رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

الأرجنتين دولة من العالم الثالث.. دولة نامية، على الرغم من أنها تحتل مرتبة أعلى من الغالبية العظمى من البلدان غير المتقدمة، عدد سكانها حوالى 45 مليون نسمة. اسمها مشتق من اللفظ اللاتينى أرجنتيوم والذى يعنى الفضة، مع العلم أن الأرجنتين لا تحتوى على أى مصادر للفضة، ولكن سميت هكذا لأن الغزاة الأسبان أتوا إلى تلك الأراضى بعد انتشار الشائعات انها تحتوى على جبال من الفضة، مدينة بوينس أيرس هى العاصمة وأكبر مدينة بالبلاد وترجمتها «الهواء الجميل».

المسيحية هى الديانة السائدة فى الأرجنتين، معظم الأرجنتيين من أتباع الكنيسة الرومانية  اقتصاد الأرجنتين هو اقتصاد الدخل فوق المتوسط، تحتفظ بثالث أكبر اقتصاد فى أمريكا اللاتينية، ورابع أكبر اقتصاد فى نصف الأرض الجنوبى، لغة الأرجنتين هى الأسبانية، وتوجد بها 27 لغة مسجلة ضمنها لغة الإشارة.

عملة الأرجنتين هى الـ«بيزو» ويساوى 145 من الجنيه المصرى والدولار يساوى 172.56 بيزو.

تأسس الاتحاد الأرجنتين لكرة القدم عام 1893، وانضم إلى الفيفا عام 1912، شارك منتخب الأرجنتين المعروف بـ«التانجو» فى جميع نهائيات كأس العالم باستثناء المسابقات التى جرت فى أعوام 1938، 50، 54، 70.

حصلت الأرجنتين على كأس العالم ثلاث مرات أعوام 1978، 1986، والعام الحالى 2022، وكان ترتيبها الثانى أعوام 1930، 90، 2014. ووصلت إلى دور الربع النهائى عام 1966، 78، 2006، 2010، وفازت ببطولة كوبا أمريكا 15 مرة.

التصنيف العالمى للأرجنتين يأتى فى المركز الثالث تبلغ القيمة التسويقية لمنتخب الأرجنتين الحاصل على بطولة كأس العالم قطر 2022، حوالى 622.25 مليون يورو ويدربه ليونيل سكالوني، الهداف التاريخى للأرجنتين وقائده الحالى ليونيل ميسى «90 هدفا»، ولكن أكثر اللاعبين مشاركة فى كأس العالم: دييجو مارادونا - حافيير ماسكيرانو - ميسي، وأكثر اللاعبين خوضا لمباريات كأس العالم مارادونا «21 مباراة». ومن أبرز اللاعبين فى الأرجنتين عبر التاريخ عمر سيفورى النجم الذهبى فى خمسينيات وستينيات القرن الماضي، حقق لقب كوبا أمريكا عام 1957 وفاز بلقب الهداف، شارك فى 19 مباراة وسجل 9 أهداف.

ودييجو مارادونا: «1977 - 1994» أحد أفضل لاعبى كرة القدم فى 4 كؤوس عالم، وقاد بلاده للفوز بلقب كأس العام 1986 وتأهل للنهائى عام 1990، وجابرييل باتيستوتا «1951 - 2002» قاد منتخب الأرجنتين للتويج ببطولتى كوبا أمريكا «1991 - 1993»، إضافة إلى كأس القارات 1992، وسجل 54 هدفا دوليا فى 77 مباراة، ليونيل ميسى من 2005 وإلى الآن الهداف التاريخى لمنتخب الأرجنتين بـ90 هدفا فى 164 مباراة، وأكثر من حصد الكرة الذهبية فى التاريخ «7 مرات».

عادت كأس العالم إلى موطن الشمس للمرة الثالثة، حيث يرى الأرجنتينيون أن الشمس تشرق كل يوم، لكن شروقها فى الأرجنتين ليس محصورا فى ظهورها الفيزيائي، تشرق مع كل هدف لـ بوكا جونيورز وريفريليت فى كل هدف للراحل وييجو مارادونا، وكانت ساطعة عندما رفع «الفتى الذهبى» كأس العالم 1986 بالمكسيك.. هناك فى الأرجنتين كما هو الحال فى أمريكا وسطها وجنوبها يمكنك أن تعرف ماذا تعنى كرة القدم، يمكنك أن تفهم تلك العلاقة بين الجمهور واللاعبين، «كرة القدم هناك هى فرح الشعوب وتعاستها».

فى الأبيات الأخيرة من النشيد الوطنى الأرجنتيني يردد: «نرجو أن يكون المجد أبديا ما تمكنا من تحقيقه، نتوج بالمجد لنعيش، وأقسم بالمجد أن أموت». وفى كلتا الحالتين، العيش أو الموت، فإن صاحب المجد هناك حى فى قلوب عشاق كرة القدم وفى ذاكرتهم، وهذا ما حدث مع مارادونا بعد كأس العالم 1986، وهذا ما يبحث عنه المنتخب الحالى.

كانت هناك توقعات كثيرة تجمع على أن منتخب الأرجنتين من أبرز المنتخبات لنيل لقب كأس العالم فى قطر، فهو يعيش حالة من الاستقرار فى السنوات الأخيرة، بعد سنوات التعاسة والخيبة، حتى فى ظل الرجل الذى يحمل كل الرهانات ليونيل ميسي، لكن الأمور اختلفت، بعد سنوات من الخيبة، تسلم ليونيل سكالونى تدريب المنتخب الأول فى الأرجنتين، بعدها عادت الأرجنتين إلى منصات التتويج حاصدة لقب كوبا أمريكا 2021 للمرة الأولى منذ 28 عاما، ومحققة لقب «تينا ليسيما» بالتفوق على منتخب إيطاليا بطل أوروبا، فضلا عن ذلك لم تخسر فى 35 مباراة على التوالى. دخل منتخب الأرجنتين بطولة كأس العالم 2022 وهو فى أفضل حالة ذهنية وفنية، وأثبت مع «سكالونى» أنه فريق جماعي، المنتخب يخدم «ميسى» ويستفيد منه وعاد ميسى إلى مستواه بعد موسمه الأول الصعب مع باريس سان جيرمان، وظهر للجميع فى أبهى صورة فى الذهاب إلى كأس العالم. ميسى كان أبرز لاعب فى منتخب الأرجنتين فى مونديال قطر، نظرا لأدائه ومسيرته الكروية التى جعلته من أفضل اللاعبين فى التاريخ.

انتهى أعظم وأروع وأقوى نهائى فى تاريخ كأس العالم يوم الأحد الماضى حيث التهم لاعبو التانجو الديوك الفرنسية، كنت حزينا على «مبابى» الذى سجل لفرنسا 4 أهداف فى هذه المبارة واستحق لقب هداف كأس العالم عن جدارة، مما جعلنى أن أقول: فاز من يستحق وخسر من يستحق أيضا، فالمنتخبان: الأرجنتين وفرنسا كان كل منهما قريبا من احراز البطولة حتى الثوانى الأخيرة، لكن آه وآه ومليون آه من ضربات الجزاء الترجيحية التى ابتسمت بـللبرغوث وزملائه «العرب شرفونا فى هذه البطولة» المغرب فى المركز الرابع، وفازت السعودية على بطل العالم الأرجنتين كما فازت تونس على وصيف العالم فرنسا.