رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصف ذهني

 «للأسف ليس هناك اهتمام كبير بهذه الكفاءات»..هذه الكلمات كانت للدكتور محمد عبد اللاه رئيس جامعة الاسكندرية الأسبق والبرلماني الأقدر، تعقيبا على مقالنا المنشور على هذه المساحة تحت عنوان- مجدي يعقوب الجديد- الذي انتقدنا فيه عدم رعاية الموهوبين؛ بتركهم فريسة للبيروقراطية التي تحطم آمالهم إلا من نفذ الى الخارج ليكمل الحلم هناك.

وبعد المقال تنوعت ردود الأفعال بين قراء عاديين وأساتذة للجامعات وبعض رموز المجتمع المدني؛ لكنها خلت للأسف من رد أي مسئول عن البحث العلمي او حتى تعقيب من المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم العالي التي يفترض انها تضم هذه النوابغ تحت ردائها وتمهد لهم طريق النجاح، ولكن يبدو ان ما يحدث هو العكس في ضوء ما تبوح به قصص الموهوبين بعد جلوسهم على القمة.

حكاية جديدة ترويها بنت مصرية عشقت من صغرها (علوم البيانات) وحلمت ان تفعل شيئا عظيما لبلدها، ورغم انها كانت تسمع الكلمة المحبطة دائما (شكلك نسيت انك بنت)، لكنها رفضت هذا الإحباط ونجحت في تخصصها حتى عينت معيدة بجامعة عين شمس؛ وعندما جاءتها منحة من جامعة بون لدراسة الماجستير هناك قررت دينا جرجس (وهذا اسمها) أن تطلب إجازة بدون مرتب من عين شمس لانجاز هذه المنحة ضمن ست منح على مستوى العالم؛ وللاسف رفضت جامعة عين شمس طلبها فقررت أن تسافر على نفقتها الخاصة وتكلفت أمام ذلك الكثير لكنها أصرت على تحقيق هدفها.

وما إن بدأت دراستها هناك حتى انتبه الجميع لتفوقها، فأخذت الماجستير بامتياز فرشحها أحد أساتذتها للعمل بشركة (باير الألمانية)  لصناعة الدواء، وتواصل مشوار نجاحها حتى اختارتها إدارة الشركة ضمن ستة باحثين في مجال علوم البيانات للفوز بالجائزة العالمية في هذا التخصص؛ كما شاركت بنت مصر في أبحاث كيماوية عديدة عن مرض السرطان من خلال استخدام أحدث تقنيات التعليم الآلي اضافة الى تطويرها لمنتجات الذكاء الاصطناعي؛ الأمر الذي حقق للشركة ملايين اليوروهات من عائد استثمار أبحاثها.

هذه باختصار حكاية دينا جرجس خريجة عين شمس التي رفعت اسم مصر عالياً في ألمانيا؛ رغم رفض الجامعة الاستفادة من أبحاثها فاحتضنتها جامعة بون وجنت من ورائها الكثير.

بالطبع إن هذه النماذج وغيرها؛ ما زالت ساقطة من حسابات الرعاية  الواجبة في المؤسسات الجامعية والهيئات البحثية والمنابر الإعلامية؛ رغم أنها أفضل قدوة للاجيال القادمة.

ويبقى الشكر لجامعة عين شمس التي رفضت إعطاءها إجازة لدراسة الماجستير والعودة  به إلى مصر؛ فمنحتها فرصة أعظم للتفوق في المانيا حتى أصبحت من علمائها المتميزين رغم أنها بنت مصر.