رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التعصب هو الاعتقاد الذى ينطوى على أخذ مواقف دون تمحيص بسبب الغيرة والحماس المفرط، وهو يعنى أيضاً عدم قبول الحق عند ظهور الدليل من فرط الميل والانحياز، فهو يهوى بالإنسان إلى درجات دنيا فى السلم البشرى والإنسانى، ولكن بالتسامح والمحبة وبالفهم الصحيح بعيدًا عن التعصب يعلو الإنسان إلى درجات عليا فى السلم البشرى, إن كل وعاء يضيق بما فيه إلا القلب والعقل, فالقلب يتسع بما فيه بالحب والتسامح ولكنه يضيق بالتعصب والكراهية وكذلك العقل يتسع بما فيه من علم ومعرفة، ولكنه يضيق بالتعصب والجهل وهكذا فإن التعصب يجعل القلب ضيقاً يقول الله تعالى (أم على قلوب أقفالها) الآية 42 سورة محمد. والتعصب يجعل العقل ضيقاً فلا يرى الإنسان إلا ما يريد أن يراه ويحرمه ذلك من رؤية أشياء أخرى جميلة عندما تتسع رؤيته.

< التعصب="" هو="" الباب="" الكبير="" للفتنة="" وهو="" كالعصابة="" السوداء="" تغطى="" الأعين="" وتغلق="" القلوب،="" فلا="" يمكن="" أن="" يكون="" حائلاً="" لمرور="" التعصب="" إلا="" بالدفع="" بالمعانى="" السامية="" من="" المحبة="" والتسامح="" والفهم="" الصحيح="" وقبول="" الآخر="" مهما="" كانت="" درجة="" الاختلاف="" معه،="" فهو="" آخر="" بالنسبة="" لك="" وأنت="" آخر="" بالنسبة="">

إن التنافس الرياضى وخاصة الكروى منه له أهداف كثيرة فى نشر البهجة والسرور بين المواطنين، وتوحيد الشعور الوطنى فى المناسبات القارية والدولية وممارسة هذا النشاط له قواعد حاكمة ينظمها الاتحاد الدولى والاتحاد القارى والوطنى، فإذا خرج عن هذه القواعد فقد أهدافه وأصبح آفة ومفسدة للجميع.

إن انعدام ثقافة التنافس وقواعده وانتشار التعصب الأعمى وعدم قبول الآخر فلسفة سلبية كفيلة لتحويل البهجة والسرور والتعاون والمحبة إلى مفسدة وشقاق وبدلاً من أن تكون الرياضة وسيلة لإسعاد الجمهور وتصدير الطاقات الإيجابية سوف تنقلب وتصبح وسيلة للشقاء وتصدير الطاقات السلبية وسوف تكون وسيلة للهدم وليس وسيلة للبناء وإسعاد الجماهير. إن التعصب الأعمى ينتشر فى كل عناصر اللعبة بدءًا من الإعلام الرياضى ومرورًا بإدارات الأندية والأجهزة الفنية والحكام والجمهور وأخيراً اللاعبين وهم أكثر العناصر تأثرًا بين كل هذه العناصر.

إن الإعلام الرياضى يتحمل مسئولية كبيرة خاصة القنوات الخاصة بالأندية فضلاً عن البرامج الرياضية التى تبث من خلالها، فلا حرج على أى إنسان أن يختار اللون الذى يشجعه بشرط ألا يهاجم الألوان الأخرى إلا فى إطار النقد الموضوعى والإيجابى، فإن الاختلاف رحمة من الله فهو إثراء للحياة والفكر.

وليس هذا الأمر دعوة لوضع قيود على الإعلام وإنما العودة إلى المهنية الإعلامية البعيدة عن التعصب والتى يمكن أن تكون قيمة مضافة للمشاهد وأن تصدر هذه القنوات للمشاهد طاقة إيجابية بدلاً من أن تؤجج نار الفتنة.

إن هذا الأمر الذى يُرى فى الأوساط الرياضية وقد انتشر انتشاراً سرطانياً إلى وسائل التواصل الاجتماعى ولم يعد الأمر يقتصر على التعصب الرياضى بل انتشر هذا السرطان إلى القدح فى الذمم والأعراض باتهامات مرسلة بلا دليل حتى وإن كانت بدليل ليس محلها هكذا إنما محلها فى ساحات القضاء العادل الذى يكفل لكل إنسان الحق فى الدفاع عن نفسه بكل الطرق القانونية ويحفظ للإنسان عرضه وماله ونفسه وكل حقوقه.

هذا ما يرى فى الساحات الرياضية خاصة الكروية منها وكلها عوامل للهدم والتخلف وليست عوامل للبناء والتقدم، فهذا مناخ لا يمكن أن يكون عاملاً مساعداً للظهور فى الساحات الدولية والقارية وسوف نبقى فى مكاننا ويسبقنا الجميع.

ندعو الله تعالى أن يجنب مصرنا الغالية هذه الفتنة الرعناء وأن يحمى مصر فى ظل العدل والأمن والعلم، فهذه عوامل التقدم وبدونها تنحدر الأمم وتتخلف وإن كانت متوفرة فسوف تخبو نار الفتنة ويزول التعصب.