رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

لا يستطيع أى إنسان شاهدها أو قرأ عنها أو حتى سمع أى يتخلص من حبها بل قل عشقها إن أردت الدقة «فهى المعشوقة دائما والعشاق كثيرون» وهى الأرض الطيبة التى تنبت خيرا للجميع «وهى الأم الحنون التى يغرق حنانها كل من يعيش على ترابها، تحتضن الكل دون تفرقة وتعامله كابن من أبنائها» وستبقى كذلك ما بقيت الحياة.

عن الجنة الأرضية، يذكر جلال الدين السيوطى فى كتابه «حسن المحاضرة فى تاريخ مصر والقاهرة» فيقول:

عن عبدالله بن عمرو أنه قال: «مَن أراد أن يذكر الفردوس، أو ينظر إلى مثلها فى الدنيا، فلينظر إلى أرض مصر حين يخْضَرّ زرعها وتنمو ثمارها»، وعن كعب الأحبار:»مَن أراد شبه الجنة فلينظر إلى أرض مصر إذا أزهرت»، ونقل عن على بن أبى طالب رضى الله عنه أنه لما بعث محمد بن أبى بكر الصديق إلى مصر قال: إنى وجّهتك إلى فردوس الدنيا» ، وعن سعيد بن هلال قال: اسم مصر فى الكتب السالفة «أم البلاد»، وذكر أنها مُصوَّرة فى كتب الأوائل، وسائر المدن مادّة أيديها إليها تستطعمها’ وعن كعب قال: «لولا رغبتى فى بيت المقدس ما سكنت إلا مصر قيل ولِمَ؟، قال: لأنها بلدة معافاة من الفتن، مَن أرادها بسوء كبّه الله على وجهه، وهو بلد مبارك لأهله فيه».

اليوم موعدنا مع  عاشقة أرض الكنانة المبدعة السودانية مناجاة الطيب لتدلو بدلوها:

 «كلما نظرت النيل قادنى الحنين شمالا وتنطلق الامنيات إلى «موسم الهجرة إلى الشمال» رائعة الطيب صالح الذى طالما دغدغ مشاعرى وساقنى عبر كل الدروب المترعة بالأشواق للترحال، مقصدها الحِل فى موطنى الروحى» فقد  عزمت أن تكون الساعة ساعة شوق وحنين وما شوقى وحنينى إلا لبقعة طالما راودنى الحنين بشد الرحال إليها و لولا أن مشربنا واحد لأعتقدت بأن شربى لماء النيل هو ما ساق روحى لتهفو إليها، مصر يا أخت بلادى يا شقيقة لا أدرى لماذا لا أشعر بحواجز تفصلنا ولا باختلاف فى دمائنا وتلك حضارة استقيناها عبر رحلات وتبادل ثقافى منذ زمن الفراعنة والحضارة النوبية التى تركت آثار ملامحها بين البلدين ودثرهما النيل بأجمل وشاح، تهفو النفس وتسبقنى الأشوق قبل الخطوات إليك «أرض الكنانة» يا من احتضنتى كل قادم يحمل فكرا أو بعدا ثقافيا رأى فيك الملاذ المناسب والمنبر الحر لينطلق من منصته، وإذا ما مد الله فى الأجل سأحمل كل أشيائى  وحلو الامنيات، أغزل الأحرف وشاحا اتدثر به كلما راعنى الزمان بالبعد والحنين.

عندما أكتب عن معشوقتى يصادف ذلك هوى فى نفسى التى تهفو لها، و نبضات قلبى الذى تعلق بحبها، قلبى الذى رأها قبل عينى، فظلت موجودة فى ذاكرتى بأدق تفاصيلها, رأيتها فى كل شىء حولى يشع حبا وحنانا، وأتذكرها دائما من خلال كتابات مثقفيها الذين تركوا بصمات لا تنسى، ورجال فكر ودين صاروا قبلة لطلبة العلم من مختلف الأرجاء، فمصر كانت ومازالت مرجعية وأم حنون لكل من أتى قاصدا حضنها لا تصد ولا ترد كل محتاج أو سائح.

 

 

[email protected]