رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

توقفت طويلاً عند التصريحات التى أدلى بها رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى أثناء زيارته محافظة شمال سيناء السبت الماضى حول الدعم الذى تقدمه الحكومة للمواطنين فى مختلف القطاعات، وأبرزها الطاقة والكهرباء والخبز.. هذه التصريحات اعتبرها الكثيرون مقدمة واضحة لارتفاع جديد فى الأسعار خلال الأيام أو الساعات المقبلة.. ورغم كل المبررات التى استفاض رئيس الوزراء فى شرحها، إلا أن النقطة المهمة التى يجب الإشارة إليها، وبكل صراحة، أنه إذا كانت الحكومة تتحمل الكثير من أجل المواطن كما ذكر وأكد على ذلك.. فإن المواطن يتحمل أيضاً الحكومة وقراراتها وبرنامج إصلاحها الاقتصادى منذ سنوات ويصبر على أمل أن يعيش حياة تليق بكل مصرى شريف يعمل ويكد ويكافح ويواجه غلاءً رهيباً فى الأسعار لا يقبل لأى مواطن فى العالم به.. وإذا كانت المشروعات التى نراها ضمن خطة طويلة الأجل مهمة وتقوم بها الدولة لإصلاح ما أفسدته الحكومات فى عقود طويلة بعهود سابقة ويباركها المواطنون ويفخرون بها.. لكنهم يا سيادة رئيس الوزراء يحتاجون أيضاً إلى مشروعات قصيرة الأجل تشعرهم بالحياة على أرض الواقع، وتمكنهم من ممارسة حياتهم اليومية بطريقة مقبولة بدلا من حالة الارتباك والتشتت التى تواجه الكثيرين بسبب الغلاء الرهيب فى الأسعار الذى جعلهم يترددون فى شراء أى شىء ويحجمون عن الكثير مما تعودوا عليه لعدم مقدرتهم على شرائه..

وكما أن الحكومة تتحملنا كمواطنين، وهذا للعلم جزء من مهام الحكومة، فإننا أيضاً نتحمل تقصيراً واضحاً من الحكومة فى الرقابة الفعلية على الأرض للأسواق والحد من الجشع الذى يمارسه بعض التجار.. وتقصيراً كبيراً فى تنفيذ قرار وضع الأسعار على السلع الذى صدر ولم تتم متابعته بالطريقة المناسبة للحد من الجشع الرهيب الذى يسيطر على مختلف الأسواق..

وإذا كان مدبولى صرح بأن الحكومة تقدم دعماً يفوق ما تتحمله حكومات دول متقدمة، وأنها تنتج نحو 100 مليار رغيف مدعم سنوياً، وأن التكلفة الفعلية لبيع السولار فى السوق هى 11 جنيهاً للتر بينما يباع بسعر 7.25 جنيه.. وعن دعم الكهرباء أكد أن من يدفع 300 جنيه شهرياً لاستهلاك الكهرباء كان من المفترض أن يدفع 1000 جنيه وفقاً للأسعار الحقيقية.. فقد كان من الأولى أن يجيب فى الوقت نفسه عن علامة الاستفهام الكبرى التى تواجه كل مواطن، وهى هل الراتب الذى يحصل عليه المواطن يمكن مقارنته بما يتقاضاه نظيره فى مختلف دول العالم.. على الحكومة أن تعلم جيداً أنها تتعامل مع مواطن «بطل» وكما تتحمله فهو أيضاً يتحملها!

 

[email protected]