رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقى

مع انطلاق مباريات كأس العالم 2022 بالدوحة، يسترد عشاق كرة القدم شغفهم الكبير بهذه اللعبة الساحرة، حيث يتابع بلهفة تلك المسابقة الدولية أكثر من نصف سكان الكوكب، (تجاوز عددنا 8 مليارات نسمة)، الأمر الذى يثير شهية أى متأمل جاد للبحث فى أسباب هذا الهوس الكروى المتواصل من قرن إلى آخر.

فى ظنى أن ثمة سبعة أسباب رئيسة وراء احتشاد الملايين خلف أشهر رياضة عالمية، سأوجزها فيما يلي:

1-   تحقق هذه اللعبة حلم الإنسان منذ الأزل فى أن يرى العدالة متحققة أمامه فى التو واللحظة، وهو ما يتجلى فى أى مباراة، فعدد لاعبى كل فريق يساوى عدد الفريق الآخر، والوقت المحدد لهما لإثبات المهارات والكفاءات واحد، وقوانين اللعبة تطبق على الفريقين بالحزم نفسه.

2-   هناك حَكَم يصول ويجول مع اللاعبين ليراقب ويتابع ويتفحص أى خلل أو خرق لقوانين اللعبة، إذ يطلق صفارته على الفور إذا أخطأ أى لاعب، فيعاقبه فى الحال، وهو أمر يشرح صدر المشاهدين، فما أكثر ما رأى الإنسان الظالمين يرتعون فى الحياة دون حساب أو عقاب.

3-   يتلقى الفريق مكافأته على الفور إذا أحرز أحد لاعبيه هدفًا، من خلال التصفيق والتشجيع، والصياح والهتاف، أى أن الحكمة الخالدة (لكل مجتهد نصيب) تتجلى مباشرة، ولا تتأخر.

4-   صاحب اللعبة الحلوة ينال مكافأته فى ساعتها، المتمثلة فى استقبال الاستحسان من قبل جمهور عريض يتابع المباراة فى الملعب، أو حتى أولئك الذين يتسمرون أمام شاشات التليفزيون.

5-   التهليل الجماعى الشديد الذى يترافق مع إحراز الهدف ربما يعود إلى سلوك قديم ترسخ فى جينات الإنسان الحالى منذ كان أجدادنا الأوائل ينجحون فى اصطياد الفريسة من حيوانات داجنة وهم يطاردونها بحثا عن الغذاء. إن الفرحة الغامرة التى تعقب إحراز الهدف الآن تشبه السعادة القديمة المتمثلة فى الإيقاع بالفريسة من أجل الحصول على الطعام فى ذلك الزمن العسير الذى مر على الإنسان.

6-   الحفاوة بقيمة العمل الجماعى وضرورته، إذ تذكر هذه اللعبة الإنسان بتاريخه القديم، حتى لو لم يدرك ذلك، إذ كان عليه أن يتعاون مع رفاقه ليحظى بنعمة البقاء حيًا، فالحياة تحتشد بالحيوانات المفترسة والتقلبات المناخية وهجوم جماعات بشرية أخرى. كل ذلك يفرض على الفرد ضرورة التعاون مع زملائه، الأمر نفسه يتكرر فى كرة القدم، فمن غير التعاون بين اللاعبين، لا فوز ولانجاح ولا سعادة!.

7-   تعزز كرة القدم لدى كل فرد الرغبة فى التفوق، رغم التعاون الواجب، وما النجوم اللامعين الذين يركضون فى الملاعب سوى صورة براقة لهذه الرغبة (تذكر بيليه ومارادونا وميسى ومحمد صلاح وغيرهم من العباقرة المتفوقين).

إن تنظيم كأس العالم فى قطر بهذا الجمال مناسبة رائعة لاسترداد مشاعر جماعية براقة تحققها الساحرة المستديرة كما كان يصفها بحق الكابتن ميمى الشربيني.