رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

يبدو أن الشكوى من تراجع نسبي في  الحركة النقدية التي يتحدث عنها الآن أهل الفن والأدب كانت من الأمور التي يعاني منها الوسط الأدبي والفني منذ بدايات القرن الماضي إلى حد تخصيص الكاتب والروائي «يوسف السياعي» مقاله الافتتاحي بمجلة الرسالة بعنوان « ضيعة النقد « وبشكل خاص عن دور الصحافة  في انهيار النقد .. يكتب « المعروف أن مجال النقد الأدبي هو المجلات الأدبية ، ولكن ذلك لا يبرر أن تضيق صفحات الصحف الأخرى عنه .. الصحف التي تفسح الصفحات الطوال العراض لإحدى الجرائم أو لتسريحة شعر .. لماذا تضيق بصفحاتها عن النقد الأدبي .. ؟ أليس في النقد الأدبي تعريف بالكتب وإغراء بقراءتها .. ؟ أليس في ذلك نوع من خدمة المجتمع وتربية النشء ، الذي تجيد الصحف نشر جرائمه والتباكي عليه ؟..

والآن يتلاحظ أن الذين يشتغلون بحرفة النقد أو يمارسون الكتابة النقدية غالبًا تكون نسبة كبيرة منهم ممن درسوا النقد فى الجامعة ، و يمارسون النقد بصياغة أكاديمة تتباين اتجاهاته الفكرية والتخصصية ، منهم من يمثلون الامتداد الطبيعي لجيل النقاد الكبار ولهم سطوة مؤثرة في الوسط الأدبي والفني ولم يعد من هؤلاء بيننا إلا عدد قليل ، وأما نقاد اليوم أرى افتقادهم لخاصية التأثير الجماهيري و التواصل مع أهل الإبداع والتأثير في مساراتهم الأدبية والفنية ، والذي الذى كان متحققا على سبيل المثال  للويس عوض ، أو محمد مندور، أو عبد القادر القط ، أو شكرى عياد، أو رجاء النقاش.

وبمناسبة ذكر اسم الكاتب الصحفى الكبير والناقد المبدع الراحل «رجاء النقاش»  فقد كان يرى أن هناك نوعا من الناس يكره الامتياز ويعادى التفوق، ويخاف أن يرى شخصًا بموهبة لامعة، وهؤلاء هم من يستريحون إذا تحطمت التماثيل أمامهم، ويصفهم بــ « عشاق التماثيل المكسورة» ..

وعليه، كان «النقاش» يحذر أصحاب المواهب المتميزة حتى لا يقعوا فى فخ الحاقدين على التميز، فكان يراهم يواصلون بكل بساطة وسذاجة تألقهم من دون الاهتمام بأعدائهم ظناً منهم أن هذا يكفي.

نعم، فقد كان كناقد يحتفى ويثمن ويقدر أصحاب المواهب والملكات الإبداعية الطالعة، ويناضل لتقديمها للمجتمع المصرى والوسط الثقافى العربى بما يليق ويدفع بهم لدعم مسيرتهم الإبداعية..

بعد رحيل رجاء النقاش، أرى أن الكثير من الكتّاب والمبدعين لم يتوقفوا عن التذكير بدوره فى تقديمهم وبيان جوانب تفردهم بما يستحقون، فهو من بادر بتقديم الشاعر محمود درويش فى بدايات ظهوره، وهو الذى صار العلم الشعرى الأبرز فى عالمنا العربى، وهو من تحمس لموهبة القاصّة سميرة عزام التى جاهد النقاش فى رفع الظلم النقدى والإهمال غير المعقول اللذين نالا أدبها وريادتها فى القصة القصيرة العربية، مرورًا بالشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازي، والروائى الطيب صالح وغيرهم الكثير ممن تعرّفنا على أدبهم وكتاباتهم بفضل الجهد النقدى والوفاء الإنسانى النبيل لرجاء النقاش علاوة بالطبع على ما فى إبداعاتهم من إمكانات كبيرة للحياة والاستمرار.