المشاكل والأزمات التى تواجهنا ما زال الأمل قائماً فى أن نعيش حياة أفضل بالعمل بمنتهى الجدية، ومزيد من الإيمان والثقة فى أن الله لن يتخلى عن عباده المؤمنين..

[email protected]