عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقى

مرت بهدوء الذكرى الـ73 لرحيل الكوميديان المصرى المثقف بشارة واكيم، ولا أعرف لماذا لا تلقى ذكرى مولده الحفاوة اللائقة،، ولا تنظم وزارة الثقافة أى فعالية عندما يحل موعد وفاته، رغم أنه يحتل مكانة بالغة الأهمية فى تاريخنا المسرحى والسينمائى، ورغم أن الاهتمام بنجوم الفن والأدب والفكر والاحتفال بهم يعزز لدى الأجيال الجديدة عشق الحياة والانشغال بتطويرها، بدلاً من الركض خلف ثقافة اليأس والإحباط والموت!

فى 30 نوفمبر 1949 رحل بشارة واكيم الممثل المصرى الذى ولد فى حى الفجالة بالقاهرة (أفتح هذا القوس لأذكرك بأن كثيراً من الناس يظنون خطأ أنه ممثل لبنانى نظراً لبراعته فى أداء لهجة أشقائنا فى لبنان).

للأسف لم نشاهد بشارة واكيم على المسرح رغم أنه واحد من الرعيل الأول (ولد بشارة عام 1890)، حيث انضم إلى فرقة عبدالرحمن رشدى ثم فرقة جورج أبيض، ولما أعلن يوسف وهبى عن تأسيس فرقة رمسيس عام 1923 مضى للعمل معه.

درس بشارة القانون، حيث تخرج فى مدرسة الحقوق العليا، الأمر الذى جعله يتمتع بثقافة عريضة، ولعل ثقافته هذه دفعته إلى الانتباه جيداً إلى أن المستقبل المشرق للفن مرصود للاختراع الجديد الذى يطلق عليه الناس اسم (سينماتوغراف)، وهكذا بادر بالعمل فى هذا الاختراع، وسطر اسمه فى الصفحة المقدسة للتاريخ الفنى بوصفه أول مصرى يستحوذ على دور البطولة فى السينما، من خلال تجسيده لشخصية برسوم فى ثانى أفلام السينما المصرية، وأول فيلم لمخرج مصرى وهو (برسوم يبحث عن وظيفة) للمخرج محمد بيومى الذى تولى إنتاجه وتصويره فى ديسمبر من عام 1923 وعرض فى عام 1924. والفيلم مستوحى من أجواء الأفلام التى كان يصنعها شارلى شابلن، حيث يعانى البطل من الفقر والحرمان والجوع ويتحايل على الظروف ليجد ما يسد رمقه.

الفيلم موجود على موقع (يوتيوب) وقد كتب على الشاشة هذه العبارة بالحرف (برسوم يبحث عن وظيفة... أول فكاهة سينماتوغرافية مصرية وضع وتصوير محمد محمد بيومى). الفيلم صامت طبعاً، إذ لم تنطق السينما المصرية إلا فى عام 1932 عندما عرض فيلم (أولاد الذوات) للمخرج الرائد محمد كريم.

طوال تاريخنا السينمائى تصدى بشارة واكيم لأداء الدور الثانى باقتدار، وهو عادة الشخصية الكوميدية فى الفيلم الذى يخفف من سطوة الفواجع إذا كان البطل يوسف وهبى بمآسيه المعروفة، ولنتذكر معاً أفلام (ليلى بنت الريف وليلى بنت مدارس/ 1941 للمخرج توجو مزراحى) و(غرام وانتقام/ 1944، وملاك الرحمة/ 1946 ليوسف وهبى)، أما بطولاته بعد برسوم فقليلة نذكر منها أفلام (لو كنت غنى/ 1942)، و(حنان/ 1944)، وأخيراً فيلم (غنى حرب/ 1947) وهو أول أفلام كمال الشناوى.

بشارة واكيم فنان متفرد، انعكست ثقافته على أسلوبه فى الأداء، فجاء طبيعياً سلساً مقنعاً، لذا ليت وزارة الثقافة تنظم فعاليات تليق بمكانته وريادته.