رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

بناء الإنسان هو النواة الأولى لصلاح المجتمعات، والعامل الأكثر فاعلية في نهضتها وتقدمها، فالثقافة والوعي والإدراك هي أساس تقدم الشعوب، وإدراك الشعب المصري لمقتضيات العصر وتحدياته، وعدم الانسياق وراء الأبواق المغرضة، هو رهان العبور الآمن صوب الجمهورية الجديدة، وترسيخ دعائمها القائمة على العلم والعمل، وهو ما أدركته جيدا القيادة السياسية المصرية الواعية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذى عمل على ترسيخ أهمية التوعية الجماهيرية التي تتضافر فيها جهود الدولة ووسائل الإعلام وكذلك الجماهير، فمد الرئيس جسور التواصل مع المواطنين على كافة المستويات، وفُعلت منصات حكومية لخدمة هذا الهدف، ويظل صقل النواحي المعرفية والثقافية إحدى أولويات أجندة الرئيس واهتماماته، وقد لفتت تصريحات الرئيس السيسي الأخيرة الانتباه لأهمية نشر المكتبات الثقافية، لتؤكد على فلسفة ورؤية الجمهورية الجديدة لنشر المعرفة والوعي.

معرفة مصر الجديدة

فمصر الجديدة تولى أهمية قصوى لبناء الإنسان المصري صحياً وعلمياً وثقافياً ومعرفيا وتوعويا، ومن هنا جاءت دعوة الرئيسً بعدم الاكتفاء بإقامة الأنشطة التجارية والخدمية في عملية التطوير الجارية من مرافق وطرق وكباري العاصمة، وإضافة البعد الثقافي والمعرفي لتلك الأنشطة، خاصةً إنشاء المكتبات، والتي تقدم خدماتها وأنشطتها التي تسهم في إثراء العقل الجمعي للجماهير، لتكون حلقة جديدة في سلسلة المجهودات التي تبذلها الدولة لنشر العلم والثقافة والمعرفة، وإيماناً بأهمية دور المكتبة في ترسيخ قيمة المعرفة، ونشرها بين أفراد المجتمع وباعتبارها منارة للعلم وللثقافة، حيث شهدت الآونة الأخيرة طفرة في المشروعات المعرفية، تجلت في تشييد مدينتي الثقافة والفنون في العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة، والعديد من المشروعات الثقافية القومية الكبرى، ولا يغفل أحد المشروع القومي المتمثل في تدشين بنك المعرفة المصري لكافة الدارسين من مختلف الأعمار، ليتيح لهم نافذة غير مسبوقة للتواصل العلمي مع كافة المنصات العلمية العالمية.

الوعي و(التريند)

وقد جاء الوقت لتدرك كافة وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة، وخصوصا الرقمية منها أهمية وضرورة مواكبة فكر الدولة المصرية، لترسيخ هويتنا الثقافية والانتباه لمحاولات تزييف الوعي المصري وطمس هويته، والسيطرة على عقول شبابنا. والملاحظ أن بعض من تلك الوسائل غير مقدرة لدورها الحيوي والجوهري في تلك المراحل التاريخية الدقيقة، ولا تقدر خطورة ما تقدمه من محتوى أو ما يتم استدراجها لتقديمه والمشاركة في ترويجه انسياقا لصراع (التريند) المحموم، ونجد أحيانا الكثير من النماذج المشوهة التي لا تمثلنا كشعب مصري أصيل، وللأسف يكون كل همها هو بضعة آلاف من المشاهدات والمشاركات، وكونها نماذج غريبة ومختلفة تماما عن ثقافتنا الأصيلة، يتم استدراج البعض للمتابعة وتكون النتيجة أن تتصدر تلك النماذج العبثية المشهد لتعطي انطباعا زائفا وصورة مشوهة.

دور المواطن

وفي خضم تحديات العصر الذي نعيشه الآن وهي في الواقع تحديات علمية ومعرفية بشكل كبير، يأتي الدور الأبرز للمواطن المصري أن يدرك خطورة ما يحاك ضده من مؤامرات، فلم تعد الحروب في عصرنا هذا مقصورة على الآلات العسكرية، بل باتت المعلومة والمعرفة والوعي والآلة الإعلامية وإطلاق الشائعات والأخبار الزائفة، أسلحة فتاكة من شأنها في بعض الأحيان تدمير المجتمعات وإلحاق الأضرار الاقتصادية الكبيرة بها، حال الانسياق الأعمى خلف دعواتها المغرضة؛ ومن هنا تبرز أهمية الوعي الشعبي  كطوق نجاة حقيقي لتعزيز دور التسلح بالعلم والوعي والمعرفة وغرس إعمال العقل في شخصية النشء منذ نعومة الأظافر، ما يمكنا من التصدي بفعالية للتحديات التي تحاول العبث بمقدرات وطننا العزيز، وبما يسهم أيضا في جعل النشء والشباب يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمتطلبات العصر واحتياجات المجتمع وسوق العمل، ويساهم في تربية أجيال تتسلح بالعلم والوعي والمعرفة.

 

--

مساعد رئيس حزب الوفد

عضو مجلس الشيوخ